تحقيقات وتقارير

معرض دمشق الدولي.. والانتصار الاقتصادي


الاعلام تايم _ لمى محمود


يحمل معرض دمشق الدولي الذي تنطلق في طيات اسمه "تاريخا عريقا" حافلا بالإنجاز والإبداع على المستوى المحلي والإقليمي فشكل منذ انطلاقه في عام 1954 وحتى آخر دورات انعقاده في عام 2011 ذاكرة زمانية ومكانية في منطقة الشرق الأوسط وذاكرة اجتماعية وشعبية على المستوى المحلي وحدثاً فنياً وثقافياً وأدبياً ينتظره الكتاب والمثقفون السوريون والعرب في كل عام.


كما شكل معرض دمشق الدولي منذ تأسيسه منفذاً حيويا وقاعدة للالتقاء بالآخر والتعرف إليه وتبادل العلوم والمنتجات والابتكارات التقنية بين الدول، بالإضافة الى دوره الأساسي في التعريف بالمنتجات السورية وتسويقها وتصديرها ومن جهة أخرى ساهم على مر السنوات بالتعريف بالتاجر والصناعي السوري على الصعيد الداخلي والخارجي فكان عاملاً مهماً في تقوية الروابط الاقتصادية بين سورية والعالم.


ورافق فعاليات المعرض على مر دوراته إصدار طوابع خاصة بكل دورة إضافة إلى حفلات موسيقية وعروض فنية لأهم الفرق الفنية العربية والعالمية وعمالقة الفن العربي وذلك ضمن مسرح المعرض للفنون.


وفي عام 1958 أصبح معرض دمشق الدولي عضواً في اتحاد المعارض الدولية وفي عام 1970 حقق قفزة نوعية في زيادة عدد الدول والشركات التي غطت القارات الخمس واصبح ملتقى لرجال الأعمال والمنتجين.


وفي هذا المجال يورد أرشيف معرض دمشق الدولي تزايداً متتالياً بعدد الدول المشاركة أو العارضين أو الزوار خلال سنوات انعقاد المعرض حيث وصل عدد الدول المشاركة في عام 1956 إلى 30 دولة وفي الستينيات بلغ 43 دولة مشاركة ليزداد العدد إلى 51 دولة في عام 1977 وأما في الثمانينيات فبلغ ذروته في عام 1986 ب 63 دولة مشاركة وفي عام 2004 وصل العدد إلى 55 دولة ورغم تعرض سورية لحرب ارهابية منذ بدء عام 2011 إلا أن المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية استمرت بإقامة الدورة ال 58 لمعرض دمشق الدولي في ذلك العام وكان عدد الدول المشاركة فيه 22 دولة رغم محاولات أعداء سورية لقطع علاقاتها الاقتصادية مع دول العالم.


وبالنسبة لعدد الزوار فقد بلغ في الدورة الأولى من المعرض مليون زائر ليصل إلى مليوني زائر في عام 1973 و3 ملايين زائر في العام الذي يليه أي عام 1974 مستمراً بالتزايد حتى آخر دورات انعقاد المعرض عام 2011.
مع مرور السنوات وعدم استيعاب المقر القديم للأعداد المتزايدة من الشركات المشاركة وزوار المعرض كان لا بد من مكان جديد للمعرض يوفر المساحات التي تناسب هذا التزايد فتم بناء "مدينة المعارض الجديدة" على طريق مطار دمشق الدولي وفق أفضل المعايير الدولية وعلى مساحة كبيرة وجهزت بأحدث نظم التكنولوجيا وتجهيزات المعارض العالمية.


وعلى المستوى الاجتماعي كان ملتقى للعائلة السورية وطقساً سنوياً من طقوسها.. فمن منا لم يزر مع والديه أو أبنائه أو إخوته وحتى أصدقائه المعرض وقضى فيه أوقاتاً من المرح والسمر بالإضافة إلى حضور عروض فنية وغنائية ومسرحية ومسابقات وأعمال نحتية وغيرها من الأنشطة للكبار والصغار.


هو موعد منتظر للعائلات السورية والشركات العربية والأجنبية ونقطة انطلاق للانتصار الاقتصادي السوري ستجسدها سورية بسواعد أبنائها من خلال إصرارها على إطلاق الدورة الـ 59 من معرض دمشق الدولي بعد انقطاع دام 5 سنوات والتي ستقام في الفترة من الـ17 ولغاية الـ26 من شهر آب القادم.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=46640