نافذة عالمية

مكتب مكافحة الإرهاب بالنمسا: عشرات الإرهابيون النمساويون يقاتلون في سورية


نقلت صحيفة (دير ستاندارد) النمساوية عن مصادر مطلعة في مكتب مكافحة الإرهاب في فيينا قولها إن نحو80 نمساوياً من أصول شيشانية وبوسنية وتركية وعربية غادروا النمسا الى شمال سورية عبر تركيا للقتال إلى جانب المجموعات الارهابية المسلحة.

وأضافت المصادر إن "أكثر من عشرة من هؤلاء الإرهابيين قتلوا في سورية خلال المعارك الدائرة بين الجيش العربي السوري والمجموعات الإرهابية المتطرفة في المناطق الشمالية من سورية وذلك حسب مصادر مقربة من تلك التنظيمات."

وأشارت المصادر إلى أن "العديد من هؤلاء الأشخاص عادوا إلى النمسا ومازالوا قيد التحقيق من قبل السلطات الأمنية النمساوية ومكتب مكافحة الإرهاب بينما بقي مصير العشرات منهم مجهولا حيث من المعتقد انهم يخوضون معارك مع تنظيمات إرهابية مختلفة ومتصارعة في ما بينها."

في سياق متصل لفتت الصحيفة إلى أن وزارة الداخلية النمساوية حذرت من أن عودة العشرات من الارهابيين من سورية إلى النمسا سيشكل عبئا ثقيلاً وخطراً مجهولاً على المجتمع النمساوي لما تحمله من آثار سلبية قد تتحول فيه تلك المجموعات مع الوقت إلى تنظيمات مسلحة تقوم بتنفيذ عمليات ارهابية في النمسا وأوروبا بعد أن تلقى أفرادها الخبرة العسكرية والميدانية وعادوا حاملين أيديولوجية "التطرف التكفيري."

وأوضحت الصحيفة أن النمسا تدرس امكانية اعادة مراقبة الحدود المفتوحة بين دول الأتحاد الاوروبي لتجنب تهريب الأشخاص والإرهابيين من دول أوروبية وغيرها وخاصة من الشيشان والقوقاز والبوسنة عبر فيينا الى سورية بعد ان كشفت مصادر خاصة عن وجود مجموعات وخلايا ارهابية نائمة في العاصمة النمساوية فيينا.

وكانت حكومات دول غربية بينها فرنسا وبريطانيا وبلجيكا والمانيا عبرت عن قلقها من استمرار تدفق الإرهابيين إلى سورية وعودتهم إليها مدربين الأمر الذي دعاها إلى التشديد من إجراءاتها الأمنية في محاولة لمواجهة خطر المد الإرهابي الذي سبق وقدمت له الدعم في محاولة منها لتنفيذ مخططاتها في سورية.

وشكل هذا الموضوع محور اجتماع في بولندا الجمعة 7 شباط/ فبراير شارك فيه وزراء داخلية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا واسبانيا وإيطاليا وبولندا، أكد في ختامه وزير الداخلية الاميركي جيه جونسون أن "المسؤولين الأمنيين في اوروبا يولون اهتماماً خاصاً للمتطرفين في دولهم الذين يذهبون إلى سورية لحمل السلاح" وخصوصاً في ظل المعلومات المؤكدة عن سفر "أفراد من الولايات المتحدة وكندا واوروبا الى سورية للقتال هناك في وقت يحاول متطرفون بشكل نشط تجنيد غربيين وادلجتهم وإعادة إرسالهم إلى بلدانهم الأصلية لتنفيذ مهمات متطرفة".

من جانب آخر رأت الصحيفة ان دعم نظام آل سعود اللامحدود للإرهابيين والمتطرفين في سورية وبعد ثلاث سنوات من الأزمة التي تمر بها بدأ يواجه مصاعب عسكرية وسياسية وخاصة بعد التوصل إلى اتفاق دولي حول بعض القضايا في سورية وفي ظل الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد وتباعد وجهات النظر والمواقف بين الرياض والادارة الامريكية.

وأوضحت الصحيفة أن نظام آل سعود ربما يكون أحد الخاسرين في هذا الوضع القائم حيث بدأ يخشى من ضعف نفوذه في المنطقة وخاصة في سورية والعراق ما أدى الى تأجيج الأوضاع الأمنية وزيادة دعمه للإرهاب في لبنان وسورية والعراق لاثبات وجوده.

يذكر في هذا السياق أن العديد من الحكومات الغربية الحليفة لنظام آل سعود بدأت توجه انتقادات علنية لهذا النظام باعتباره وفقاً للمعطيات والحقائق التي تتوضح يوما بعد يوم الداعم والممول الأكبر للمجموعات الارهابية المسلحة في سورية والتي باتت تشكل تهديداً حقيقياً للدول التي رعتها ودعمتها وسهلت تحركات أفرادها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=4719