تحقيقات وتقارير

على طريق التعافي.. صيف دمشق 2017 حافل بالمعارض


الاعلام تايم _ رنا موالدي


يبدو الحدث الأبرز في مجريات الحرب على سورية بمطلع عامها السابع وبالتزامن مع توسع رقعة انتصارات الجيش، أن الحرب دخلت مرحلتها الأخيرة لإنهاء الوجود الارهابي ليقف السوريون على مشارف نهاية سنوات من التوحش الدولي في أراضيهم.


صيف سورية 2017  جاء ليحقق أمنية طالما تمناها السوريون على مدى 6 سنوات من الزمان، وها هي الأمنية تتحقق  بتنظيم المعارض والمهرجانات الدولية موقعة باسم الشعب السوري الذي استطاع أن يلفت النظر، بعمل حراك اقتصادي تجاري  ثقافي كبير يزداد و يتعاظم ويتوسع بازدياد الإقبال عليه سواء من المنظمين أو المشاركين، أو من عامة  المجتمع الذين يحرصون على التواجد داخل البرنامج الخاص بأي فعالية.


الأزمة رغم أضرارها، لم تكن عائقاً أمام الإصرار على مواصلة الاستثمار في سورية، حيث توضح البيانات تنفيذ 84 مشروعاً استثمارياً خلال فترة الأزمة 2011- 2017 ، توزعت في مختلف المحافظات السورية.


و بعد سلسلة من التحضيرات التي قامت بها هيئة الاستثمار السورية، بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية، تم إطلاق ملتقى الاستثمار السوري الأول والذي تم خلاله طرح 142 فرصة استثمارية متكاملة قابلة وفق أشكال الصيغ التعاقدية المباشر أو المشترك شملت كافة القطاعات، ليتكلل الملتقى بإحداث مكتباً خاصاً في هيئة الاستثمار لمتابعة قضايا المستثمرين المحليين والأجانب لتسهيل إجراءات الاستثمار ودعم المشاريع كخطوة في طريق تعافي الاقتصاد الوطني.


في سورية حين نتكلم عن الوطن .. تضيع البوصلة منا فلا نعرف للكلام اتجاه ولا للفعل مكان أو زمان .. بلد أدهش العالم بقدرته على المتابعة والتقدم في كل المجالات العلمية منها والثقافية والفنية، فحاز على الصدارة والريادة بالرغم من كل المعوقات المادية والمجتمعية.. وخير شاهد على ذلك  عودة معرض الكتاب كنتيجة  طبيعية لصمود الشعب السوري بوجه الإرهاب وثبات المثقفين في وطنهم وتلبية لرغبة الشارع الثقافي السوري في عودة هذا النشاط الفكري إلى واجهة الأحداث وخلاصة لجهود المكتبة الوطنية واتحاد الناشرين السوريين.


حتى الفن والإبداع والجمال تجمع ليكون ضمن فعاليات الدورة الـ59 لمعرض دمشق الدولي باحتفالية معرض الزهور، فالتحضيرات تجري حالياً بين مصدرو ومنسقو الأزهار وتجار الجملة لمناقشة أسس المشاركة في المعرض وأهمية وجود جميع المهتمين والعاملين في مجال المعرض و اطلاعهم على الامتيازات التي سيحصلون عليها والتسهيلات التي تقدمها وزارتا السياحة والزراعة واتحاد المصدرين واتحاد غرف الزراعة لإنجاح المعرض بكل تفاصيله.


ومع انطلاق موسم صيف 2017 في المدن السورية تنطلق معه العديد من المهرجانات السياحية التي تنظمها مؤسسات رسمية وأهلية تنشط في مجال السياحة والفن والتراث، لترسخ أقدامها وتتثبت في خارطة المهرجانات السياحية السورية وأخرى تعود ولكن بحلة جديدة للوصول إلى العالمية، ومهرجانات تظهر لأول مرة في الخارطة كمهرجان "بلودان" هذا المصيف السوري العريق الواقع شمال دمشق الذي كان يعيش أياماً صعبة جعلت النهار مشابهاً لليل أما حالياً الجهود مخلصة لأبنائه من أجل الارتقاء بنوعية الخدمات المقدمة، و التحضيرات متواصلة من قبل أصحاب المنشآت السياحية لإعادة تأهيلها تركزت معظمها بفتح نحو 30مطعماً لكسب أكبر عدد من الزوار لفعالياتها وكذلك التنافس على تقديم الجديد في تراث وخصائص بلودان لتنمية ثقافة الحياة عبر نشاطاتها.


وكان اتحاد المصدرين السوريين أطلق في نيسان الماضي ورشات عمل جدية لإقامة أكبر معرض للقطاعات الاقتصادية الأربعة (القطاع النسيجي ـ قطاع الصناعات الغذائية ـ قطاع الصناعات الكيميائية ـ والقطاع الهندسي) وذلك في معرض دمشق الدولي، بأرض المعارض، حيث يستهدف جذب نحو 1500 إلى 2000 رجل أعمال من عشرين دولة.‏


وكانت عدة معارض انطلقت في ربيع الـ2017 ، رسالتها الواضحة كانت سورية على طريق التعافي، فعلى مدى 3 أيام، من أيار الماضي، وبرعاية وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية أقيم  المعرض الدولي الرابع لخدمات الشركات ورجال الأعمال سيرفكس 2017 تحت شعار "يداً بيد نبني سورية الغد"، ثم توالت المعارض التي هدفت الى إعادة الحياة للكثير من القطاعات الاقتصادية(الغذائية، والنسيجية وحتى قطاع المعلومات).


ويبقى الحدث الاهم والذي تتطلع الانظار الى عودته بعد سنوات عجاف  درة معارض الشرق الأوسط ونافذة الاقتصاد السوري على العالم، معرض دمشق الدولي الذي ستبدأ دورته الـ59 في 17 آب القادم وتستمر لغاية الـ26 منه، والذي يحمل في طياته "تاريخا عريقا" حافلا بالإنجاز والإبداع على المستوى المحلي والإقليمي، حيث شكل ذاكرة زمانية ومكانية في الشرق الأوسط وذاكرة اجتماعية وشعبية على المستوى المحلي وحدثاً فنياً وثقافياً وأدبياً ينتظره الكتاب والمثقفون السوريون والعرب في كل عام.


بعد هذه السنوات الطويلة من الحرب المفروضة صيف سورية 2017 يحمل رسالة حضارية مفادها أن سورية قادرة على النهوض والعودة مهما كانت الظروف كونها بلد الشهداء ومهد الحضارة الأول.. نحن نستحق أن نعيد وطننا لنا رغم كل المعوقات التي تقف في طريقنا.. فسنة الكون أن الحياة لمن يستميت لأجلها وأن الوطن سيبقى شاء من شاء وأبى من أبى.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=46601