تحقيقات وتقارير

قطاع التعليم بخير.. إذاً نحن بخير


الاعلام تايم _ سمر الخضر


التعليم ضرورة من ضرورات الحياة وهو الركيزة الأساسية لأي  تطور ونماء اجتماعي واقتصادي وهو الجسر الوحيد ووسيلة العبور للمستقبل الزاهر المشرق،ومع ظروف الحرب القذرة التي تشن على بلدنا يعاني قطاع التعليم كغيره  من القطاعات الكثير من المشكلات والازمات حيث أثرت هذه الحروب سلبا على التعليم بشكل كبير..


وشاهدنا بالوقائع كيف أن ما تسمى زوراً "المعارضة"استهدفت المدارس والجامعات وحاولت إيقاف العمل التعليمي بوسائل شتى.. وعملياً خرج آلاف الطلاب خارج مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم، عدا عن هجرة وخسارة الكثير من الكوادر العلمية.

قوات المارينز تكمل ما قام به عملاؤها بتدمير البنى التحتية وخاصه المدارس، صديق لي من سكان مدينة الرقة سألني: ماهي مشكلة الأمريكان مع المدارس؟؟ وبالمقابل عملت الدولة جاهدة على استمرار العملية التعليمية بوسائل شتى رغم الكثير من الصعوبات، لذلك لابد أن نتطرق الى ظاهرة خطيرة انتشرت في هذه المرحلة وتفاقمت( ظاهرة الغش الامتحاني) التي كادت أن تصبح حقا من حقوق الطالب التي لا يجوز المساس بها.. ومن أراد من المدرسين أن يسود الانضباط في قاعة الامتحان، فسيبدو مغردا خارج السرب..


انتشرت ظاهرة "الراشيتات" والمصغرات التي تطبع وتنشر في المكتبات وتباع في العلن.. هذه الظاهرة التي كانت محدودة ومحصورة ببعض المحافظات النائية قبل "ثورة الرعاع"، لكنها أصبحت كما أعتقد ظاهرة عامة بل وفي أغلب المحافظات بعد الحرب، حيث طرأت عليها تغيرات نوعية فدخلت التكنولوجيا الميدان عن طريق انتشار الهواتف النقالة الذكية والأجهزة اللوحية، بحيث أصبحت عملية ضخ المعلومات والإجابات اللازمة ممكنة وسهلة من أي مكان ..!!؟
عدا عن ظاهرة تسريب الأسئلة ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي قبل ساعات من الامتحانات، واستئجار المدرسين لحل الأسئلة وبثها للطالب ضمن قاعة الامتحان، مما كان يدفع بالسلطات لإجراءات غير مقنعة مثل قطع شبكة النت وقطع الاتصالات الهاتفية.


بالتأكيد هذه ظاهرة من ظواهر الفساد الخطيرة، وهي نتيجة منطقية لظروف الحرب وللمحسوبيات وعدم المحاسبة على التجاوزات التي يقوم بها بعض المتنفذين والفساد الأخلاقي الذي خلفه الحرب حيث بات الأهل والطالب يعتبرون ذلك أمراً شرعيا وحقا قانونيا وشطارة!!!


لكن الأخطر أن ينتقل هذا الوباء للكادر التعليمي وأن يصبح جزء من هذا الكادر عاملا من عوامل هذا الوباء.


إن معالجه هذه الظاهرة -ونحن على أبواب الدورة الثانية(التكميلية) لامتحانات الشهادة الثانوية التي تبدأ غداً الاحد 30/7- ضرورة وطنية بالدرجة الأولى والتي يجب أن تترافق مع مناهج علمية حديثة تأخذ بعين الاعتبار الضرورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وحيث يتم ربط العلم بمتطلبات المجتمع.. مناهج تحرض على التفكير والبحث والإبداع لا على الحفظ البصمي.


ودعونا نكرر الحادثة المعروفة للزعيم البريطاني الشهير ونستون تشرشل حين شكوا له حال البلد المدمرة جراء الحرب وانتشار الرشاوي والفساد الذي عم بريطانيا أيامها فسأل: وكيف حال القضاء والتعليم؟؟ قالوا: بخير حينها ابتسم وقال: إذن لا خوف على مستقبل بريطانيا.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=46908