تحقيقات وتقارير

أرضية وظروف ملائمة لانطلاق التنمية البشرية


الاعلام تايم _ رحاب ملحم


كثيراً ما يطرح هذا السؤال.. ولكن قبل الشروع باﻹجابة عليه، لابد لنا من وقفة يسيرة نسلط الضوء من خلالهاعلى مفهوم التنمية البشرية.. فرغم الأصداء التي أحدثها هذا المصطلح في الآونة الأخيرة ، إلا أننا لا يمكن أن ننكر اللغط الكبير بين هذا المفهوم والمفاهيم الأخرى؛ كما أننا لا يمكن أن نتجاوز التداخلات بين العناوين المتشابهة وضعاً والمختلفة مضموناً..


وعندما تقع الأبصار على عنوان التنمية البشرية أو الإدارية فنحن نجد تتمة لها وهي تطوير الذات، فهذان توأمان لا يمكن الفصل بينهما.. ومن وجود كلمتي تنمية وتطوير يبدأ لنا اتضاح المفهوم.. إذاً فهناك عامل ومعمول وعمل وهذه  الأركان الثلاثة هي العناصر المحركة للعملية والبوصلة التي تدور حولها التنمية..


ولما كان العامل والمعمول هما الأفراد والعلاقة المتبادلة بينهما هي العمل، إذاً لابد لنا من وجود مدرب ومتدرب لنجاح هذا العمل.. ومن هذه المعادلة نشأت منظومة الدورات التدريبية أو بتعبير آخر انبثقت منها...


وعلينا الاعتراف بأنه لا يقصد هذه الدورات إلا الذي لديه رغبة ملحة لتطوير ذاته من أجل الوصول إلى النجاح!!!


كما علينا الإقرار أننا جميعنا يحلم بالنجاح ويتمنى الوصول إليه.. لكننا لا ننكر أيضاً أن الأعم الأغلب يجهل كيفية الوصول ظنا ًمنه أنه حلم مستحيل، أو خوف من الحواجز الكبيرة التي تحول بينه وبين حلمه..

 

ولكنه لايدرك أن المسألة هي عبارة فقط عن امتلاك لأدوات تطوير الذات ومعرفة استخدامها لتحقيق هذا النجاح!


إذآ فالأمر عبارة عن فهم عميق للمعرفة وامتلاك الاستراتيجية الصحيحة ووجود الدافعية للقيام بذلك.. كلمات وعبارات أوضح من خلالها المدرب الدولي و عضو البرلمان الدولي لعلماء التنمية، الاستاذ خالد القصير لموقع "الاعلام تايم" تساؤلات واستفسارات حول مفاهيم التنمية البشرية والادارية.


وأضاف "من هنا يأتي دور التدريب الشخصي بواسطة المدرب، سواء أكان ذلك ضمن برامج قصيرة أو مكثفة والهدف الرئيسي منها أن يضع المتدرب الخطوة الأولى على طريق نجاحه وتحقيق أحلامه..


وهنا يبادر للأذهان هل نقصد بهذا الكلام أن هذه الدورات ستؤمن لنا فرصة عمل ؟؟؟


بغض النظر أنها ستفتح أمامك فرص كثيرة واختيارات متنوعة وهذا متوقف على الاداء والكفاءة والفهم الصحيح لها، والتطبيق العملي، إلا أن المسألة ليست بهذا التصور، فالفرد أو المتدرب يمكن له تحقيق أهدافه عندما يتلقى التوجيه والدعم الذي من شأنهما تمكينه من إخراج قدراته الدفينة إلى حيز التنفيذ، وذلك بمساعدته على صياغة أهدافه الشخصية ومن ثم تجزئتها لأهداف فرعية ومن ثم بناء عمل واقعي وعملي لتحقيق هذه الأهداف، والتركيز على المهارات وتطويرها، وتحسين الأداء أو إثراء ناحية معينة أو موهبة في حياته.. وأيضاً تقديم المشورة واختيار الأكفاء والمتخصصون لها.. والعمل بروح الفريق الذي يشكل عدم توافره في مجتمعاتنا ومؤسساتنا فجوة كبيرة بين الأفراد أو العاملين  أو الموظفين وعلاقتهم فيما بينهم وعلاقتهم مع مدرائهم..


وأشار القصير الى "إذا ذهبنا إلى استراتيجية "العصف الذهني" هذه الاستراتيجية الجديدة على مجتمعنا أو بكلام آخر التي مازالت قابعة في طي صفحات الكتب والسطور، فنحن لا نجدها حاضرة في المؤسسات ومغيبة بشكل كامل في المدارس والجامعات إلا ماندر، رغم أن عملية استمطار الآراء والأفكار من خلالها تروي التعطش الذي يعاني منه المجتمع وتصحر عقول أفراده، فينبت من خلالها ازدهاراً وتطورا ويزهر مستقبله...


وأوضح المدرب القصير أنه لا يغيب عنا أن مثل هذه الاستراتيجيات الحديثة تمكن من تبادل الخبرات وتحث على العمل الجماعي وتربط بين المهارات وسوق العمل بحبال متينة لأنها لا تعتمد على التعليم النظري ولكنها توفر أيضا الجانب التطبيقي والتدريب العملي، حيث تتيح للفرد فرصة الاحتكاك بسوق العمل مباشرة لأنها أضافت إليه سنوات من الخبرة الفعلية..


وكثير منا يسأل عن دور التنمية في سنوات الأزمة ؟؟ في الحقيقة لو تمعنا ودققنا بعد هذا العرض بمفهوم التنمية والدورات التي تقوم من أجلها لأدركنا أنه الوقت المناسب لوجودها، فالتطوير يعني أن ننهض وأن نتغير وأن نستبدل العقول المغلقة بأخرى منفتحة لا يعبث بها إعلام كاذب أو تتأثر بآراء معادية، فالتطوير هو تغيير شامل، فكيف لمجتمع أن يتقدم ويتطور إذا لم يبدأ هذا التطوير بأفراده أنفسهم ورغبتهم فيه، أضاف القصير.


كما أننا لا نستطع أن ننكر الاضطرابات النفسية والتوتر وحالات القلق والوساوس التي خلفتها سنوات الأزمة عند الكثيرين، ولهذا يجب أن نسلط الضوء على جانب العلاج النفسي الذي توفره هذه الدورات التدريبية من خلال إعادة بناء هيكلة شخصية الفرد وإنماء الثقة بنفسه وتحقيق التوازن من خلال الاندماج بالمجتمع من جديد والتعاون وإعادة إدارة شؤون الحياة العامة والخاصة كشؤون الأسرة، لما تخلقه هذه المنظومة من جو يسود فيه التحفيز والتشجيع وتعلم مواجهة المشكلات ومعرفة وضع الحلول المناسبة لها..


وختم المدرب الدولي بـ"بعد هذا... يمكننا الإجابة التي ستبقى مفتوحة على السؤال المطروح الذي بدأ التقرير به، فمن خلال انتشار هذه الظاهرة الجيدة بشكل متسارع واتساع عدد المنسبين لها، وازدياد الوعي للالتحاق بها، وكثرة أعداد المدربين والمتدربين فيها، فهذا كاف للإجابة وكاف لوجود أمل وبوادر تبشر بنجاحها وارتقاء المجتمع بها وهذا إن دل على شيء أيضا فإنه يدل على وعي أفراد الشعب وحبه ورغبته في التقدم والتطور ذاتا ومجتمعا"..

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=47197