نافذة على الصحافة

الجيش التركي ذهب الى قطر ليبقى


الاعلام تايم _ رأي اليوم

قالت صحيفة رأي اليوم إن "القوات التركية في قطر ذهبت لتبقى وزيادة أعدادها وعتادها يشكل تحديا للطلب السعودي الاماراتي بسحبها.. فهل سيخوض اردوغان الحرب دفاعا عن قطر؟ وهل سينتصر فيها؟، استفسارات حاولت الصحيفة الاجابة عليها في افتتاحيتها الصباحية.


الصحيفة أضافت في مقالها "وصلت الخميس دفعة جديدة من القوات التركية الى قطر لتلحق بقوات أخرى موجودة في القاعدة التركية، ويقدر عددها بأكثر من الف جندي مدعومين بدبابات ومصفحات ومدافع ثقيلة، ومن المؤكد أن هناك دفعات أخرى على الطريق.


ونقلت الصحيفة عن وكالة الانباء القطرية الرسمية "هذه القوات الجديدة ستكمل عقب وصولها التمارين العسكرية المشتركة مع نظيرتها القطرية، وتأتي في إطار تعهدات تركية بالدفاع عن دولة قطر في حال تعرضها الى أي تدخل خارجي يريد تغيير الحكم فيها".


وأشارت رأي اليوم الى أن "إخراج القوات التركية من قطر كان أحد المطالب الرئيسية التي تقدمت بها دول التحالف الرباعي (السعودية الامارات، البحرين ومصر) لرفع الحصار، لكن زيادة عدد هذه القوات، وقبل ثلاثة أيام من انتهاء الفترة الزمنية للتجاوب مع هذه المطالب، يشكل رفضا صريحا وواضحا لها، واستعداد الجانبين، القطري والتركي لأي تطورات لاحقة، وعسكرية على وجه الخصوص."


المدى الذي يمكن أن يذهب اليه الدعم التركي في مساندة قطر، فسره المحللون فهناك آراء تقول إن الموقف التركي مجرد موقف سياسي تضامني، و من المستبعد أن تدخل تركيا في حرب ضد السعودية ومصر والامارات من أجل قطر، وهي التي تبعد عنها آلاف الكيلومترات، بينما ترى المدرسة المقابلة أن احتمال دخول تركيا، عضو حلف الناتو، الحرب لحماية حليفها القطري وارد، فاردوغان الذي أرسل قواته الى سورية تحت عنوان "درع الفرات" يريد أن يعزز وجوده في منطقة الخليج أيضا، ويخوض حروبا لتكريس هذا الوجود اذا دعت الحاجة، في ظل طموحاته العثمانية.


وجهتا نظر المدرستين فيهما الكثير من المنطق، وإن كنا نرجح الأولى، أي حصر التضامن التركي مع دولة قطر في جانبه السياسي، لان الحرب مكلفة، ونتائجها غير مضمونة، وتدخل تركيا العسكري المباشر، أو غير المباشر على مدى السنوات الست الماضية لم يحقق أي من أهدافه، بل أعطى نتائج عكسية تماما من حيث خلق فوضى سمحت بتدخل الولايات المتحدة الى جانب "العدو" الكردي، وتعزيز النزعة الانفصالية الكردية ومضاعفة احتمال قيام شريط كردي مستقل على طول الحدود الجنوبية التركية السورية، ولكن هذه الحجة ممكن أن تتغير في حالة واحدة، أي اذا جرى تشكيل تحالف إيراني تركي روسي الى جانب قطر، والمؤشرات في هذا الصدد محدودة، تقول رأي اليوم.
واعتبرت الصحيفة أن تحول الأراضي القطرية الى ساحة قتال إقليمي، عسكري أو سياسي، تطور خطير له تبعاته على السيادة القطرية في الحاضر أو المستقبل، ولا جدال في هذا، ولكن خيارات السلطات القطرية تظل محدودة، ولم تعد تملك ترف مواجهة التهديدات السعودية الاماراتية المصرية وحدها، وهي الدولة الصغيرة عددا ومساحة.


القوات التركية لم تذهب الى أي منطقة في الجوار العربي من أجل أن تخرج منها، فهي ما زالت باقية في الشمال الغربي السوري في جرابلس والباب وغيرها من المدن السورية، كما أن كل الضغوط العراقية الرسمية لم تنجح في إجبار القيادة التركية على سحب أكثر من الف جندي تركي من قاعدة بعشيقة قرب الموصل، وربما ينطبق الحال نفسه على القوات المتواجدة حاليا في القاعدة التركية في قطر، مما يجعل المطالبة بسحبها مسألة صعبة التحقيق، حتى لو أرادت دولة قطر ذلك استجابة للشروط الصعبة المطالبة بتنفيذها وفق الصحيفة.


وختمت رأي اليوم بـ"استدعاء القوات الأجنبية، مثل إشعال الحروب، يمكن التعرف على تاريخ وصولها ودوافعه، لكنه من الصعب التكهن بكيفية خروجها وتحت أي ظروف، والقوات التركية ذهبت الى قطر من أجل أن تبقى، اللهم الا اذا تغير أحد النظامين، القطري أو التركي، او الاثنين معا، فارتباطهما المصيري يزداد ترسخا في المستقبل المنظور على الأقل، والانتظار هو أفضل الخيارات بالنسبة الينا في هذه الازمة المتفاقمة".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=46312