تحقيقات وتقارير

بين مقالب غوار ورامز تحت الأرض.. الكاميرا الخفية وقعت في الفخ


الاعلام تايم - منار ديب

 

اعتاد الجمهور العربي أن يتلقى في شهر رمضان العديد من البرامج التلفزيونية والمسلسلات على اختلاف أنواعها وأهدافها ومنتجيها ومحطات بثها.

 

ومنذ مايقارب عشرات السنوات دخلت مايسمى برامج الكاميرا الخفية بيوتنا وحجزت هذه البرامج موعداً دائما لها في شهر رمضان من كل عام، نظرا للحساسية التي يتمتع بها هذا الشهر من تكثيف للإنتاج التلفزيوني والدرامي مما جعل هذه البرامج تحتل مواعيد معينة وثابتة وأيضا تحجز المحطات العرض الحصري لهذه البرامج.

 

أهداف وأسماء عديدة لهذه البرامج مثل (عيش وكول غيرا)- الكاميرا الخفية-هذه هي الأسماء المعتادة والمتداولة، والتي تعتمد اساساً على تمثيل مشهد صغير أمام مجموعة من الناس في مطعم او حديقة او في الشارع لترصد رد فعل هذا الشخص المستهدف، وايضا كان الفنانون مادة دسمة لهذه البرامج حيث كانت الكاميرا تصطادهم بطريقة وبأخرى .

 

واذا ماعدنا تاريخياً لبدايات لما يسمى مقالب الكاميرا الخفية، نجد أن مسلسل (مقالب غوار) التي كان يؤديها الممثل القدير دريد لحام بالتعاون مع مجموعة من الفنانين شكلت أساس هذه البرامج من خلال مسلسلات (صح النوم – مقالب غوار – حمام الهنا) من خلال تنفيذ مقالب بالصحفي حسني البورظان وجسّده الممثل المرحوم نهاد قلعي .

 

ومن أبرز من حمل راية هذه المقالب الخفيفة بشكل مستقل وكبرامج متفردة، كان الفنان السوري زياد سحتوت بمشاركة الفنان الراحل جمال شقدوحة، معتمدين على القوالب المعتادة مع بعض التحديثات التي تطرأ كل موسم رمضاني جديد. وكانت هذه المحطات الرمضانية تمثل دعابة للمشاهد بطريقة مرضية وخفيفة دون توجيه أي انتقادات لاذعة لها، بل على العكس كان المشاهد في انتظارها.

 

حديثا اتخذت هذه البرامج منحى مختلف تحت أسماء مختلفة مثل رامز تحت الأرض – الصدمة – رامز عنخ أمون، برامج لاقت رواجا على طريقة (الريتينغ) بجلب أكبر عدد مشاهدة إلا أنها قسمت الجمهور بين كاره ومحب لها، نظراً للغموض الذي يلفها، خاصة أنها تنفذ مقالب مع فنانين عرب وعالميين بطريقة أكبر الى الخيال والى الاصطناع.

 

ومع انتشار العديد من المقالات الناقدة لهذا النوع من المقالب ازدادت التساؤلات حول ما اذا كان الضيوف المستهدفين على علم بمضمون البرنامج أو على معرفة بطريقة تدبير ذلك، خاصة أن المبالغ المتداولة إعلاميا والمقدمة الى الضيوف تفوق الخيال دون توضيح أو تبرير من الجهة المنفذة. برنامج الصدمة اتخذ من القضايا السياسية والأزمات عنواناً للمقالب التي نفذت بالجمهور في العديد من البلدان العربية لرصد ردود الأفعال حولها، وكاميرات خفية تنتشر في أماكن عامة في عدة بلدان لترصد ردود أفعال المارة إزاء تصرفات خاطئة تثير الاستفزاز.

 

وعلى الرغم من الحالة العاطفية التي ظهرت في ردود أفعال من (أكلو المقلب) لهذا البرنامج ، إلا أنه لم يروق للبعض الذين اعتبروا أن استغلال الازمات وماتعانيه الشعوب لايجب أن يكون مثار سخرية وتجارب تلفزيونية بقصد جذب أكبر عدد ممكن من المتابعين.

 

كواليس غامضة وغير مفهومة لهذه البرامج والتي أصبحت بحاجة للإجابة على التساؤلات والانتقادات حتى تكتسب مصداقية ، فالعبرة ليست في نسب المتابعة بل بالوقع الذي تتركه في نفوس الجمهور المستهلك، خاصة ان البعض اعتبر البرامج التي يقدمها الممثل المصري رامز جلال ومن قبله هاني رمزي والتي تنفذ في السماء وتحت الارض وفي القبور، سبب لارتفاع ضغط الدم ودب الرعب والخوف وليس التسلية والمتعة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=46142