نافذة على الصحافة

الذين يكتبون بقدميّ هولاكو


الاعلام تايم _ الديار


كتبت صحيفة الديار اللبنانية مقالاً بعنوان"الذين يكتبون بقدميّ هولاكو"، سلطت فيه الضوء على العملية الاخيرة للجيش اللبناني في جرود بلدة عرسال، بين مؤيد ومعارض، جاء فيه:


الذين يكتبون، ويتكلمون، بقدمي هولاكو....!!
إعلاميون وتحسب أنهم خارجون للتو من كهوف تورا بورا. هل مات فينا، حقاً، الضمير السياسي؟ الضمير الثقافي أيضاً؟


أين هي النخبة في لبنان، وأين هو دورها سوى التنظير من وراء الزجاج (وهنا من وراء الزمن) حين يفكر المثقف الــسني سنياً، والمثقف الشيعي شيعياً، والمثقف الدرزي درزياً، والمثقف المسيحي مسيحياً؟


في كل ملتقى إقليمي أو دولي حديث عن النخبة في لبنان. إنها الرصيد الاستراتيجي للأجيال الجديدة في المنطقة بعدما رثا شاعر تونسي شاب (بالفرنسية) الربيع العربي ".... حيث السنونو ترتدي قبعة الغراب". من غيرنا جعل السنونو ترتدي قبعة الغراب؟


الاعلامي أو المثقف أو الســياسي، من الطراز إياه، جاهز للذهاب في اللعبة المذهبية الى أقاصي الدم. أمام معركة عرسال ضد تنظيم الدولة الاسلامية و "جبهة النصرة" كتابات تظهر الى أي مدى استشرى الفكر التلمودي في لا وعينا. استطراداً... في أصابعنا.


بادئ بدء، معركة الجرود هي معركة كل لبنان لأنها أبعد من أن تكون معركة ضد الاحتلال. هنا القتال ضد المغول الجدد الذين فككوا عبقرية النص وأحلوا محلها وثنية النص...


بعضهم عاد الى تلك اللحظة التي خلنا أننا تجاوزناها بعدما ظهرت براثن الخلافة، ومشتقات الخلافة. قرعوا الطبول تحذيراً من اقتلاع أهالي عرسال من منازلهم، وأرضهم، لا بل راحوا يشيعون، عبر الصحف وعبر الشاشات، بأن ثمة من خطط لإحلال آخرين، من مذهب آخر، في البلدة التي نريد كلنا أن تعود الى بهائها والى نقائها، على مدى الايام...


تلك المقارنة المزرية، والمخزية، للحدث الذي يفترض أن نهلل له جميعاً، ليس فقط لان أرضنا تعود الينا، وإنما أيضاً لان تلالنا، وأوديتنا، ولان ثلوجنا لن تكون بعد الآن، مستودعاً للبرابرة، وقد خططوا لاستنساخ ما جرى في العراق، وفي سورية، على أرض لبنان...


هل تذكرون عدنان العرعور، ذلك الافاك الذي تحول فجأة (وباللحية فقط) الى داعية، وهو يهدد بتحويل خشب الارز (في إحدى الخطب خلط بين الارز والصنوبر) الى حطب ويحرق فيه أهل الشرك وأهل الكفر؟
كنا نتصور أن حرب السفوح ستكون الطريق الى تكريس الوحدة بين اللبنانيين، بمنأى عن المذهبية، والقبلية، وبمنأى عن التبعية لهذه المرجعية الخارجية أو تلك. ما يكتب الآن، وما يقال، يجعلنا نقرع ناقوس الخطر، من يعمل لدولة الدكاكين (لا الكانتونات) الطائفية في لبنان..


ندرك أن الطائفية أو المذهبية هي نتاج ذلك الموت في الزمن (البعض يقول إنه الموت في التاريخ). حتى الآن لا نزال نهيل التراب، والدم، والرماد، على الزمن.


وندرك أن ثمة من خطــط لكل هذا، لكننا الآن، وكما يقول الفن توفلر، في الزمن الآخر، في "زمن ما فوق الزمن"، لماذا الاصرار على البقاء في الاقبية أو في المستودعات؟


ندرك أيضا أن لبنان لا يستطيع أن يكون خارج اللعبة (اللعنة) التي تضرب المنطقة، ولكن هل الاقل يفترض بالنخبة أن تصرخ في وجه من احترفوا تسويق الضغينة، بأبعادها السياسية والطائفية (تذكرون الزيارات الفولكلورية الى عرسال والتي كانت تعكس مدى العمى الاستراتيجي) في حين أن لبنان بحاجة الى من يطفئ الحرائق ولو بدقات قلبه..


عرسال لأهلها، والسفوح منازل للقمر. وتبقى.....!

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=46765