تحقيقات وتقارير

معرض دمشق الدولي.. بين ذكريات الفرح ورسائل القوة


الاعلام تايم _ خيرية أحمد


تحت مقولة "الأماكن القديمة قصص بلا لسان" تبقى ذكريات معرض دمشق الدولي بما رسخته من صور ذهنية إيجابية تداعب عواطف زائريه المترقبة انطلاقه، وستعلن سورية عبره التعايش والحضارة والتاريخ العريق الذي لا يوجد له مثيل.


17 آب ولغاية 26 من ذات الشهر موعد استرجاع ذكريات الوطن الصامد الذي ينبض بإرادة حياة السوريين الذين سيتوجون الدورة الـ59 لمعرض دمشق الدولي بكل إصرار على جعلها لحظات جميلة تذهل العالم بأكمله.


"الفرح، الابتسامة، اللقاء، التعارف، اللمة الحلوة، ألوان التفاؤل، وأزهار، تبادل المنتجات، الإبداع...الخ" جميعها كلمات وحالات تصف أجواء الموعد المنتظر للعائلات السورية فالصغير قبل الكبير، والزائر قبل المشارك يتلهفون لإقامة هذه الدورة بكل ما تحمل من خير وسمات وطنية بامتياز.


فبعد انقطاع لمدة 5 سنوات عن الطقس السنوي المميز الذي يضج بالعروض الفنية الرفيعة المستوى والأنشطة والخدمات الترفيهية والأعمال والإنجازات الصناعية والنحتية، وذلك بسبب الحرب الإرهابية التي تواجه بسواعد الجيش العربي السوري والشعب الصامد المنتج، سيطل علينا المعرض الذي لطالما انطبع في الذاكرة مع أجمل الذكريات المتمثلة في المكان الممتد من جسر فيكتوريا ومتحف دمشق الوطني حتى ساحة الأمويين بمحاذاة نهر بردى محاط بساحات خضراء ومجسمات ونوافير جميلة، بالإضافة إلى وجود الأعمدة العالية التي تحمل أعلام الدول المشاركة على طول الشارع الممتد إلى مدخله الرئيسي، كما وجود قوس مميز أمام المدخل يشبه قوس قزح ويعود بناؤه إلى عام 1935ميلادي، هكذا كانت بداية تأسيس معرض دمشق الدولي "القديم"  في عام 1954، وذلك بمشارك 26 دولة عربية وأجنبية لمدة شهر، وفي عام 1955 تم إحداث مديرية معرض دمشق الدولي تضمن تكليفها بإصدار يانصيب دوري خاص بالمعرض.


افتتاح المعرض في ذلك العام شكل حدثاً دولياً اقتصادياً كبيراً حقق نجاحاً فاق التوقعات على المستوى الاقتصادي والتجاري والسياحي، حيث بلغ عدد زواره "مليون زائر" من مختلف الدول، ورافق فعاليات المعرض على مر دوراته إصدار طوابع خاصة بكل دورة، وفي عام 1958 أصبح معرض دمشق الدولي عضواً في اتحاد المعارض الدولية، وفي عام 1970 حقق قفزة نوعية في زيادة عدد الدول والشركات التي غطت القارات الخمس وأصبح ملتقى لرجال الأعمال والمنتجين، في عام 1956 إلى 30 دولة وفي الستينيات بلغ 43 دولة مشاركة ليزداد العدد إلى 51 دولة في عام 1977 وأما في الثمانينيات فبلغ ذروته في عام 1986 بـ 63 دولة مشاركة وفي عام 2004 وصل العدد إلى 55 دولة، ورغم تعرض سورية لحرب إرهابية منذ بدء عام 2011 إلا أن المؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية استمرت بإقامة الدورة الـ 58 لمعرض دمشق الدولي في ذلك العام، وكان عدد الدول المشاركة فيه 22 دولة رغم محاولات أعداء سورية قطع علاقاتها الاقتصادية مع دول العالم.


الأعداد المتزايدة من الشركات المشاركة وزوار المعرض فرضت إقامة مكان جديد للمعرض يوفر المساحات التي تناسب هذا التزايد فتم بناء "مدينة المعارض الجديدة" على طريق مطار دمشق الدولي، وافتتح الرئيس بشار الأسد المدينة الجديدة للمعارض في الثالث من أيلول لعام 2003 وكان الافتتاح متزامناً مع الاحتفال بالعيد الذهبي لمعرض دمشق الدولي.


ورغم الحرب الكونية والاستهداف المباشر لمكونات الدولة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية وكل الجوانب المتعلقة بالهوية الوطنية السورية، إلا أن بلدنا ما زالت تعطي يوم بعد يوم أدلة على قوة وصمود الشعب، فانطلاق الـدورة الـ59 لمعرض دمشق الدولي يُعد دليلاً على قوة الاقتصاد والمجتمع وتماسك جميع فئاته.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=46422