تحقيقات وتقارير

مواطنون يطالبون.. والتربية مُصرّة!


الاعلام تايم _ مارينيت رحال


مع بداية امتحانات الدورة التكميلية لطلاب الشهادة الثانوية، عادت المعاناة من قطع الاتصالات الخلوية وشبكة الإنترنت في سورية.. القطع الذي يلازم امتحانات الشهادة الثانوية طيلة أيامها، والتي تستمر في الفترة الصباحية لمدة 3ساعات أو أكثر، حسب الوقت المحدد من قبل وزارة التربية للإجابة على أسئلة الامتحان.


قبل الحديث عن الاضرار التي تصل لحالة الخطر أحيانا، وخاصة في ظل الظروف السائدة.. دعونا نتحدث عن ما يسمى بالملكية الشخصية بناء على عقود تضمن حقوق الناس، فهل يحق لأي كان أن يحرم مواطن من حق ملكيته لساعات، ولا ندري ما هو الصالح العام في ذلك باعتبار المصلحة العامة دائما هي فوق أي مصلحة أخرى.


تستيقظ صباحاً في شهر الامتحانات والدورة التكميلية تجد نفسك شبه معزول عن العالم الخارجي، نظراً لأن الاتصالات وشبكة الانترنت أصبحت ملازمة للفرد في كل أوقاته، وخاصة الصباحية، وذلك لأن وزارة التربية تعمد إلى توقيف خدمة الإنترنت والاتصالات عبر الهواتف النقالة خلال ساعات تقديم امتحانات الشهادة الثانوية.


منع الغش وتسريب أسئلة امتحان الشهادة الثانوية العامة، هل هذا المبرر كاف في ظل ما تعيشه البلد من حرب تشن عليها من عشرات الدول والارهابيين، لتغييب الإعلام المحلي والمواطنين عن مجمل التطورات خلال ساعات الامتحانات.


فمن الممكن أن يتعرض أي شخص لحادث ما أو لأي حالة إنسانية أخرى، مايضطره الى الاتصال المباشر المفقود في حالة شبه العزل التي ذكرناها.


هذا الإجراء أغضب العامة، وما علينا موقع الاعلام تايم، إلا أن ننقل بأمانة خلال استطلاع أجريناه، آراء الناس للجهات المختصة، لما في الاجراءات المتخذة من تعطيل لحياتهم وأمورهم الشخصية ولعملهم في كل المجالات والقطاعات، وهناك مراسلات إن لم تصل في موعدها قد تكون نتيجتها خسائر بالملايين.


لا جدوى من قطع الاتصال، فمن يريد أن يغش في الامتحان لن يمنعه أسلوب توقيف شبكة الهاتف المحمول، فقد يلجأ إلى  أساليب أخرى، وزارة التربية دافعت عن الاجراء عبر معاون وزير التربية عبد الحكيم الحماد، الذي قال إن:"الوزارة تحرص على سلامة الامتحانات و خاصة امتحانات الشهادة الثانوية  العامة للوصول الى العدالة و النزاهة في العملية الامتحانية، سيما قد وجدت بعض حالات غش في السنوات السابقة من خلال الاتصالات في بعض المحافظات حيث كان البعض منهم ومن خلال شبكات الهاتف المحمول يقوم بإرسال الاجابة للطلاب الذين كانوا يخفون وسائل اتصال في ثيابهم (سماعات تحت الجلد أو داخل الاذن  غير مرئية ).


ما دفع بالوزارة  اتخاذ الاجراءات الاحتياطية بهدف منع أي شخص كان و بأي وسيلة أن يقوم بالغش في الامتحانات، و مع التطور التقني الحاصل أيضا تتطور الوسائل التي تستخدم في عمليات الغش و لهذا تقوم وزارة التربية بالتعاون مع الجهات المعنية بقطع الاتصالات في بعض المواد لمنع عمليات الغش التي يمكن أن تحدث.


وسط عمليات الرفض ومطالبة الشارع باتخاذ إجراءات بديلة، وزارة التربية مصممة على الاستمرار بقطع الاتصال أثناء الامتحانات، فهي تعتقد أن هذا الاجراء هو الأمثل لمنع الغش في الامتحان، وتمنع ما سيحدث من آثار سلبية مستقبلية؟؟؟

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=47163