تحقيقات وتقارير

النسيان ما له وما عليه

خيرية أحمد


الإعلام تايم - خيرية أحمد

 

"وين رايح أنا، ليش اجيت لهون، شو كان بدي، وين حطيت الغرض، شو انطلب مني" جمل نسأل أنفسنا عنها بعض الأحيان أو أغلبها، ونرددها بصورة إما يومية أو أسبوعية أو شهرية، وتسبب لنا الحرج عندما ننسى أسماء وأماكن مهمة في حياتنا، لكن الأصعب من هذا كله القلق الذي ينتابنا عندما تصبح هذه الظاهرة التي تعرّف بـ "النسيان" تصيبنا كثيراً، فعندها يجب إدراك أسباب وآثار وطرق تفادي هذه المشكلة.


أسباب ومسببات النسيان:

عوامل فيزيولوجية صحية ونفسية واجتماعية عدة تؤثر على الذاكرة وتؤدي إلى عدم القدرة على استِرجاع المعلومات عند الحاجة إليها، وأبرزها:


* ضغوط وصدمات الحياة: التفكير الكثير في هموم الحياة ومشكلاتها، يعيق عملية استرجاع المعلومات ويولد الضغط والتداخل في المعلومات بالإضافة إلى تلاشيها.


* الانعزال وضعف التواصل الاجتماعي والاكتئاب: دراسات حديثة أشارت إلى أنّ الأشخاص الّذين يَتواصلون باستمرار مع أصدِقائهم يكونون أكثر سعادة، وأكثر إنتاجيّة، وأقلّ عرضةً لتدهور وظائف الدماغ، والنسيان.


* الضعف في تثبيت المعلومة في الذهن: عدم التركيز عند الحصول على المعلومة من الشخص وعدم إعادتها وفهمها بأسلوب واضح يضعفها.


* قلّة القراءة واتباع أنشطة وتدريبات عقلية تقوية الذاكرة: لأن القراءة تعتبر مصدر الوقود للعقل.


* السوء والإفراط بالتغذية: تعيق وظائف الدماغ، وتعيق القدرة على التفكير وتضرّ الذاكرة.


* تناول الكحول وبعض أنواع الأدوية: تناول المشروبات الكحولية يسهم في إتلاف خلايا الدماغ ويؤثر على الذاكرة كما أن تناول الأدوية المنومة يضعف الذاكرة.


* التدخين: بينت دراسات أن المدخن يجد صعوبةً أكبر في الرّبط بين وجوه الناس وأسمائهم، مقارنةً بغَير المُدخّن.

* كثرة التوتر وقلة النوم: يعرقلان التركيز والقدرة على تخزين واستدعاء الذكريات.

* إصابات الرأس واضطرابات الدماغ: الإصابة بالسكتة الدماغيّة الصامتة والتهاب وأورام الدماغ، أو موت خلايا المخ تُسبّب انسداد الأوعية الدموية الصّغيرة في الدماغ، والذي يتسبّب بدوره في ضعف كفاءة الذاكرة.


* الإصابة ببعض الأمراض مثل: السكري، والتهابات الجهاز البولي ومرض الربو الذي يَنتج عنه نقص كميّة الأكسجين التي تُغذّي الدماغ، وفشل الكبد أو الكلية، الذي يزيد من مُستوى السموم في الدم، السل، الزهري، ممّا يؤثر سلبياً على وظائف الدماغ، واضطرابات القلب التي تُقلّل من تدفّق الدم في الجسم بشكل عام، وفي الدّماغ بشكلٍ خاص.


* اضطرابات الغدة الدرقية: يؤثّر اضطراب مستوى إفراز هرمون الغدة الدرقية على الوظائف الحيويّة للجسم ومن ضمنها وظائف الدماغ ممّا يؤدي إلى ضعف الذاكرة.

 

* الشيخوخة: التقدّم في العمر يؤدّي إلى حدوث الزيادة في صلابة شرايين الدماغ وضعف الدم، ممّا يؤدّي إلى قلّة المواد الغذائيّة التي ستصل إلى الدماغ وينتج عنها ضعف في الذاكرة.


الوقاية من النسيان وتقوية الذاكرة:


   مع الأسباب العديد لحدوث النسيان إلا أن هناك أساليب متنوعة لتخفيف هذه المشكلة ومنها: التركيز على شيء واحد لأنّ الدماغ بحاجة لوقتٍ كافٍ للتّعامل مع كل معلومة وحفظها لاسترجاعها في وقت لاحق، استعمال الحواس الخمس في عمليّة تخزين المعلومات واستخدام الروابط: كلما ازداد عدد الحواس المُستخدمة عند تلقي المعلومات أصبح تَرسيخها في الدماغ أقوى، وتزداد إمكانية استرجاعها بسهولة؛ حيث يُمكن ربط معلومة مُعيّنة برائحة أو صوت مُعيّن مثلاً. بالإضافة إلى تكرار المعلومات وتقسيمها إلى وحدات وتنظيمها.


تناول الأغذية المُفيدة لصحة الدماغ: مثل الأغذية الغنية بأوميغا 3؛ فهي من مضادّات الأكسدة القوية التي تحمي خلايا الدماغ، ومن مصادرها: الأسماك، والجوز، والتوت البري، المكسرات، الأفوكادو الغني بالأحماض الدهنية غير المُشبعة التي تَزيد من تدفّق الدم إلى الدماغ، الحبوب الكاملة مثل الشوفان، والخبز والحبوب الكاملة، والأرز البني، والبقوليات، الرمان، والشوكولاتة الداكنة.


ممارسة الرياضة والاسترخاء كاليوغا، وممارسة ألعاب تنمية الذاكرة: كلعبة الكلمات المتقاطعة، مع عدم رفع مستوى الصوت أثناء استخدام سماعات الأذن، والتعرض لأشعة الشمس.


من الطبيعي أن نتعرض للضغوط والصدمات التي تؤثر نوعاً ما على حياتنا بشكل عام وعلى صحتنا الجسدية والعقلية والنفسية، لكن من غير الطبيعي أن ندع هذه الأزمات تأخذ أكثر من حجمها ووقتها، لأنها ستعود بالضرر الأكبر علينا، فحماية جسدنا وعقلنا وروحنا وترتيب حياتنا بعيداً عن الأذية حق لابد العمل به للحفاظ على ذاكرة حياة مليئة بالذكريات الجميلة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=46612