نافذة على الصحافة

السياحة الشعبية أولاً


الاعلام تايم _ تشرين


بعنوان "السياحة الشعبية أولاً"، نشرت صحيفة تشرين زاويتها الاسبوعية نافذة للمحرر التي يكتبها الاعلامي عماد نصيرات، قائلة :


حتى لا نبخس حق وزارة السياحة جهودها التي تبذلها لإعادة تفعيل المرفق السياحي السوري ورجوعه إلى ألقه الذي كان عليه قبل الأحداث السورية، لابد من الاعتراف بأن هناك جهوداً كبيرة تبذلها وزارة السياحة ومحافظة ريف دمشق باعتبارها المحافظة التي تملك النصيب الأكبر من حصة القطاع السياحي السوري بنسبة 33% من حجم السياحة السورية وبمعدل 6400 منشأة سياحية مختلفة، إضافة الى بقية المحافظات.


ويضيف الكاتب "لكن ما لفت نظري من خلال المتابعة المستمرة لهذا القطاع الحيوي، أن هناك تركيزاً على إعادة تأهيل المنشآت السياحية الكبيرة والضخمة التي كان لها باع كبير على المستوى السياحي قبل الأحداث، كالمنشآت السياحية في منطقة صيدنايا ومعرة صيدنايا وبلودان وغيرها، من دون التركيز الكبير على السياحة الشعبية الرخيصة التي تتناسب مع جيوب وإمكانات الشريحة الجماهيرية من المواطنين التي… لاتزال تفكر بالسياحة والاصطياف؟!، وأنا أعتقد أنه قبل المباشرة بإعادة تأهيل هذه المنشآت الفخمة (والسوبر سياحية) إذا صحَّ التعبير لابد من توصيف الواقع بشكل صحيح من خلال دراسة موسعة ترصد واقع المواطنين السوريين الذين لايزالون قادرين على التفكير في ارتياد هذه المنشآت، ولاسيما أننا قرأنا خلال الفترة الماضية بعض أسعار فواتير هذه المنشآت على وسائل التواصل التي تجاوز بعضها الخمسين ألف ليرة لعدة أشخاص وبطلبات عادية، فمن هم شريحة رواد هذه المنشآت السياحية الفاخرة في ظل هذه الظروف؟ وهل لاتزال الطرقات سالكة بسهولة للوصول إلى هذه المنشآت حتى أواخر الليل؟ وهل هناك شريحة اجتماعية سياحية تستطيع تلبية حاجات هذه المطاعم من الرواد؟ وماذا عن السياحة التي كانت ترفدنا من الخارج، فهل هناك سائحون يرتادون المناطق السورية كما في الأيام الخوالي؟! كذلك القدرة المادية للمواطنين التي تراجعت بشكل حاد، إضافة إلى أمور كثيرة أخرى لا يفسح المجال لذكرها".


"لكل ذلك وحتى تكون حسابات القائمين على قطاعنا السياحي صحيحة، لابد من دراسة الكثير من الأمور لتفعيل الواقع السياحي السوري، وهذا التفعيل يجب أن يكون تدريجياً، ولابد من أن يبدأ هذا التدريج أولاً بتفعيل السياحة الشعبية الداخلية الرخيصة والبسيطة والمتواضعة التي تتناسب مع القدرات الشرائية المتواضعة للمواطنين، بعد ذلك وبناء على تطورات السياحة الشعبية يصبح التفكير أكثر سهولة بتطوير القطاع السياحي بشكل عام وإعادته إلى ألقه بعد أن تكون الانفراجات بدأت بالتحلحل على جميع الصعد المالية والاجتماعية وحركة وسهولة التنقلات في كل الأوقات، وتناغم واقع جميع القطاعات الاقتصادية والاجتماعية بعضها مع البعض".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=46449