تحقيقات وتقارير

سيف دمشق وعمود معرضها يستعيد ذكرياته بحلة جديدة


الاعلام تايم _ رنا موالدي


دمشق كانت ولاتزال عاصمة للثقافة والفنون العربية والعالمية.. ففي الحرب كل الأوراق متاحة حتى ورقة الفن تزهر محاولة إسكات صوت الموت  في دوامة تحتاج لتوثيق ثقافة فن عظيم طورته الشعوب التي لطالما كان السيف الدمشقي رمزاً أساسياً له.. رمز للعزة ومجال لإظهار براعة الصنع، لدرجة أنه غدا بأقسامه الأربعة.. النصل والمقبض والغمد والحمائل، مجالاً واسعاً للإبداع والفن.


في مطلع ستينيات القرن العشرين صنع الفنانون السوريون نصباً تذكارياً للسيف الدمشقي في ساحة الأمويين وسط العاصمة دمشق، كرمز لقوة المدينة فكان لهذا النصب واجهتان واسعتان متقابلتان من الزجاج الملون، حيث تطل الواجهة الغربية على ساحة الأمويين نفسها بينما تطل الواجهة الشرقية منه على باب معرض دمشق الدولي القديم.

رسمياً.. يطلق عليه سيف دمشق، لما يمثله من براعة سكان دمشق بصناعته وكدليل يرمز إلى قوة سورية والموروث الثقافي وتاريخ التقاليد والإنجازات، أما الدمشقيون يطلقون عليه نيابة عن أهل سورية عامود معرض دمشق الدولي.
وبما أن دمشق جوهرة سورية و تتحضر حالياً  لتكون في  أبهى حلتها و أجمل  اكسسواراتها استعداداً لاستقبال الدورة 59 لمعرض دمشق الدولي.. وفي هذا الصدد حسب ما عاينه "الاعلام تايم" أن القائمين على هذا الحدث الوطني المميز، وقفوا على القيام  بالترتيبات واللمسات ليكون آخرها مشهد نصب السيف الدمشقي المتصدع  أحد رموز المدينة وشعار معرض دمشق الذي يظهر وقد تحطمت واجهته الزجاجية ولم يبق فيها إلا عدد ضئيل من الزجاج فقد تعرض سابقاً إلى شظايا قذائف هاون أدت إلى تكسير أجزاء منه.


لذا وانطلاقاً من توجيهات الحكومة بالعمل على التحضيرات لإقامة المعرض وتنفيذ  جميع الإجراءات و توظيف كل الإمكانات اللازمة لتحقيق دورة متميزة لهذا المعرض، جاءت التوجيهات لإجراء الصيانة اللازمة بعد الخدوش التي تعرض لها الصرح لإعادة الرونق له وألوانه التي تزين ساحة الأمويين وتعطيها جمالاً.


ولإلقاء الضوء على أعمال الترميم التي يشهدها النصب اتجه موقع "الاعلام تايم" إلى ساحة الأمويين، حيث تواجد  الفريق الفني الذي يضم في صفوفه مديرين ومهندسين وعمال للوقوف على أعمال الصيانة، حيث أن نطاق أعماله تركزت وفق خطة العمل المتبعة على إعادة التأهيل والصيانة، بداية من تنظيف النصب من ألواح الزجاج المتكسرة والتي تضم 3 قواعد رئيسة و ثانوية و فرعية  وإصلاح الأضرار واستبدال الزجاج بآخر جديد مقوى، إضافة إلى إعادة إنارة النصب بشكل كامل.


العمل مستمر يومياً نحو 13 ساعة متواصلة  تمهيداً لتسليمها قبل 10 آب الجاري، بدعم من الجهات المعنية عبر تهيئة المواد والمعدات اللازمة.


إعادة  تأهيل نصب السيف الدمشقي ضمن الخطة التي وضعتها  الحكومة لانطلاق معرض دمشق الدولي هو رسالة للعالم تقول" لن تستطيعوا أن تقضوا على أحلامنا وتاريخنا.. نحن قادرون على إعادة ترميم جميع ما خربته التنظيمات الإرهابية، ما يعني أن سورية ستبقى تحتضن كل الحضارات والثقافات رغم ما تعرضت له خلال الأزمة الراهنة".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=47037