نافذة على الصحافة

تحضيرات أستانة وعملية نوعية في عرسال


الاعلام تايم _ البناء


من العناوين البارزة صباح اليوم ما بدأته صحيفة البناء اللبنانية والتي كتب تحتها المحرر السياسي افتتاحية تناول فيها كل عنوان على حدة " تركيا تسعى لتحييد روسيا وسورية من عملياتها ضدّ الأكراد مقابل عرض لإدلب!".. تحضيرات أستانة تكتمل بترسيم المناطق وآليات الرقابة... وداعش خارج ريف حلب".. وختمها بعنوان خص فيه تفاصيل عمليات الجيش اللبناني في بلدة عرسال "عملية نوعية في عرسال تفضح المنظمات الأممية والتخاذل السياسي"..


الصحيفة بدأت قائلة إن "ما بعد الموصل ليس كما قبله، في السياسة كما في ميادين الحرب، فكل شيء يتمّ على إيقاع أنّ "الرجل المريض" داعش يحتضر، وأنّ التسابق على تركة "الرجل المريض" لا يخضع للرغبات والحملات الإعلامية. فأهل الدار هم الذي يستعيدون ما سلب منهم، وهذا ما يترجمه الجيش السوري توسّعاً في الجغرافيا شمالاً وجنوباً وشرقاً وغرباً. ففي ريف حلب لم يعد هناك وجود لداعش وطريق أثريا – الرصافة من ريف حماة إلى ريف الرقة صارت بيد الجيش السوري. وفي مناطق الحدود الأردنية قال وزير الدفاع الروسي إنّ تقدّم الجيش السوري مدهش وسريع، ونحو الشرق والشمال يملأ الجيش فراغات البادية ويتقدّم على الحدود العراقية واضعاً الهدف بلوغ دير الزور والبوكمال.

 

التحرك العسكري يلاقيه في السياسة مسار أستانة في ظلّ تعطل مسار جنيف، سواء بالفيتو الأميركي السعودي "الإسرائيلي" على الحلّ السياسي، أو بكون الجماعات التي تحتلّ مقاعد المعارضة بتغطية المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا تابعة لهذا المثلث المعادي للحلّ السياسي. وفي تحضيرات أستانة كشف وزير الدفاع الروسي عن تفاهم روسي تركي إيراني على ترسيم خرائط مناطق التهدئة وتحديد آليات الرقابة.


وقالت معلومات مصادر عسكرية متابعة لـ"البناء" إنّ الجنوب السوري، خصوصاً مناطق القنيطرة ودرعا لم يحسم وضعه في تفاهمات أستانة بانتظار ما سيقوله الأردن المشارك في الاجتماعات التي ستُعقد يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين، خصوصاً مع تغيّب ممثلي المسلحين في الجنوب عن الاجتماعات، بينما تركّز التحديد للتفاصيل في مناطق النفوذ التركي الممتدة في ريفي حلب وإدلب، والتي قالت المصادر ذاتها إنّ الأتراك وصلوا لقبول طلب سورية بنشر مراقبين روس على الحدود السورية التركية ضماناً لوقف تدفّق المسلحين والسلاح، وقدّموا عرضاً بنشر مراقبين روس وأتراك وصولاً إلى إدلب، ولو استدعى الأمر تجريد جبهة النصرة من السلاح بالقوة. وقالت المصادر إنّ تركيا تسعى لتحييد روسيا وسورية من عملية تريد تنفيذها في مناطق السيطرة الكردية في ريف حلب وصولاً إلى عفرين.

 

على إيقاع المشهد الناتج بعد انتصارات الموصل وبضوء المعلومات الاستخبارية المتجمّعة لدى الجيش اللبناني، وبأوامر مباشرة وإشراف ميداني من قائد الجيش العماد جوزيف عون نفّذت وحدات المغاوير والنخبة في ألوية الجيش مداهمات في تجمّعات النازحين السوريين، محققة نتائج باهرة بإحباط مخططات واعتقال مطلوبين وكشف ما تراكم من تراخٍ وتخاذل وتواطؤ خلال السنوات الماضية، تحت مسمّيات المنظمات الأممية التي يتخذها الإرهابيون مظلّة لهم، أو عبر الحماية السياسية التي ربطت كلّ كلام عن تجمّعات إرهابية تستغلّ غطاء النازحين، أو كلّ ذكر لعرسال، باعتبارهما عنصرية ضدّ النازحين السوريين وضدّ المدينة اللبنانية الذين حرّرهم معاً الجيش اليوم، لأول مرة من الاحتلال العسكري والسياسي والإعلامي الذي كان مقنّعاً لحساب تنظيم داعش وجبهة النصرة وأخواتهما.


