نافذة على الصحافة

كوريا الشمالية ترفض دفع الجزية وتتحدى واشنطن


الاعلام تايم _ رأي اليوم

 

زعيم كوريا الشمالية يتحدى أمريكا ويرفض دفع "الجزية" ويهدد بتدمير قواعدها في شرق آسيا وصواريخه الباليستية تصل الى الاسكا وقريبا الى نيويورك.. ما سر هذه الشجاعة وهذا التحدي؟ وهل يركع ترامب؟.. تلك مقدمة مقال افتتاحي بدأته صحيفة رأي اليوم اللندنية وحاولت الاجابة على استفسارات ختمت بها مقدمتها وعنوانها..


تقول الصحيفة "رقص الكوريون الشماليون وأطلقوا الألعاب النارية احتفالا بنجاح علمائهم ومؤسستهم العسكرية بإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات ممكن أن يصل الى الاسكا وهاواي على حافة الحدود الامريكية، واعتبر المتحدثون في الاحتفال الرئيسي الذي أقيم بهذه المناسبة في العاصمة بيونغ يانغ أنهم حققوا إنجازا تاريخيا هو الأكبر في تاريخ البلاد، ويستحقون منا التهنئة".


تجربة هذا الصاروخ الذي يبلغ مداه 8000 كيلومتر ويمكن تحميله برأس نووي، يشكل أكبر تحد للولايات المتحدة، ولرئيسها دونالد ترامب الذي تعهد بمنع إنتاج مثل هذا النوع من الصواريخ في تهديد أطلقه في بداية هذا العام، وحرك سفنه الحربية للتوجه الى شواطئ شبه الجزيرة الكورية، ولكن هذه الاستعراضات الجوفاء لم تخف الرئيس الكوري مطلقا.


اللافت أن إطلاق هذا الصاروخ جرى يوم الرابع من تموز (يوليو)، أي يوم عيد الاستقلال الأمريكي، مما يؤكد أن هذا التاريخ اختير بعناية فائقة، لاستفزاز الإدارة الامريكية وإفساد احتفالاتها، وكان لهم ما أرادوا.


الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون الذي بات اسمه يشكل كابوسا للولايات المتحدة، هدد بعد إطلاق هذا الصاروخ بأن تدمير كوريا الجنوبية حليفة واشنطن بات أمرا سهلا للغاية "طالما أننا أصبحنا قادرين على تدمير أمريكا".


فجاء رد رئيس كوريا الجنوبية مون جاي سريعا بعرض التفاوض للتوصل الى اتفاق سلام لمنع تطور الازمة الى مواجهة عسكرية تؤدي الى مقتل الملايين.


الرئيس ترامب، وبعد سماعه أنباء إطلاق كوريا الشمالية لهذا الصاروخ، أرعد، وأزبد، وهدد برد شديد أثناء زيارته لوارسو البولندية يوم الخميس، ولكن رئيس كوريا الشمالية لم يعبأ بهذه التهديدات وقال إنه يستطيع تدمير كوريا الجنوبية والقواعد الامريكية فيها وفي اليابان، وفوق هذا وذاك القاعدة الامريكية في جزيرة غوام في المحيط الهادي، وهي الاضخم في جنوب شرق آسيا.


تهديدات ترامب فارغة لأن خياراته محدودة جدا، وليس أمامه غير الجلوس الى مائدة المفاوضات مع الزعيم الكوري الشمالي، وقال في أحد التصريحات إنه يحترم الزعيم كيم جونغ، ويمكن أن يحل جميع المشاكل بين البلدين على "وجبة هامبرغر"في البيت الأبيض، ولكننا نشك أن يقبل الزعيم الكوري هذا العرض ليس لأنه لا يحب "الهامبرغر" وإنما أيضا لأنه لا يثق بالأمريكان، ولا يمكن أن يفرط بالصواريخ الباليسيتة سلاح ردعه الأقوى في مواجهة التهديدات التي تتعرض لها بلاده.


الصواريخ الكورية الشمالية يمكن أن تصل الى حدود أمريكا الشرقية، وباتت على وشك الوصول الى نيويورك ولوس انجيليس، وستصل اليهما وغيرهما حتما، اذا راقبنا التطور المتسارع لتكنولوجيا إنتاجها في كوريا الشمالية، والامر لا يتطلب الا إضافة مرحلة ثالثة من الدفع لها، والمسألة مسألة بضعة أشهر فقط.


كوريا الشمالية الدولة المحاصرة المجوعة استطاعت أن تحقق المعجزات، وتتصدى بقوة للغطرسة الامريكية، وتجدع أنف ترامب ومؤسسته العسكرية، لأنها تملك كرامة وطنية، وعزة نفس، وقيادة قوية صلبه لا تنحني أمام التهديدات وتضع أمن بلادها القومي فوق كل الاعتبارات.


شكرا لكوريا الشمالية، وشكرا لزعميها كيم جونغ اون، الذي قدم درسا في الصمود لكل شعوب دول العالم الثالث، وأذل أمريكا العظمى، ومرمغ أنف زعيمها المغرور ترامب في التراب النووي الكوري.


كوريا الشمالية لم ترفض فقط دفع "الجزية" لأمريكا، بل باتت مصدر تهديد لها وكل أذنابها في منطقة جنوب شرق آسيا، ولا عزاء للقادة العرب الجبناء.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=46448