وجهات نظر

مرة ثانية.. لك الله أيها الاقصى!!

طارق ابراهيم


الاعلام تايم 


في مقال سابق حمل نفس العنوان وزيادة "دعاة الجهاد مشغولون بالنكاح"، كنا توقعنا أن يحدث، ما يحدث اليوم من جرائم وانتهاكات بحق المسجد الاقصى، في حينها أصدرت الحكومة الصهيونية المصغرة"الكابينيت"قرارا بمنع الاذان في الاقصى، واحد من الاجراءات على مدار خمسين عاما، يسعى من خلالها الاحتلال لمخططه المعلن باعتبار مدينة القدس المحتلة عاصمة موحدة لـ"دولة الاحتلال" عام 2020.. فالبوابات الالكترونية والكاميرات وغيرها من الاجراءات الصهيونية اليوم في القدس، التي جاءت بضمانة المطبعين بعد لقاءات عديدة لأقطاب التطبيع في الخليج وكيان الاحتلال تسعى لتغيير مكانة الأقصى وتهويده.


الصمت الرسمي العربي والاسلامي كشف التورط والعمالة مع كيان الاحتلال لتغيير الوضع القانوني للقدس والاقصى.. والا أين الجامعة العربية(هل يكفي الكلام يا أصحاب الجلالة والسمو!!!!.. "القدس خط أحمر.. اسرائيل تلعب بالنار")، وأين منظمة التعاون الاسلامي، اللتان غرقتا بتفاصيل "داحس والغبراء" وأطرفها السعودية وحلفها من جهة وقطر من جهة أخرى، ثم أين الجمعية العمومية ومجلس الامن، المسؤولان عن تطبيق الاتفاقات الدولية (لاهاي عام ١٩٠٧، ميثاق محكمة نورمبرغ 1945 ومعاهدة لاهاي 1954واليونسكو1972) التي تعتبر الاجراءات الصهيونية في الاقصى جريمة حرب.


وفي ظل انشغال سدنة مقدسات الحجاز بـ"سيقان خلود مودل"، وغزوة ترامب وحريمه، وحرب الخفوس 1992 المتجددة بين قطبي دعم الارهاب في العالم العربي، تيقن المرابطون والمرابطات في الاقصى أن لا أحداً سيكون معهم في حماية مقدساتهم.. فالعدوان لن يوقفه تطبيع سلمان ولا إفك أردوغان.. ولا يغسل الدماء عن حجارة جدران القدس دعاة ووعاظ بلاط السلاطين الذين مابرحوا يستجدون كيان الاحتلال ويتضرعون لتلقى تضرعاتهم أذنا صاغية في الكنيست، الذي أيقن  أن دعوتهم لحفظ ماء الوجه لا أكثر..


حرب دينية، أعلنها نتنياهو، عواقبها وخيمة على "اسرائيل" باعتراف وسائل إعلامها و التي كان لمراسيلها حوارا مطولا مع أحد المقدسيين المرابطين منذ أكثر من أسبوع في الطرقات المؤدية الى الاقصى، اقتبسنا منه مايلي.. "اذا دخلت الى المسجد الاقصى من خلال البوابات الالكترونية الخاصة بكم فهذا يعني أنني أقول للعالم بأن الاقصى تحت سيطرة "اسرائيل".. وأنا لست على استعداد لفعل ذلك".. لقد بدأ نتنياهو حرب دينية، وبالأمس صلى معنا الشيوعي والمسيحي تخيل ذلك".. رجل مقدسي صاحب مقهى في منطقة باب العامود بالقدس المحتلة، حاله كحال مئات بل آلاف الفلسطينيين الذين هبّوا لنصرة الاقصى..


