الاعلام تايم _ وسام جديد

خريطة السيطرات تغيرت، وتغيرت كثيرا خلال الأشهر القليلة الماضية، حيث أن الجيش العربي السوري لم يكتف بالهجوم عبر محور واحد وإنما تسارعت عملياته في الوسط والشمالي وحتى الجنوب ليصنع انتشارا تسبب بكثير من الإرباك في صفوف "داعش" بل وحتى التراجع الكبير في مناطق كثيرة.

تقدم سريع لقوات الجيش العربي السوري في شرق تدمر حيث تمت السيطرة وبشكل كامل على حقل آرك ومثلث آرك والتلال المشرفة بعمق3 كم وعرض 6 كم وعلى المحطة الثالثة، سبقه تجهيز قوات إضافية من اجل الانطلاق باتجاه السخنة ومنه لفك الحصار عن مدينة دير الزور.

هذا التقدم سبقه وصول قوات الجيش إلى الحدود السورية – العراقية في خطوة بالغة الأهمية والتي حاولت الولايات المتحدة الأمريكية تباعا وتكرارا منع حصول ذلك بحجة أن معبر التنف تقع تحت سيطرة المليشيات المدعومة من قبلها، لكن الخطوة العسكرية السورية هذه جعلت من المخطط الأمريكي مجرد تمنيات بانتظار تقدم جديد يؤمن العبور بين سورية والعراق.

محور آخر يشهد تقدما ملحوظا لقوات الجيش وهو ريف الرقة الغربي، حيث أن مشهد انهيار تنظيم "داعش" أصبح مألوفا هناك مع سيطرة الجيش على أكثر من 8 قرى بالإضافة لطريق أثريا – الرقة ومعلومات عن تقدم جديد سيحصل خلال الأيام القليلة القادمة.

كل ذلك يعني أن التحول الاستراتيجي باتجاه تحجيم داعش قد بدأ بالفعل، حيث لن تنتهي المعركة هناك، فجولاتها القادمة أكثر أهمية إن كان على طول الحدود السورية العراقية، أو باتجاه دير الزور، على الرغم من الهالة المرافقة للمليشيات المدعومة أمريكيا في معركتها المزعومة ضد داعش في الرقة، إلا ا ن آخر المعلومات تشير إلى انسحاب داعش باتفاق مع الأمريكي، الذي قدم له ضمانات بتسهيل العبور إلى دير الزور.

ما يحصل حاليا كان تنظيم "داعش" يخشاه فعلا وها هو بدأ يعيشه بساعاته الحارقة، حيث حاول التنظيم خلال سنوات مضت صنع نماذج ميدانية تخدم سيطرته الإعلامية قبل المسلحة عبر تهويل هنا واستكانة هناك لينطلق في مساحات واسعة معلنا قوته المزعومة، الآن فإن الجيش العربي السوري يحرق المخططات الأمريكية في "جيب" يصل الأردن بدير الزور ويفصل سورية عن العراق، كما يعمل حاليا على تحجيم داعش وتدمير بنيته العضوية ما سيجعل من معركة دير الزور معركة "النهاية" له.