وجهات نظر

حين ترتجف أصابع الرئيس

نبيه البرجي


الإعلام تايم - الديار

 

الى أين يمكن أن تفضي رقصة التانغو بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين؟ النائب عن ولاية كاليفورنيا براد شيرمان يدعو الى البحث عن الاستخبارات الروسية تحت فراش الرئيس الأميركي. أحد مستشاريه كتب قبل أيام "الرئيس عارياً...".

لاحظ أن من كان كبير مستشاريه مايك فلين ملاحق بتهمة التواصل مع الروس إبان الحملة الانتخابية. كذلك صهره جاريد كوشنر. الآن ابنه دونالد ترامب جونيور. غداً، قد يكون هناك من يملك وثائق بأن زوجته ميلانيا راقصت القيصر...

وكتب "حين ترتجف أصابع الرئيس ترتجف أصابع أميركا". هذا لم يحدث منذ أيام ريتشارد نيكسون الذي لم يأت من لاس فيغاس، ولا من بيفرلي هيلز. كان نائباً لدوايت ايزنهاور، وخاض المنافسة مع جون كنيدي الذي فاز بغالبية مجهرية...

بيتر باينارت سأل "هل تعلمون لماذا لا يرتدي ترامب القبعة؟". السبب أن فوق رأسه علامة استفهام هائلة لا تستوعبها أي قبعة...

اذاً، رئيس مصاب بالدوار ويدور حول نفسه. في الرياض التي أعطته كل شيء، بما في ذلك مفاتيح المملكة، صدمة من موقف واشنطن حيال الأزمة مع قطر والتي تم تفجيرها على أساس أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إما أن يأتي صاغراً بين يدي الأمير محمد بن سلمان أو أن يرحل...

ما الذي حدث. يكاد المرء يحار أهو ريكس تيلرسون أم نزار قباني في تدبيج قصائد الغزل في الدوحة التي قالت "هذه هي أوراقي".

وكالة الاستخبارات المركزية تعلم كل شيء. نصحت، بل وضغطت، من أجل أن تضطلع الإدارة بدور الوسيط. لاحظوا كيف تغض واشنطن الطرف عن تدفق الجنود الأتراك على الأرض القطرية...

حلفاء الولايات المتحدة في حرب ضروس في ما بينهم. الأميركيون يقولون أن حصارنا لكوبا أو لإيران لم يصل الى المدى الذي وصلت اليه العقوبات السعودية على دولة شقيقة، ويفترض أن تكون شقيقة، ليس فقط لأنها عضو في جامعة الدول العربية، بل لأنها أيضاً عضو في مجلس التعاون الخليجي وتتعاطى مع السعودية على أنها بوابة الحياة...

واشنطن قالت لا عقوبات اضافية. لا قطع للكهرباء، ولا الطرد من مجلس التعاون. والأهم لا مجال لا لحاق الامارة بالمملكة الغارقة عسكرياً في المتاهة اليمنية، والغارقة ديبلوماسياً في المتاهة القطرية...

جهة عربية وثيقة الإطلاع قالت لنا أن ترامب وبوتين دخلا في عمق الأزمة السورية. الرئيس الروسي كان شديد الوضوح. قال ما معناه "منذ البداية أوضحنا أن السعوديين والقطريين والأتراك كل يريد نظاماً في سورية تابعاً له، أي أن سقوط النظام يعني تشتت الدولة السورية مع ما لذلك من تداعيات دراماتيكية على سائر بلدان المنطقة.

الآن، المشهد أكثر تعقيداً، وأكثر سريالية، بكثير. حرب غير معلنة بين السعودية وكل من تركيا وقطر ليس على الأرض السورية وإنما على أرض الخليج...

باسكال بونيفاس يتحدث عن ذلك الشرق الأوسط الذي كما لو أنه "بيت الأشباح". السعودية ضد تركيا وقطر وإيران، وأميركا التي مع السعودية وتركيا وقطر ضد ايران، وروسيا التي مع تركيا وايران وسورية ليست ضد أحد....

اقرار في هامبورغ بأن روسيا ليست قوة اقليمية بل قوة عالمية. لدى الأجهزة الأميركية معلومات كثيرة حول ما حققه الروس على مدى السنوات العشر المنصرمة في تطوير الصواريخ العابرة للقارات. المعادلة هنا نووية. ليست اقتصادية ولا سياسية...

ليست سورية وحدها التي بحاجة الى الانقاذ. السعودية أيضاً. تركيا أيضاً، ايران أيضاً وأيضاً. قطر تتنفس نصف الصعداء. الكل داخل الأزمة. هنري كيسنجر نصح دونالد ترامب بالتفاهم. حدث ذلك. لكن الضربات على الرأس تلاحق الرئيس الاميركي.

هنا المشكلة أم الحل؟...

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=46634