العملية الأمنية النوعية التي نفّذها الجيش اللبناني في عرسال فجر أمس الأول منقذاً لبنان من مخطط إرهابي واسع النطاق، خرقت الجمود السياسي المسيطر على البلاد حتى نهاية الأسبوع الحالي.

 

فقد تمكّن فوج المجوقل في الجيش من توقيف أكثر من 350 إرهابياً في مخيمي النور والقارية شرق عرسال، بينهم السوري أحمد خالد دياب قاتل المقدّم نور الدين الجمل الذي استُشهد في معارك عرسال الشهيرة في آب 2014 إضافةً الى 25 من كبار المطلوبين المنتمين إلى تنطيمي "داعش" و"النصرة" كانوا يُعدّون لتنفيذ مخططات إرهابية من زحلة الى بيروت.

 

واُصيب في العملية النوعية 7 عسكريين، جرّاء تفجير أربعة انتحاريين أنفسهم في مخيم النور، وإلقائهم قنبلة يدوية على عناصر دورية الجيش في مخيم القارية رداً على المداهمات، ما أدّى إلى مقتل طفلة وجرح شخصين في الاشتباكات خلال عمليات الدهم. وردّت "جبهة النصرة" بوضع سلسلة عبوات مشبّكة ببعضها البعض وبطريقة معقّدة قرب مخيم النور ما استدعى تفجيرها بالكامل في مكانها.

 


العملية تركت حالة من الارتياح الشعبي الواسع لدى أهالي عرسال وصفوف النازحين السوريين في مخيمات المدينة، وفقاً لمصادر من داخل المدينة، فهي المرة الأولى منذ العام 2014 التي تدخل وحدات الجيش اللبناني الى مخيمات النازحين في عرسال وتنفذ مداهمات وتلقي القبض على مسلحين، ما يُعَدّ مؤشراً إيجابياً على أن الجيش والدولة اللبنانية جديان في ضبط الوضع الأمني، وإنهاء ما يُسمّى إمارة "داعش" و"النصرة" في عرسال، كما أثبتت العملية وجود عناصر إرهابية مختبئين بين النازحين المدنيين في المخيمات، الأمر الذي كانت تنفيه بعض القوى والأحزاب السياسية، لا سيما تيار المستقبل.

 

وكشفت مصادر مطلعة لـ"البناء"أن "النازحين يطلبون العودة الى سورية، كما أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في عرسال لم يعُد يحتمل بقاء النازحين في المدينة"، وأشارت الى "تلكؤ الوزارات المعنية في الحكومة لا سيما الشؤون الاجتماعية والداخلية وشؤون النازحين في العمل الجدّي والتواصل مع الحكومة السورية لإعادة النازحين إلى مناطقهم، وكشفت أن ناشطاً سورية يُدعى أبو طه العرسالي هو الذي يقوم بالتواصل مع الجهات المعنية من الجيش اللبناني وحزب الله ومع الجيش السوري والجماعات المسلحة لتأمين عودة النازحين الى سورية على دفعات. وقد تمّت الدفعة الأولى بإعادة حوالي 50 عائلة بينما لا تزال الدفعة الثانية التي تضم 600 شخص مجمّدة بسبب الوضع الأمني".

 

رئيس بلدية عرسال أكد"أنّ الوضع في البلدة ومحيطها تحت سيطرة المؤسسة العسكرية، ولا داعي للخوف من تطوّرات قد تُعيدنا إلى سيناريو صيف العام 2014، فلا إمكانيّة للمسلّحين لخلق واقع مأساوي جديد في عرسال، لأنّ الجيش في المرصاد".

 

وتفقّد قائد الجيش العماد جوزاف عون قوى الجيش المنتشرة في منطقة عرسال، حيث التقى الضباط والعسكريين الذين نفّذوا المهمّة، واطلع على أوضاعهم وحاجاتهم المختلفة. وأشار العماد عون إلى أنّ «ما جرى اليوم، يؤكّد مرّة أخرى قرار الجيش الحاسم في القضاء على التنظيمات الإرهابية وخلاياها وأفرادها أينما وجدوا على الأراضي اللبنانية، ومهما كلّف ذلك من أثمانٍ وتضحيات، ولفت إلى أنّ المرحلة المقبلة ستشهد تكثيف العمليات النوعية لاقتلاع هذا الشر الخبيث».

 

وزار قائد الجيش مبنى البلدية في بلدة القاع لمناسبة مرور عام على التفجيرات الإرهابية التي تعرّضت لها.

 

وطمأن مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم اللبنانيين الى أن «لبنان محميّ الآن أكثر من أي وقت مضى، وهو على طريق رفع مستوى الحماية أكثر فأكثر جراء التنسيق الأمني بين المؤسسات العسكرية والأمنية».

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=46311