وجهات نظر

باختصار : استفيدوا من الهزائم

زهير ماجد


الاعلام تايم _ الوطن العمانية


لايشبع الإرهاب من هزائمه، ولا تمل الدول الراعية له من احتضانه ودعمه.. أمام كاميرات العالم كانت آخر الهزائم لجبهة "النصرة" في جرود عرسال أمام حزب الله الذي أثبت دائما خياراته في اللحظات المناسبة ( اللحظة التاريخية لغرامشي) ونجاحاته فيها.


انتقل المهزومون كالعادة الى إدلب، صارت تلك المحافظة مكبا للخاسرين، لكنها المصيدة التي سيرى العالم فيها العجب العجاب حين يرن جرسها معلنا، على مايبدو، الهزيمة الأخيرة للإرهاب.. إنه الفصل الذي لن يكون ككل الفصول التي مرت والمشاهد التي تراءت، ولكن قبلها لاندري من سيقتل من، ومن سيسعى ليكون الوحيد وحده فوق ركام من قتلى الارهابيين.


الاميركي وجه صفعة لجبهة "النصرة" أضافت عليها مقتلا، فمهما سميت تلك الجبهة وبأي اسم فبعرفه ارهابية. ملف كبير تم حسمه بهذه الصورة المشوقة للحرب على أكبر التنظيمات التي لها ثقل وامتداد ورعاية، بانتظار أن نرى أيضا جبهة الجنوب السوري وفيها أيضا احتضار لـ" النصرة" هناك، مهما ظن" جهابذتها" بأن "اسرائيل" أكبر الرعاة لها.. وللعلم، من يقرأ الاسرائيلي في هذه الايام، يرى الهلع في نفوس الصهاينة وهم يحصون هزائم جماعتهم والمحسوبين عليهم أو المدعومين من قبلهم، بل وأكثر، من هم ظن الصهيوني أنهم المقدس الذي سيرث المنطقة فلماذا لا نكون معه والى جانبه.


لا أحد يعرف سوى بعض المعلومات المتطايرة ماهي الايام المنتظرة لتنظيم"داعش" في المتبقين عند الحدود اللبنانية السورية.. لاشك أن هؤلاء رأوا أمامهم مسرحا مفتوحا وعليه هزيمة نكراء لـ"الاخوة الاعداء النصرة".. فهل يقبلون المنازلة الانتحارية المؤكدة، أم يختارون الباصات الخضر ( صاروا ملونين ) لتقلهم الى ادلب، مع أنهم ربما، يفضلون أمكنة اخرى. نقول لهؤلاء استفيدوا من هزائمكم سواء في الموصل أو في مكان قادم، والتحقوا بما سبقكم الى المسافة التي تحميكم مؤقتا، فأنتم كغيركم مقتولون ومبعثرون ومأسورون، وليس لكم إقامة، مع أننا نعرف أن أمكنة بانتظار من سيبقى منكم، فأنتم الاحتياط الدائم للعبة الفوضى التي تفتق بها الاميركي.
نقول إن عصر الارهاب الذي أظلمت الدنيا بحلوله في السنوات القليلة الماضية، لن يكمل هذا العام الا بتغيير في شكله، علقت ورقة نعيه على حيطان المنطقة، وأما التعازي ففي تل أبيب وواشنطن وعواصم أخرى مهزومة لاتعرف صبحها من مسائها.


لاشك أن سورية هزمتهم جميعا، جيش سورية رسم كل هذا ونفذه، ثم جاء العراق ليكمل المشهد، مجرد العناق على الحدود بين المقاتلين السوريين والعراقيين عرفت نتائج المراحل المقبلة التي بدأنا نرى طلائعها في أكثر من مكان.
تكرارا، استفيدوا من الهزائم، كل إرهابي وداعم له، كفاكم إطالة لحرب عبثية لن تنالوا منها سوى المزيد من الهزائم. حسمها حسن نصرالله الامين العام لحزب الله حين ردد وما يزال "جاء زمن الانتصارات وولى زمن الهزائم" ، وكان يعني مايقول وما يؤشر من تاريخ عربي ملون بالهزائم.


اللعبة ارتدت على أصحابها، المسحوقون هم التنظيمات الارهابية، أما الاصحاب فلديهم دائما السيناريوهات والخطط، ومشاريع موتى جدد لأصحاب عقول محشوة بأفكار الموت من أجل الموت. فهل لم يعد هنالك عاقلون يرفضون هذا النوع من الموت الرخيص.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=47051