تحقيقات وتقارير

البنطلون بـ65 ألف ليرة والقميص بـ90 ألف.. !!؟؟


الاعلام تايم _ مارينيت رحال


لا شكّ أن سنوات الحرب العجاف التي تعاصرها سورية، ألقت بظلالها السلبية والقاتمة، على حياة المواطن السوري في السبل كافة، فهي بمثابة العاصفة التي دمرت حياته، وحرمته من أبسط  الأمور المعيشية والحياتية، ناهيك عن بروز دور الجشع والاحتكار لدى المتربصين بقوت الشعب وكسوته من "تجار الأزمة" المتلاعبين بأسعار وأصناف السلع بادعاءات واهية مختلقة من نفوسهم الخاوية من الوجدان والممتلئة بشغف تكديس الدولار واليورو.

 

 

ولعل أبرز المنتجات التي تتراقص وتتماهى مع سعر الصرف ومع جشع التجار هي الألبسة بأصنافها المتعددة، ففي بعض محلات الماركات وصل سعر "البنطالون" الرجالي الى 65000 ل.س و القميص الى90000 ل.س!!!!!

 

 

هذه الأسعار التي لم يعتقد في يوم من الايام أن تكون على واجهة أي محل في سورية هي بعيدة كل البعد عن منال شريحة واسعة من المواطنين السوريين، الذين لا يقصدون عادةً هذه المحلات، ويتوجهون إلى الأسواق المعروفة باستقطابها الشريحة الأوسع و المنتجات الوطنية  والتي يمكن فيها "مباذرة" البائع على السعر وعلى الرغم من اعتماد السوق بشكل كبير على المنتج المصنع محلياً من الألبسة، إلّا أن ذلك لا يعني انخفاض سعرها، فالأسعار تقاس وفقاً لسعر صرف الدولار حتى اليوم، في الوقت الراهن المواطن لا يبحث عن الرفاهية بل جلّ تفكيره أن يمضي قدماً لإيجاد حياة كريمة لأسرته، ويسعى للاكتساء بالألبسة التي تناسب أسعارها واقعه المادي على أقل تقدير.

 

 

 

وليست المواد الغذائية بمنأى عن هذا الغلاء، فهي تعيش حالة عدم استقرار في أسعارها و أصبح التسعير حسب تصنيف المنطقة  ولا يزال المواطن السوري يحصي الضربات الموجعة التي تتلقاها جيوبه من التجار في الأسواق، مع أن الفروقات في أسعار السلع الاستهلاكية الغذائية لا تتجاوز الحدود الطبيعية لأغلب المواد مع بعض الاستثناءات.

إن مشكلة ارتفاع أسعار المواد الغذائية سيكون لها نتائج مستقبلية في حال استمرت الأزمة لعدة سنوات أخرى وخصوصاً على الأطفال، إذ أن تردي الحمية الغذائية سينعكس على مستويات نمو الأطفال الذين المتضررين الاوائل من جنون الأسعار. وخلال جولة للإعلام تايم في الأسواق، تبينت الفروقات العالية في أسعار المواد من منطقة الى منطقة ومن محل الى محل.


الاجارات والعقارات أيضاً لم تكن بمنأى عن ارتفاع الاسعار والاستغلال المباشر من قبل أصحاب العقارات ومكاتب "السمسرة"، ولسان حال المواطنين يقول"الله يكون بعون الذي لا يملك بيت".. وكانت من نتائج الحرب على سورية وتجمع السوريين في المناطق الآمنة نسبياً، أن تجاوز بدل الإيجار حد المنطق في كافة أنحاء سورية، حيث وصل في بعض الشقق السكنية المفروشة في دمشق بين150و400 ألف ل.س، فهي تعتبر من المناطق الآمنة فقد أصبحت إيجارات المنازل مرتبطة بالدولار بالدرجة الأولى بفعل تأثيره على كل مناحي حياة السوريين.


ويبقى المواطن هو الخاسر الأكبر إلى حين توقف مسلسل ارتفاعات الدولار الذي أصبح شماعة يعلق عليها أي تحرك في أسعار المنتجات و الحياة اليومية.


الغلاء الفاحش أزمة كبيرة يعاني منها السوريون و نار تتفاوت شدتها.. تكوي جيوبهم.. و لسان حال المواطن لا زال يسأل إلى متى، وأين الرقابة؟؟


 

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=46957