أقوال اقترنت بأفعال.. لا يهمهم سلاسل حديدية ولا رصاصات قاتلة، أوحشود كبيرة لقوات الاحتلال، بعتادها الكامل على بوابات الاقصى.. فيما قادة الدفاع عن "الشعوب العربية المضطهدة" في الخليج، يخوضون حرباً في إعلامهم ضد الكيان، وخاصة على موقع "تويتر"، على غير ما يحدث في السر من تطبيع واتفاق لوأد قضية فلسطين الى الابد..


هاشتاغ تويتري انتشر كانتشار النار في الهشيم على وسائل التواصل"الملك سلمان يفتح أبواب الاقصى".. عندها فطن أهل الثقافة والاعلام والسياسة والدين في الخليج الى ما يجري في الاقصى.. وهم المشغولون بـ"العنتريات التي ماقتلت ذبابة"، وتكديس الأسلحة لضمان شرعية وصول أموال النفط الى الخزينة الاميركية والاسرائيلية، فيما كان "بوسع نفطنا الدافق بالصحاري‏.. أن يستحيل خنجراً..‏من لهبٍ ونار..‏ لكنه..‏ واخجلة الأشراف من قريشٍ‏.. يُراق تحت أرجل الجواري"، كما وصفه الشاعر السوري الراحل نزار قباني.


جهابذة "الجهاد" في العالم العربي محمد العريفي وعائض القرني وغيرهم، سكتوا عن جرائم الاحتلال بحق المقدسات وشُغلوا بالتنورة القصيرة لخلود مودل التي ظهرت على موقع يوتيوب في موقع أشقير التاريخي في الرياض، فهي أولى بالجهاد!!.. واكتفى منبر المسجد الحرام، الذي انطلقت منه دعوات الجهاد الى الشام!! معلقاً ": "البَرَكة التي وهبها الله المسجد الأقصى وما حوله بركة دائمة لن يستطيع نزعها منه من لا يملك هبتها أصلا".. "الجهاد" فقط في الشام لأنها دون سواها دعمت وتدعم المقاومة الفلسطينية ضد "اسرائيل".. ومنها فقط تخرج دعوات تخليص الأقصى وحمايته.


مغردو تويتر، والفيسبوكيون، شنوا حملات توبيخية بحق دعاة "الجهاد"، معتبرين أن نساء فلسطين المدافعات عن المسجد الأقصى أحفظ للدين منهم. وخاطبوهم عندما دعوا  خطباء (العالم الإسلامي) أن تكون خطب الجمع عن (اتباع السنّة)!!!. متسائلين ألم يخبرهم أحد أن الأقصى محاصر؟؟. ألم يخبرهم أحد أن نصرة الأقصى هي اتباع للسنة؟ أم أنهم صفقوا لكذبة"سلمان" وصدقوها، وتحدوهم بنبرات قوية أن يكون بينهم رجلاً ويتحدث فقط على حسابه عن الدعوة للنفير من أجل الأقصى.


لقد بلغت الوقاحة.. بدعاة البلاط السعودي بالسخرية من المرابطين أمام الأقصى، فدعوهم لتسليم الأقصى لليهود كونهم أحق منهم فيه، ساخرين منهم بتغريداتهم "لماذا تهربوا.. ألم تقولوا إن الموت في سبيل الاقصى شهادة!"، وذلك على لسان الداعية السعودي أحمد القرني.


عذراً أيها الاقصى.. منذ خمسين عاما لم تغلق أبوابك الشريفة، لقد كانت بحق خطوط حمر!!!.. عذراً أيها الاقصى لن يلبيك من رقدوا في سبات عميق مهما صرخت وعلا صراخك، فجامعة الذين تستصرخهم مؤجلة الانعقاد.. والصلاة في محرابك إرهاب.. ليت الذين اجتمعوا يوم غزاهم ترامب(ممثلو نحو خمسين دولة عربية وإسلامية)وتوحدوا عليه إماماً، وعقدوا العزم لتجنيب ابنته ايفانكا وزوجته ميلانيا "مس سقر"، يلتفتون اليوم لك ولو بالدعاء، ولكن هيهات هيهات، لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي.  

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=46837