تحقيقات وتقارير

الطبيب الشرعي ليس طبيب أموات!!


الاعلام تايم _ مارينيت رحال


نهضة الطب الشرعي في سورية بدأت خلال العقدين الماضيين.. من خلال دخوله الى وزارة التعليم العالي و وزارة الصحة.. فالهيئة العامة للطب الشرعي أحدثت بموجب القانون رقم17لعام 2014 و مهمتها وضع الانظمة المتعلقة بالطب الشرعي و اقتراح مشروعات القوانين المتعلقة بالطب الشرعي الجنائي، و قد نظمت الهيئة خمس ورشات عمل كان أخرها بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر في سورية تحت اسم "تشريح  الجثث و تحنيطها  " لمدة ثلاثة أيام  27-28-29-تموز في فندق الداما روز بدمشق.


المدير العام للهيئة العامة للطب الشرعي الدكتور زاهر حجو أكد على أهمية الورشة والمواضيع التي تتناولها وخاصة الاستعراف وتحديد هوية الجثث بما يخص المفقودين الذي أصبح عددهم هائل و الهدف من الورشة رفع سوية المعلومات عند الاطباء الشرعيين و خاصة أن عددهم أصبح منخفض 57 طبيب شرعي مع العلم أنه قبل 7 سنوات كان العدد يتجاوز 250 طبيب.


في تصريح لموقع الاعلام تايم قال حجو"ندعم الأطباء في هذه الورشات التي يحاضر فيها أساتذة من الجامعات بالإضافة الى محاضري الصليب الاحمر باختصاص الطب الشرعي، لافتاً الى أن المجتمع الشرقي يعارض التشريح، ويعتبر  الطبيب الشرعي طبيب أموات و هذا مفهوم خاطئ لان الطبيب الشرعي عمله على الاحياء بنسبة 75% كحوادث و 25% على الاموات.  و أضاف "نحن نعاني من قلة المراكز و تدمير معظمها في الحرب  و من نقص في عدد الاطباء  و تم التفاوض مع وزير الصحة لتسليمنا مخبر البصمة الوراثية و مخبر السموم و سوف نجهزهم خلال هذه السنة للكشف عن حالات الاستعراف و التعرف على جثث الشهداء.


الاخصائي بالطب الشرعي في محافظة حمص الدكتور عطالله عباس  أشار الى معاناة الاطباء من نقص المراكز، و خاصة أن المشفى الوطني بحمص خارج الخدمة و نقوم بتهيئة و إقامة مراكز العمل للطب الشرعي.


واعتبر عباس أن من أولويات تطوير الطب الشرعي هو تطوير إمكانياته المادية التي تسهم في تطوير قدراته و عمله و إبداعه لان الطبيب لا يحصل على مردود مادي كافي  و رغم كل الاهتمام بالطب الشرعي ليس هناك أي امتيازات للطبيب الشرعي،  و من جانب آخر  التقينا الدكتور أكرم الشعار رئيس الرابطة السورية للطب الشرعي  حيث أكد أن مثل هذه الورشات تستطيع أن تفيد الطب الشرعي من الناحية العلمية، و لا سيما بالتعاون مع الصليب الاحمر  وتصقل معلومات الطبيب و يلتقي الاطباء لمناقشة الصعوبات.


وأضاف لا زلنا رغم العدد القليل للأطباء نغطي كل الاحداث في الحرب و على مساحة الوطن.


في سياق متصل بين نائب منسق قسم الحماية في اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق  أحمد زروق أن التعاون مع الهيئة العامة للطب الشرعي منذ سنتين و قد بدأ تدريجيا و لكن الان بشكل ممتاز و بالنسبة للصليب الاحمر الهدف من النشاطات في مجال الطب الشرعي إنساني  و هدفنا الأساسي  و محور أنشطتنا هي  الاسرة و إعادة الروابط الاسرية من خلال البحث عن المفقودين و الاستعراف و بالبحث عن المفقودين و التعرف عليهم تتمكن أسرة المفقود حسم أمرها بما يخص مفقودجها إن كان حي أو ميت  من حسم الامر و إغلاق الملف.


ودعا زروق الى  دعم الجهات التي تعمل في هذه المواضيع مثل الهيئة العامة للطب الشرعي  و مساعدة الاطباء في تنمية قدراتهم للاستعراف و التعامل مع الجثث في طريقة تحفظ إمكانية التعرف عليهم فيما بعد و ختم أنه نشاط إنساني بحت  و ليس لنا أي تدخل آخر.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=46950