وجهات نظر

حرب الكواكب في السلسلة الشرقية

نبيه البرجي


الاعلام تايم _ الديار


أي حزب الله بعد حرب التلال؟


خبراء عسكريون اطلقوا عليها تسمية"حرب الكواكب" أو "حرب النجوم". بعض المعارك حدثت على علو 2500 متر...


خنادق، وتحصينات، ومغاور، وأنفاق. ضباط أميركيون زاروا أكثر من مرة الخطوط الامامية. لديهم خرائط في منتهى الدقة، كما أن الاقمار الصناعية التقطت، على مدار الساعة، صوراً اذ تظهر طبيعة التضاريس الشديدة الوعورة، تكشف حدود الاجراءات الدفاعية التي لجأ اليها مسلحو "النصرة" و "داعش".


ما تم تداوله وراء الضوء أن الضباط الاميركيين نصحوا الجيش اللبناني بالاكتفاء بالجانب الدفاعي لأن أي حرب هناك قد تكلف مئات الضحايا العسكريين، وربما وصل العدد الى الالف..


ورأوا ان باستطاعة مسلحي "النصرة" أن يقاتلوا لعام أو عامين، حتى مع الارتباك الذي يحكم خطوطهم  اللوجيستية، وفي ظروف مناخية وطبيعية شديدة التعقيد...


المعلومات أشارت أيضاً الى أن الاميركيين اعتبروا أن التعويل على الغارات الجوية لن يكون واقعياً. مغاور وكهوف وغرف عمليات داخل الجبال، وضربها يحتاج الى أنواع معينة من القنابل، بما في ذلك "أم القنابل" التي اختبرت في أحد الاودية الافغانية.


هذه القنابل باهظة الثمن، ولا قبل للبنان بتحمل ذلك، كما أن واشنطن كانت تراهن على التآكل التدريجي لتلك المجموعات المسلحة بموازاة المسارات الميدانية للحرب، أو للحروب، على الارض السورية...


وبالرغم من الكفاءة العالية للضباط، وللجنود، اللبنانيين، فإن البنية الكلاسيكية للمؤسسة العسكرية، حتى وأن تم "تثويرها" بوحدات النخبة الشديدة الفاعلية، ومع غياب سلاح جوي فاعل ويشتت المسلحين، لا يمكن أن تحقق انتصاراً ساحقاً في مدة زمنية محدودة...


استطراداً، لا مجال للمجازفة، مع الأخذ بالاعتبار التصدع الداخلي، والضغوط الخارجية، حتى أن شخصية عربية فاعلة جداً أبلغت مسؤولاً لبنانيا كبيراً إنه اذا كان على الجيش اللبناني أن يحارب التنظيمات الارهابية، عليه أولاً أن يحارب حزب الله، و "نحن جاهزون لمده بما يحتاجه من الاسلحة والذخائر والاموال".


هذا لا ينفي قطعاً أن الدور الذي اضطلع به الجيش اللبناني كان حاسماً في الحيلولة دون انتقال المسلحين من الجرود الى المخيمات وربما الى أحياء بلدة عرسال وما بعد عرسال، والا وقعت الكارثة...


التكامل في الادوار، وفي المهمات، كان واضحاً ومؤثراً، كل مقاتلي الحزب لبنانيون مثلما كل ضباط وجنود الجيش لبنانيون. هنا اليد الواحدة، والقضية الواحدة، والبندقية الواحدة...


"حرب الكواكب" أذهلت الضباط الاميركيين وغير الاميركيين. نحو ألف مقاتل فوق مساحة شاسعة، وعلى أرض حافلة بالتضاريس. أيام قليلة، وراح أبو مالك التلي يفاوض على مصيره...


لا يمكن أن نتصور أن السيد حسن نصرالله حرر السلسلة الشرقية من أجل ايران أو من أجل سورية، مع اعتبار أن سقوط القلمون السوري في يد المغول الجدد يعني الخطر البنيوي والوجودي على لبنان واللبنانيين...


حتماً لن توظف النتائج الباهرة سياسياً. ما حدث عام 2000 كان أهم بكثير، وما حدث في عام 2006 قلب القواعد، والمعادلات، العسكرية، رأساً على عقب.


على مدى 17 اعاماً، أين هو حزب الله في السلطة؟ ألم يمد يده للرئيس سعد الحريري ولم تكن لديه اي شروط في تشكيل هذه الحكومة وأي حكومة أخرى.


حزب الله يبقى كما كان. لبنان أولاً و... أخيراً !!

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=46881