تحقيقات وتقارير

القائد الخالد.. دروس لا تنسى


الاعلام تايم _ رحاب ملحم

في ذكرى غياب القائد الخالد حافظ الأسد الـ17.. كثير من الاحداث والظواهر التي نعيشها تؤكد صحة رؤيته للسياسة الداخلية منها و الخارجية، وصواب خياراته الاستراتيجية الكبرى في إدارة الصراع العربي الصهيوني الذي احتل مركز تفكيره في قيادته لسورية الدولة المحورية في المنطقة، والتي اعترضت طريق تصفية قضية فلسطين لفرض الهيمنة الصهيونية على الشرق..


وقد تراكمت المعطيات التي تثبت هذه الحقيقة، فكان هناك علاقات فارقة في استراتيجية الرئيس الاسد تبدو اليوم أقوى من كل الغبار الذي تثيره الدوائر اﻻستعمارية و معها أوساط عربية ناصبت القائد حافظ الأسد العداء من مواقع التحاقها بمنظومة الهيمنة الغربية الاسرائيلية تحت شعار"الحل السلمي والتسوية في المنطقة".


هي بصمة وضعها قبل أن يغمض عينيه ويرحل عن هذا العالم، موقفه في دعمه للمقاومة اللبنانية ودعمه للجيش وهذا ما أطلق عليه خصمه بمرحلة الوصاية السورية على لبنان. ولكن المدقق في خفايا الأحداث وثناياها يكشف أن اﻷساسي والجوهري الذي شغل عقل و تصرف القائد هو حماية المقاومة في لبنان وتمكينها من تطوير قدراتها على مجابهة الاحتلال وهو الذي صاغ بنفسه تفاهم.


نيسان عام 1996 والتزمت الوﻻيات المتحدة بتكريسه في بيان رسمي للخارجية الأميركية لتثبيت حق الرد ضد العدوان وهو الذي قدم الدعم غير المحدود لخطة العماد إميل لحود ﻹعادة بناء الجيش اللبناني.
وعقيدته القتالية ليكون حاميآ للمقاومة وشريكآ، فلقد قدم حمايته السياسية لقائد الجيش آنذاك من بطش الطبقة السياسية ومساوماتها مع الغرب ضد المقاومة وهذا ما انشأ التوازنات التي أثمرت انتصار التحرير. في  2000 والذي شكل تحولا تاريخياً في الصراع العربي الصهيوني.

و هناك العديد مما خلفه القائد حافظ اﻷسد ﻷجيال الوطن واﻷمة من إنجازات مادية وعلمية و معرفية، وثوابت و حقوق وقيم ﻻيمكن التفريط بها أو التقاعس في العمل المستمر ﻻستعادتها كاملة وعدم اليأس والقنوط واﻹيمان المستمر في المجد للوطن.


حافظ اﻷسد سيبقى تاريخ عظيم مشرف، و مدرسة سياسية و نضالية علمت ساسة العالم دروسا لا تنسى.. وخير كلام نختم به ماقاله الشاعر العربي محمد مهدي الجواهري في وصف القائد الخالد:
يا (حافِظَ) العَهْدِ، يا طَلاّعَ أَلْوِيَةٍ
تَناهَبَتْ حَلَباتِ العِزِّ مُسْتَبَقا
يا رابِطَ الجَأَشِ، يا ثَبْتاً بِمُسْتَعِرٍ
تَآخَيا في شَبوبٍ مِنه، والتَصَقا
تَزَلْزَلَتْ تَحْتَهُ أرضٌ فما صُعِقا
وازَّخْرَفَتْ حولَهُ دُنيا فما انْزَلَقا
أَلْقى بِزَقُّومِها المُوبي لِمُرْتَخِضٍ
وعافَ للمُتَهاوي وِرْدَها الطَّرَقا
يا حاضِنَ الفِكْرِ خَلاّقاً كأنَّ بِهِ
مِن نَسْجِ زَهْرِ الرُّبى مَوشِيَّةً أَنَقا

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=45975