تحقيقات وتقارير

ميزانية العيد واجهها السوريون "ببركة الله"


الاعلام تايم _ رنا الموالدي

واجه الناس في الأسابيع الماضية مرحلة  تطلبت سيولة كبيرة من دخلهم المادي، بما يتلاءم مع الاستعدادات الاجتماعية المعتادة التي يقومون بها  في كل عام من هذه الفترة، حيث استقبلت الأسر دخول العيد وما لزمه من استعداد بازداحام  المحلات والبزوريات على حد سواء لشراء اللوازم من كساء وحلويات وغيرها التي تأتي من ثقافة الحرص على طقوس لابد منها.

 الاستعداد لعيد الفطر المبارك الذي يلزمه دخلاً مالياً لشراء مستلزمات الاسرة بحسب عدد أفرادها، تحول إلى الضعف.. لكن من عجائب السوريين أنهم يستطيعون الالتفاف حول الارتفاع المرعب  للأسعار بطرق لا تكاد تخلو من كوميديا حينا والتراجيديا بأكثر الأحيان، حيث تتضاعف بنود قائمة المحظورات المنزلية كل يوم وترتفع نسبة البحث عن بدائل..

 

وبأخذ التكلفة الوسطية للباس الصيفي "كسوة العيد" توزعت  كالتالي:

 حيث بلغت  تكلفة ألبسة النساء (5000كنزة- 8000 بنطال- 6700 حذاء)، وتكلفة ألبسة الرجال (5500 قميص- 8000 بنطال- 7500 حذاء)، وتكلفة ألبسة الولادي (3000 كنزة- 3700 بنطال- 5000 حذاء)، ليكون هذا  مجموع التكلفة دون أخذ أسعار الماركات بعين الاعتبار..

تلك كانت فتيل  أسعار ألبسة العيد التي باشرت في اقتنائها العائلات، إذ شهدت محلات بيع الألبسة  إقبالاً كبيراً من طرف الزبائن الذين بدأت  معهم رحلة البحث عن ما يناسبهم  من ملابس عقب الإفطار وإلى غاية وقت السحور، حيث اشتكى الأولياء عدم قدرتهم على تحمل المصاريف، فعبر أحدهم عن تذمره من الارتفاع الجنوني للأسعار، وقال إنه أب لطفلين "ولكن ما باليد حيلة لابد أن يقتني لباس لهما في العيد  إضافة إلى المواد الاستهلاكية التي يتطلبها  والتي استنزفت كل ما كان لديه من مدخرات مالية".

والسبب يرجع على حد قول التجار، إن الغلاء الفاحش الذي تشهده هذه السنة ناتج عن تحكم الموردين في السوق، ما يجعلهم إما يرفعون في سعرها أو يخفضونها حسب أسلوب العرض والطلب، وأن دور الباعة  يقتصر على إيصال السلعة للزبون، كما يبذلون قصارى جهدهم من أجل بيعها بسعر أدنى.

وأضاف أن الملابس ذات النوعية الراقية تصل دوما إلى الزبون بسعر مرتفع، حيث يمكن أن يبلغ ثمنها في سوق الجملة  7000 بالنسبة للأطفال، الذين لا تتعدى أعمارهم السنة الواحدة، ما يجعلها بعيدة عن متناول الجميع سيما ذوي الدخل المحدود.

تلك القائمة الطويلة أضف إليها الحلويات التي بلغت أسعارها في المتوسط 2500 لكيلو النواشف "برازق – غريبة – عجوة" ليصل سعر كيلو الحلويات العربية إلى 7000 أما الأنواع الفاخرة 4500 للنواشف و 12000 للحلويات العربية.

 

 نمر بمرحلة عصيبة من الالتزامات المالية المستمرة هذا ما قاله  "أنس محمد" لموقع  "الإعلام تايم"  والتي لا يستطيع المواطن أن يتخلص منها، خاصة حينما يفكر رب الأسرة في أن يوفر الحياة المعقولة لأسرته وليست المترفة، ففي الوقت الذي يحاول فيه رب الأسرة أن يمنح فرصة لأولاده  للاستمتاع بالعيد بالشكل المعقول، نجد بأن التفكير مثلاً في السفر حتى إن كان إلى بيت العائلة في الضيعة، فتحتاج تكلفة مضاعفة  للطعام والشراب وشراء الهدايا، وحينما نفكر بإلغاء فكرة السفر والتخطيط للاستمتاع داخل المنطقة التي نسكنها فلا مجال للتخفيف من المصاريف، فالخروج لقضاء وقت الإجازة  في الحدائق و المطاعم  يحتاج في المتوسط 4000 للشخص.

فيما يضيف آخر لم نفاجأ بمصاريف العيد والذي احتاج إلى ميزانية ضخمة لشراء المواد الغذائية التي ارتفعت أسعارها بشكل مخيف، حتى اضطررنا للتقليل من بعض المواد التي اعتدنا على شرائها، والذي يضع إشارة استفهام لحماية المستهلك، خاصة مع استغلال التجار الذين أصبحوا يرفعون سعر القطعة إلى الضعفين وحينما ينتهي موسم الشراء للعيد يقل سعرها دون أن يوجد من يحاسب هؤلاء المستغلين..

 

وفي ظل هذا الواقع لا تزال  الفئات متوسطة الدخل يواجهون بعبارة "عايشين ببركة الله"، موضوع المصاريف كلما فتح ومقارنتها بدخولهم و رواتبهم  التي أطاح العيد وتحضيراته بها، ليظل التفاؤل الحذر هو الشعور السائد للحفاظ على مجرد نمط عيش متواضع.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=46353