تحقيقات وتقارير

وجهٌ آخر للحرب.. تطوع وعطاء من حارات دمشق


الاعلام تايم _ نسرين ترك


في ساحات دمشق القديمة وبين أزقتها جهّز سوريون مطابخهم ليحضروا بأوعية كبيرة موائد الطعام الخيرية دعماً للفقراء الصائمين.


هو الوجه الآخر للحرب في حالة سوريّة تكرّس قيم العطاء والإصرار على متابعة العمل الإغاثي والتطوعي لشعب زادته الحرب قوة وتحدّي على وقوف السوري إلى جانب أخيه السوري، ورغم كمّ الكراهية الموجود لدى البعض إلاّ أن الجمعيات الخيرية ومنها جمعية "ساعد" تذكر الفقراء وتعزز قيمة العطاء خلال شهر رمضان.


وتُكرر جمعية "ساعد" المطبخ الخيري كل عام في رمضان، حيث تُطوع عدد من الشباب والشابات لإطلاق مبادرة "خسى الجوع"، في محاولة لتقديم وجبة الإفطار لكثيرين في ظل ارتفاع نسبة البطالة وتراجع دخل الفرد وتحليق الأسعار، إذ تعمل "ساعد" في مجال تنمية المجتمع وترسيخ الانتماء والمواطنة الفاعلة، عبر المشاركة في التطوير من خلال التعاون مع المجتمع الأهلي.


فهناك من وهب وقته ونفسه ليكون عوناً لغيره من المحتاجين وسنداً لهم في أوقات الشدة متحملاً ضغوطات العمل، ومتبرعاً بوقته وجهده ليساهم مع أصحاب الخير في تقديم وجبات إفطار للمحتاجين والأسر المهجرة، وممن لم تسمح لهم ظروفهم المادية بتأمين احتياجات ومتطلبات شهر الصيام.


وتقدم الجمعية وجبات شهر رمضان في دمشق لمناطق القزاز وركن الدين ودمشق القديمة والميدان وكفرسوسة وجديدة عرطوز، كما انطلقت بالتوازي مطابخ في حماة واللاذقية، ولاحقاً في حلب  ومحافظات أُخرى.

وتعتمد المبادرة على المواد الأولية الغذائية التي يقدمها الناس بشكل تطوعي فقط ، وتُقدم الجمعية الأدوات اللازمة والمكان مع المتطوعين للعمل، في سعي منهم لإحياء التراث الدمشقي عبر التكافل الاجتماعي ما بين الغني والفقير لتقديم وجبة إفطار غنية للشخص المحتاج، إضافة لاجتماع المتطوعين من جميع الفئات العمرية والشرائح  في مكان واحد وهو المطبخ، وتجهيزه لتقديم الوجبات بالتعاون والتكافل مع العديد من المتطوعين الذين تجاوز عددهم في اليوم الأول (125) متطوعاً من شرائح المجتمع المختلفة، ومن الصغار والكبار.


ويتم  تقسيم المتطوعين إلى ورديتين الأولى من الحادية عشرة صباحاً حتى الثالثة عصراً، والثانية من الثالثة عصراً حتى السابعة مساءً، وتعكس حالة المحبة الموجودة في المطبخ روح التعاون والألفة بين الجميع لإنجاز الوجبات الشهية للصائمين.


العديد من الخطط المستقبلية التي تسعى جمعية "ساعد" لتنفيذها خلال العام، وتستهدف بشكلٍ رئيسي طلاب الجامعات والأطفال، ومن بينها مبادرة عيدية ساعد التي ستكون طيلة أيام العيد في قصر العظم، وتتضمن ألعاباً تفاعلية وهدايا، بالإضافة لتقديم الألبسة.


كما يقدم "ملتقى الوئام للتنمية والشباب والطفولة والشباب" كأحد الفرق التطوعية مبادرة لقمة صايم في الشهر الكريم، وذلك في مبادرة سنوية ينظمها للمرة الخامسة على التوالي، وتتضمن ألعاباً تفاعلية للأطفال، وحكواتي الشام، إضافةً إلى مطبخ خيري يقدم الوجبات الغذائية للمحتاجين والمهجرين في دمشق وما حولها.

 

لتتشارك المبادرات الخيرية مع غيرها في تفعيل مفهوم المواطنة داخل المجتمع السوري والمساعدة  في خدمة السوريين لإعادة "الخبز والملــح" فيما بينهم.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=45938