تحقيقات وتقارير

فعالية حضارية تعكس إصرار السوريين على إرادة الحياة


الإعلام تايم - رنا الموالدي

 

هرباً من الموت.. الموت الذي صار أسهل من رشفة الماء.. هذا هو حال الحروب  ولا دلالة على ألم كهذا من ألم الشعب السوري الذي تمزقه أيادي الحرب الملطخة بالبكاء والصراخ والوجع.


هنا في سورية لا يمكن فهم الألم على أنه استضعاف أو انكسار ما، بل هو طاقة قصوى يمكن الأخذ منها لإعادة البناء.. هذا ما أثبته السوريون الذين أبهروا العالم أجمع بما يقدموه، ولعل معرض دمشق الدولي هو بذرة أولى عائدة من أقاصي الألم إلى سماء سورية الجديدة.


المعرض الذي يطل بدورته 59  ليكون الحدث الأبرز في سورية سيقدم فرصاً جوهرية للزوار للاطلاع على المستجدات الاقتصادية و الاستثمارية و الثقافية وبحضور الفعاليات والأنشطة المصاحبة للمعرض، بالإضافة إلى إتاحة الفرص لإيجاد الشركاء والالتقاء بصناع القرار وممثلي الجهات الحكومية والأهلية لفتح آفاق التعاون المشترك وتبادل الخبرات في المجال  الصناعي والتجاري والثقافي بين الدول المشاركة، إضافة إلى فرص الاستثمار والتسهيلات المقدمة لها في سورية.


وتعوّل اللجنة المنظمة على أن يكون معرض دمشق الدولي معرضاً عربياً دولياً بنكهة سورية وأن يكون علامة فارقة في مجموعة المعارض العربية والدولية ليكون واجهة سورية الحديثة بفعالياته المزمع إقامتها في موقعه بالجهة الجنوبية الشرقية من مدينة دمشق على طريق مطار دمشق الدول، مستقطباً شركات ومؤسسات مختصة بالصناعات الكيماوية والبتروكيماويات وقطاع المواد الغذائية وصناعة البلاستيك والمواد الزراعية، بالإضافة الى قطاع المواد الطبية من مختلف الدول العربية والاجنبية ليصل عدد الدول المشاركة  إلى أكثر من 50دولة.


ولن يقتصر نشاط المعرض على ذلك بل سترافقه عدة نشاطات فنية وثقافية شاملة أبرزها المهرجان الفني المسرحي الذي يقام على مسرح معرض دمشق الدولي، وتشارك فيه صفوة الفرق الفنية والمغنين من سورية والوطن العربي على طريق ما كان يقدمه مسرح معرض دمشق الدولي بداية داخل المدينة القديمة للمعارض وسط دمشق الممتدة من جسر فيكتوريا والمتحف الوطني حتى ساحة الأمويين بمحاذاة نهر بردى والذي شهدت خشبته وقوف عمالقة الطرب العربي والأجنبي عليها أمثال أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وفيروز وصباح فخري ونصري شمس الدين وصباح وشادية ووديع الصافي ووردة الجزائرية بالإضافة إلى عروض لأهم الفرق المسرحية والفرقة الوطنية للموسيقا العربية والفرقة السيمفونية السورية ومديرية المسارح والموسيقا بعروض خاصة بالأطفال.


وفي رحلة الإعداد والتحضير للمعرض الذي لم يعد يفصلنا عن موعد انطلاق فعالياته سوى أسابيع  كوادر صامدة مجتهدة  تعمل كعائلة واحدة من أجل هدف واحد هو نجاح المعرض لإرضاء طرفي المعادلة الجمهور الذي هو الاهم ومن ثم المستثمرون وتحقيق أهدافه بالتعاون مع جميع الشركات الراعية والعارضة، لإطلاق المزيد من المشاريع والمبادرات الاقتصادية وتوقيع الصفقات والاتفاقيات الاستثمارية خلال المعرض، لتحقيق الغاية الاساسية من الرسالة ألا وهي التعافي الاقتصادي لسورية وعودة السلام والامان الذي لطالما انتظره السوريون.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=46481