تحقيقات وتقارير

في يوم الشباب.. الشباب السوري نموذج


الاعلام تايم _ رنا موالدي

مالا شك فيه أن سورية اليوم تختلف كثيراً عن  الذي كانت عليه قبل سنوات الحرب التي ما زالت مستمرة حتى يومنا، ويمكننا إدراك حجم هذا الاختلاف بنظرة بسيطة إلى واقع الشباب السوري الذي يواجه تحديات كثيرة، فالمشاكل لا تكاد تعد أو تحصى.. "تحيط به من كل حدب وصوب".


وفي إطار ما يعيشه الشباب من إشكاليات تتفاقم يوماً بعد يوم مع ارتفاع نسبة البطالة وغلاء المعيشة أصبح الحديث عن مشاكلهم أولويات لابد التوقف عندها عند النظر إلى مشاهد الحياة في ذلك الزمن الذي سبق الحرب لكنه كشف للشباب أنه كان يحمل كل شيء جميل في كل المجالات.. فالهاجس الأكبر كان تأمين العمل، إذ كان قرار الهجرة يرتكز على نسبة الحصول على الوظيفة، وعند عدم الحصول عليها، يبدأ التفكير بالهجرة والبحث عن عمل.


أما الفترة الماضية فكانت الأصعب.. ففكرة الهجرة ليست جديدة، لكنها في ظل الحرب فرضت نفسها بقوة ليغترب الشباب السوري غربة لم تمنعه من تشكيل نواة للتواصل مع شباب الوطن الباقي عبر الفيسبوك مثلاً والقيام بمبادرات شبابية يتسابق إليها شباب مفعم بالحيوية و حب العمل الجماعي المشترك، ليثبتوا أن الوطن عندهم هو تلك الكلمة الكبيرة المرتبطة بالوجود والاستقرار والأهل والانتماء الحقيقي، أما بلد المهجر هو مجرد محطة صغيرة لحين العودة إلى بلدهم.


الشباب السوري  على مدى 6 سنوات كان مثال التحدي في مواجهة الموت والدمار والقوة و العزيمة والرغبة في الحياة، حيث كان لهم بصمة أمل حلّقت في سماء الوطن وتخطت حدوده لتصل العالم أجمع عبر مبادرته بالتطوع في صفوف الجيش دفاعا عن الأرض والحقوق ومواجهة الارهاب حاملين أرواحهم على أكفهم غير آبهين..


في حين شهد العمل الاجتماعي عدة تطورات في مفهومه ووسائله متماشياً مع  التغيرات التي حدثت في سورية، فبعد أن كان الهدف الأساسي هو تقديم الرعاية والخدمة للمجتمع وفئاته أصبح الهدف تغيير وتنمية المجتمع‏ ويبدو أن الدافع الإنساني لدى الشباب وطاقاتهم يتجهان نحو القيام بأعمال تطوعية يسعون من خلالها ليكونوا جزءا فعالاً في المجتمع.


سامر، أحد هؤلاء الشباب الذين يعملون في مجال العمل التطوعي والذي أفصح لموقع "الاعلام تايم " أن ما يدفعه للقيام بذلك هو إمضاء وقت الفراغ في عمل إيجابي، من خلال مساعدة الآخرين والشعور أنه فاعل في المجتمع.. و يضيف عن كيفية الموازنة بين وقت الدراسة والتطوع، أن الجمعيات تأخذ وقت المتطوع بعين الاعتبار، فمعظم الأعمال تنفذ في أوقات العطل، لأن معظم المتطوعين من طلاب الجامعات، ولذا فهو يقدم خدمته في أيام الجمعة والسبت مثلا.


وتقول لميس "متطوعة " أيضاً  "من خلال عملي التطوعي اكتسبت مهارات التواصل مع الآخرين  وإدارة الوقت وأهميته وانعكس ذلك على سلوكي بشكل عام.. نقوم بعمل  البازارات الخيرية والمحاضرات التوعوية في المدارس، وهناك فئة واعية في المجتمع شابة تأتي وتتطوع من تلقاء نفسها، ولدينا نشاط مهم من خلال صفحات الفيسبوك".


إن الاحتفال باليوم العالمي للشباب في 12 آب  منذ عام 2000، بناء على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر عام 1999،  كان هدفه إقامة فعاليات مختلفة على مستوى العالم، لإبراز إسهامات الشباب المجتمعي، بما يساعد في تحقيق العدالة الاجتماعية والسلام المستدام.. وعلى هذا فالشباب السوري نموذج يحتذى به على مستوى العالم أجمع وبما يملكه من طاقات وقدرات بدا واضحا جليا أمام الجميع عبر  7سنوات من الحرب يتنافسون و يتألقون ليس فقط في مجال عملهم أو دراستهم ، بل أيضاً في حبهم لوطنهم و خدمته.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=47194