تحقيقات وتقارير

مسابح دمشق للأغنياء فقط


الاعلام تايم _ ليلى قيس


صيف السوريين مختلف جداً هذا العام.. حرارة مرتفعة -قلما شهدتها بلادنا- وكأنها عقدت العزم على منافسة تجار الازمة في التضييق على المواطن السوري الذي كان قبل السنوات العجاف من عمر الحرب، يطفئ ناره بيده، يبحث عن مكان معتدل في أقاصي البلاد ليكون مصيفه، غير آبها بالمسافة أو الجغرافيا أو الاسعار أو حتى السكان.. 


ومع ارتفاع درجات الحرارة لمعدلات غير مسبوقة هذا الصيف، والذي ترافق مع ارتفاع أسعار جنوني شمل كل تفصيلة في حياة المواطن السوري ، اكتفى المواطن بمجمع للمياه في منزله الريفي أو حتى في إحدى غرف شقته التي تستوعب ارتفاع الماء فيها لعدة سنتيمترات، أو حتى في برك الحدائق، مستعيضاً عن الذهاب الى المسابح بها ليرفه عن أطفاله، ومن استطاع ادخار قليل من المال اشترى مسبحاً هوائياً لترطيب جو منزله،  فالذهاب إلى المسابح بات حكراً على الأغنياء فقط، وأصبح عبئاً على المواطن الذي ضاق ذرعاً من غلاء المعيشة..


في جولة قصيرة لموقع الاعلام تايم، رصدنا العديد من الآراء التي لم تختلف عما كتبناه في مقدمتنا، ولسان حالهم يقول "أسعار الدخول إلى المسابح لاذعة كشمس  الصيف الحارقة، ونحن في رحلة بحث مستمرة عن بدائل أقل بؤساً خاصة مع انقطاع  التيار الكهربائي التي تصادف وقت الذروة.


أحمد "مواطن" و هو أب لأربع أطفال يقول: "إذا بدنا نروح للمسابح بينخرب بيتنا, خليا ع الله مسابح شوو؟؟"، هي مو النا "،  متسائلا كيف يمكن للمواطن اليوم تأمين كل هذه المتطلبات.


أما  "رنا" فترى  أنها لا تستطيع أن تحرم أولادها من الذهاب إلى المسابح، مشددة على ضرورة وجود رقابة على حالة الفوضى في تسعير الدخولية، فالأمر لم يعد يقتصر على الدخول لنجد تجارة جديدة للاستغلال من خلال غلاء أسعار الطعام والذي يُمنع إدخاله.


فيما وجد "باسل" موظف و هو أب لثلاثة أطفال بديلا عن الذهاب إلى المسابح و اشترى مسبح صغير من البلاستيك مخصصاً للأولاد  قائلا أنه على الأقل يضمن نظافة المياه و سلامة أولاده ناهيك عن غلاء دخولية المسابح .


وكغيرهم من أصحاب السلع.. القائمون على المسابح يضعون أسعارا على هواهم من دون رقيب أو حسيب، ومن المؤكد لا تتناسب مع ضغوط الحياة المعيشية للمواطن، الذي استغنى عن الترفيه والتسلية.. تتراوح أسعار الدخول إلى غالبية المسابح  بين 1500 وصولاً إلى 15000، من دون أن ننسى الأسعار الباهظة للمأكولات داخلها.


في مسبح Up Town  سعر الدخولية 3000، مسبح ديونز بالمزة سعر الدخولية 3000 ليرة ومسبح داماروز 3500 ليرة، أما مسبح الشيراتون 4000 ليرة ،ومسبح غولدن روز- المزرعة 2000 ليرة، قاسيون 1500 ليرة، مسبح مانويلا صيدنايا 1700 أما مسبح الفورسيزونز فقد وصلت إلى  ليرة15000، فيما اكتفى الفيحاء بعبارة"مغلق للصيانة"، و بالنسبة للمسابح الشعبية فأسعار دخولها تبدأ من 1000 ليرة سورية.


و بالإضافة إلى ذلك فإن المسابح أضحت تتطلب استخدام مستلزمات السباحة كالنظارات الشمسية وملابس خاصة فأغلب المسابح تمنع السباحة الا بملابس مخصصة للسباحة و التي تثقل كاهل المواطن.


واشتكى عدد من رواد المسابح في دمشق من المياه غير النظيفة والتي تسبب العديد من الأمراض مطالبين بضرورة مراقبة التعقيم وصلاحية المياه وعدم وجود مشاكل تمسّ شروط السلامة الصحية.


ويبقى السؤال ماذا سيفعل أولادنا خلال الصيف، و كيف اليوم لعائلة ذات دخل محدود يمكن أن تتوجه الى تلك المسابح، أم أنها فعلاً اقتصرت على الأغنياء. وما هي الخيارات غير الذهاب إلى المسابح؟ و إلى متى ستبقى المسابح بلا رقابة؟


 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=46856