وجهات نظر

إيّاك يا صاحب السمو...!

نبيه برجي


الإعلام تايم - الديار

 

قطعاً، لا نريد للامير محمد بن سلمان ان يبتعد، او ان يزاح، عن المسرح لاننا ندرك ما هو، ومن هو، البديل الآتون من ليل الايديولوجيا، ولطالما عملت المملكة على تسويقها في المنطقة كما في اقاصي الارض، يقفون وراء الابواب. في شقوق الجدران ايضا...

كيف يمكن لولي العهد ان يعتلي العرش، وما حدث اخيراً كان الخطوة ما قبل الاخيرة، اذا كان في حرب مع ايران، وفي حرب مع تركيا. واذا كان في حرب مع الداخل، ودون ان تجدي صفقات السلاح سوى في تبديد الثروات، وفي تبديد الارصدة، وربما في تبديد... المملكة.


الايرانيون منعوه من الدخول، بدباباته، الى صنعاء ليتكرس اليمن ضاحية للسعودية. الاتراك حالوا بينه وبين الدخول بدباباته، الى الدوحة ليتوج ملكاً على الخليج، تالياً ملكاً على النفط والغاز...
يعلم صاحب السمو ان المعركة الغامضة الخلفيات، والغامضة الآفاق، مع قطر اسقطت مقولة الصراع السني ـ الشيعي التي طالما استخدمت لتسويق سياسات واستراتيجيات طالما آلت الى العواقب الكارثية...
ما يقال في المملكة عن رجب طيب اردوغان اشد هولاً بكثير مما يقال عن علي خامينئي استنزف السعوديين في سوريا، واستنزفهم في العراق، في حين كان الملك سلمان بن عبد العزيز يضع يده في يد الرئيس التركي ويتحدث شاعرياً عن التحالف الاستراتيجي...


لا احد في الرياض كان مستعداً للاصغاء الى النصائح بأن السلطان العثماني الذي يراوغ، ويلعب، في كل الاتجاهات، لا يعمل الا للسلطان العثماني...
الساحة اليمنية تحولت الى مستنقع. ولي العهد السعودي الذي اطلق «عاصفة الحزم»، وكم صفق له الساسة والكتبة في لبنان، دون ان يدروا ماذا يعني اليمن، وماذا تعني تضاريس اليمن، كان يأمل بدحر الحوثيين خلال مدة اقصاها شهر واحد...
  بعد اكثر من عامين، انفقت خلالهما المليارات، اين هي السعودية في اليمن الآن؟ واين هي تلك الدمية التي تدعى عبد ربه منصور هادي الذي لم يكن اكثر من ظل باهت لرجل افاك ويدعى علي عبد الله صالح؟...
لا شك ان صاحب السمو الملكي يصغي الى المستشارين الذين هم اقرب الى ناقري الدفوف، بل واقرب الى راقصي هز البطن، حين اعلن المواجهة مع قطر. وكان يراهن، حتماً، اما ان يغادر الشيخ تميم الدوحة ويعين امير سعودي عليها، او ان يدفع بدباباته اليها...
لا احد يدري ماذا حدث بين محمد بن سلمان ودونالد ترامب حول قطر الثابت ان شيئاً ما قد حدث، ولكن هل يتصور ولي العهد ان الرئيس الاميركي، مثل اصحاب الجلالة او مثل اصحاب الفخامة، في ديارنا يقولون للشيء كن فيكون؟.
منذ اشهر توجهنا الى الامير الشاب بالقول ان الاميركيين الذين وضعوا المملكة، وعلى مدى عقود، في الثلاجة الايديولوجية كما في الثلاجة الاستراتيجية، لن يسمحوا له بتنفيذ رؤيته لعام 2030 لانهم لا يرون في السعودية سوى غابة من البراميل والصناديق. الدولة الحديثة ممنوعة...


اين هي الرؤية؟ ومن اغرى ولي العهد بكل تلك الحروب دون ان يعلم اننا جميعاً، بمن في ذلك الاتراك والايرانيون, نلعب داخل الخطوط الحمراء؟
ايران عدو، وتركيا عدو، من يدفع الامير محمد بن سلمان الى اسرئيل؟ السيناريو واضح جداً. اياك يا صاحب السمو....!

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=46584