نافذة على الصحافة

"جنيف 7" ينتهي من دون نتائج ملموسة


الاعلام تايم_ (الاخبار_سانا)


انتهت جولة جديدة من محادثات جنيف، من دون تسجيل أي تقدم عن سابقاتها من الجولات، على الرغم من هدوء الميدان الذي رافق انعقادها خلال الأيام الأربعة الماضية. ومن الممكن القول إن أبرز ما شهدته الجولة المنقضية يتركز في قضيتين؛ الأولى، هي النقاشات التي دارت بين الوفد الحكومي وفريق المبعوث الأممي حول "سلة مكافحة الإرهاب"، والتي أفضت إلى طلب حكومي سوري أمس، بنقل القضية عبر الأمم المتحدة إلى مجلس الأمن الدولي.


أما الثانية، فهي الضغط الأممي الواضح على الوفود المعارضة لتشكيل وفد واحد، من شأنه شغل المقعد المعارض على طاولة التسوية التي ستلي جولات إضافية من المحادثات، وفق ما أشار إليه المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا.
ويمكن قراءة التوجه الأممي الأخير من بوابة التغير المعلن لأولويات معظم الدول الداعمة للمعارضة، والتي أصبحت تركز على أولوية مكافحة الإرهاب. ويتقاطع ذلك بدوره مع ما تحدثت عنه مصادر مطلعة عن نية المبعوث الأممي تقديم مبادرة خاصة بقضية مكافحة الإرهاب للدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، من دون أن يصدر تأكيد رسمي من قبله. وفي انتظار ما قد يخرج من مقترحات أممية لجولات المحادثات اللاحقة، يبقى ملفا مكافحة الإرهاب والانتقال السياسي محل خلاف بين الوفدين الحكومي والمعارض، وخاصة حول تفسير وآليات بحث كل منهما.


وشهد أمس اجتماع بين دي ميستورا والوفد الحكومي برئاسة بشار الجعفري. وأوضح الأخير أن وفده طلب من المبعوث نقل موضوع مكافحة الإرهاب "من الحديث النظري في القاعات المغلقة بجنيف إلى مجلس الأمن والرأي العام الدولي"، مضيفاً أن دي ميستورا وعد بالعمل على ذلك. وقال الجعفري إن نقاشات وفده خلال الجولة "ركزت على موضوعين رئيسيين، هما: موضوع مكافحة الإرهاب واجتماعات الخبراء القانونيين الدستوريين"، لافتاً إلى أن "محادثات الخبراء الفنيين تطرقت بشكل رئيسي إلى المبادئ ذات الصلة بالعملية الدستورية التي وردت في ورقة المبادئ الأساسية للحل السياسي والتي تسمى ورقة الاثنتي عشرة نقطة".


وأوضح انه تم إطلاع دي ميستورا والإعلاميين على "النيات التوسعية التركية في شمال غرب سورية... وعمليات القصف الأعمى التي تقوم بها ما تسمى قوات (التحالف الدولي) في شمال سورية والرقة والطبقة". وحول نظرة دمشق لتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال إن بلاده غيرت مقاربتها للملف السوري، قال إن "أي صحوة في أي عاصمة غربية نرحّب بها. وأي عودة لروح مكافحة الإرهاب بشكل جدي مع الجيش السوري والحكومة السورية من أي عاصمة مرحّب بها". بدوره، أوضح دي ميستورا أنه سوف يقدم تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي، حول نتائج الجولة السابعة من المحادثات.


ودعا دي ميستورا خلال مؤتمر صحفي من جنيف الليلة الماضية إلى تكثيف الجهود في محاربة الإرهاب وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة المرتبطة بتمويل وتسليح الإرهابيين والحد من تحركاتهم، معتبراً أن التغير الكبير في النبرة داخل مجلس الأمن حول إيجاد حل للأزمة في سورية سببه الجهود السابقة في اجتماعات أستانا وعمان وهامبورغ وإصرار جميع الأطراف الفاعلة في الأزمة واهتمامها بوضع آليات تساعد في العمل التحضيري لتحقيق المهمة آملا أن يسفر ذلك عن نتائج.


وقال دى ميستورا "اختتمنا للتو الجولة السابعة من الحوار السوري السوري في جنيف وحققنا تقدما مرحليا وأنشأنا هيئة استشارية للتعمق في القرارات ومناقشة التفاصيل الفنية بشأن الكثير من المواضيع"، مشيراً إلى أن الاجتماعات الفنية تمكنت من تحقيق خطوات كبيرة وبناء الثقة ومناقشة النقاط الـ 12، وأن ملف مكافحة الإرهاب هو الملف الأهم الذي تم نقاشه على أعلى المستويات ومحاربته ستكون فقط ضد الذين صنفهم مجلس الأمن كـ "إرهابيين".


ولفت دي ميستورا إلى أن وفد الجمهورية العربية السورية قدم وجهة نظره حول بعض المسائل ذات الأهمية بالنسبة للجوانب الدستورية وأعلن استعداده للتعاون ومناقشة السلال الأربع في الجولة المقبلة ووضع أفكار لذلك.


وأشار دي ميستورا إلى أن أفضل ضمان لمحاربة الإرهاب في سورية هو التوصل إلى حل سياسي شامل يقوده الشعب السوري بجميع مكوناته في إطار القرارات الدولية، معربا عن عزمه الدعوة إلى حوار سوري سوري بجنيف في أيلول القادم لمناقشة السلال الأربع معربا عن أمله في أن "تساعده الجهود الدولية لدفع جميع الأطراف للجلوس في قاعة واحدة".


وفي موازاة ختام جولة المحادثات، تابع الجيش السوري وحلفاؤه تحركهم على كامل جبهات البادية. وتقدموا أمس شرق جبل الجرين في ريف دمشق الجنوب الشرقي، لمسافة تصل إلى 4 كيلومترات، وصولاً إلى تل أم أذن. وبالتوازي، سيطر الجيش على مناطق رجم الأرنب وبئر محروثة وأرض جليغم وسد أبو خشبة، في محيط جبل سيس، إلى الشمال بحوالى 12 كيلومتراً عن القوات التي وصلت إلى تل أم أذن. وفي ريف الرقة الجنوبي، استكمل الجيش تحركه على المحور الجنوبي للرصافة، وسيطر على حقل كدير وخربة الحالول. في غضون ذلك، سيطر الجيش وحلفاؤه على قريتي زنوبة وقطيشة شرق بلدة الصبورة، وعلى مزارع وتلال كوجان جنوب بلدة السعن، في ريف حماه الشرقي.


يشار الى أن الجولة السابعة من الحوار السوري السوري في جنيف اختتمت اجتماعاتها، أمس الجمعة.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=46625