وجهات نظر

باختصار : جيل نصرالله الفلسطيني

زهير ماجد


الاعلام تايم _ الوطن العمانية


من لم ير بعد ماذا يحصل في الأراضي الفلسطينية (فلسطين التاريخية) فمشكوك في فهمه أو لديه نوايا غير سليمة لمخطط غير سليم.


منذ النكبة الأولى كان الرهان على شطب جيل بكامله مقدمة لنسيان جيل بعده لفلسطين، وبذلك يتم الإجهاز نهائيا على القضية الفلسطينية. لكن الأمور عاكست الجميع، إذ انبرى جيل النكبة لحمل السلاح بشكل فردي وليس نظامي في بعده مما أدى إلى إخفاقه، وحين قامت الطلائع الفلسطينية بتفجير الثورة وحمل السلاح على أسس فكرية وتنظيمية، كان جيل جديد أشد حماسا لوطنه فلسطين وأكثر استشهادا دون حساب، وكلنا نشهد قوة الصراع التي عاشها جيل كامل بين منتصف الستينيات إلى العام 1982 حين أقدمت إسرائيل على اجتياح لبنان مما أدى إلى إخراج المقاومين الفلسطينيين، أي جيل الثورة، إلى المنافي، لكن المعادلة الثورية لم تنته، ظلت على شكلها المعنوي، إلى أن كانت اتفاقية أوسلو التي شرعت الباب لإسكات الثورة وإدخال فهم لم يكن أبدا مطلوبا وهو الاعتراف الفلسطيني بإسرائيل التي بدل أن تلتزم بالاتفاقية تلك، شرعت أبواب تجاوزها بكل ما تيسر من التجاوزات الأمنية والاستيطانية والسياسية والاجتماعية والعسكرية.


تأمل ذلك المشهد كثيرون بحزن وأسى، لكن من يعرف الشعب الفلسطيني وارتباطه بقضيته، كان يمكنه أن يرى بوضوح تجلياته في تفجير انتفاضاته عبر جيل آخر، أراد أن يقول كلمته الصارمة بأن أي اتفاق مع إسرائيل ساقط، وأن المطلوب الوحيد هو حقوق الشعب الفلسطيني وأقلها دولته ومن ثم عودة لاجئيه وتثبيت القدس كعاصمة أبدية له.


عمل كالعادة على تنفيس الانتفاضات، لكن عقل المقاومة ظل ينتقل من جيل إلى جيل .. وللحق يقال إن الجيل الفلسطيني الحالي قدم حتى الآن شهادات عبقرية في اختراع سبل للتعبير عن مكنوناته وبصيرته الثورية والتصاقه بفلسطينيته أكثر من أي جيل آخر بدل أن يحصل العكس، فصرنا نراه يفجر نفسه، أو يحمل سكينا ويطعن، أو يدهس بسيارته، أو أي فعل من هذا القبيل كي تظل قضيته علما يرفرف أمام الدنيا، وكي لا تنتسى تحت أي ظرف كان.
هذا الجيل هو المحرك لما نراه في فلسطين من تحريك لذاته ولغيره من الأجيال، وليس عبثا أن يهتف لأمين عام حزب الله حسن نصرالله وقد جاء توقيت تفجره في مرحلة الصعود الانتصاري لحزب الله الذي بدون شك ترك آثاره الكبرى عليه.


إنه التناغم بين جيل فلسطيني يرى قوة عربية تهتف لفلسطين وتقاتل من أجلها وتحمل سيفها في كل المناسبات، فلا بد له سوى المزيد من التعبير عن نفسه بكل الطاقات التي تقدمه خارج الأسلوب الميت الذي تمارسه السلطة الفلسطينية بل ضده، فيكون هنالك حراك متجاوز له غير آبه بكل التضحيات الشبابية العملاقة.


أيها الفلسطينيون الذين تحملون جذور ثوراتكم المتعددة، وترون بالمقابل رافعة اسمها حسن نصرالله، أنتم التغيير المنتظر قبل أن تنجح أية خطط لإسكاتكم كعادة الواقع العربي الذي تعرفونه. طرقكم في التعبير عن قضيتكم تحتاج لتنظيم يحولها من تجربة عفوية إلى قوة هادرة يصعب القضاء عليها، دون التخلي عن حراك الشارع الدائم بأشكاله المختلفة التي ابتدعتموها وهي عديدة ولافتة، إلى أن يحين الوقت الذي يتقدم فيه التعبير الأمثل في حمل السلاح.


هو زمنكم يا جيلا فلسطينيا لديه روح الثورات التي كانت، إضافة إلى أريحية الروح الثورية الجديدة التي يجب التمسك بها كي تظل شعلة فلسطين.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=46905