تحقيقات وتقارير

الدراما السورية.. بين الخيبة وتوالي النكبات


الاعلام تايم _ نسرين ترك

حالة عامة من النقد الحادّ والخيبة تشتعل على كل المستويات الإعلامية والاجتماعية لما وصلت إليه الدراما السورية في الإنتاجات الرمضانية  لهذا العام، إضافة لتلك التي غُيّبت عن العرض لأسباب إنتاجية وتسويقية.


ما قدمته الدراما السورية لهذا العام  ينبئ أن خطر الاحتضار يهدّد دراما كانت الأقوى عربياً.. لا أحد ينكر تأثير الحرب القائمة على البلاد في كل المجالات ومحاربة هذه الدراما جزء لا يتجزأ من الحرب على سورية، والهدف منها الوصول إلى دراما "رديئة"، لكن المعاناة تزداد عندما تكمن المشكلة في صنّاع الدراما السورية أنفسهم، بالانجرار نحو الهاوية.


سلسلة المصائب التي تلاحق هذه الدراما وتنهشها جعلت منها جسداً في طور الاحتضار بدءاً من الدخلاء على المهنة، مروراً بالاستهتار والاستخفاف بقيم دراما أبدعت وتألقت وتركت بصمتها عربياً وعالمياً، لتهدد أحد أهم الفنون الدرامية التي باتت في مرحلة الانحطاط  والتي باتت تتسم بالضعف الفني و الغثاثة الفكرية بحسب الكثير من آراء المختصين بالشأن الفني والدرامي.


فلا معايير فنية جادة تضبط عمل مهنة من المفترض أنها إبداعية أكاديمية، ولا تُراعي الموهبة إنما تقوم في كثير من الأحيان على اعتبارات إنتاجية أو "المونة" واعتبارات أُخرى غير مهنية.  


المصيبة تبدأ من المادة المكتوبة والتي حملت في كثير من الأحيان فكراً سلفياً أو أعمال البيئة الشامية كانت الخيار الأسهل لشركات الإنتاج خاصة مع وجود سلسلة من الأجزاء لحكايات بدأت في سنوات سابقة لتتوالى في أجزائها اللاحقة أحداث مُفتعلة ومختلقة لا تخدم جوهر القصة وهدفها، إضافة إلى ثقافة الابتذال أو الانحلال الاخلاقي وغيرها من السطحية وعدم ارتقاء النصّ في أحيان كثيرة لأن يكون مسلسلاً، والتي من المُفترض أن تكون  جميعها مرفوضة في دائرة الرقابة أو أن يطلب تعديلها وإعادة صياغتها .


وفي وقت باتت فيه الصورة البصرية تطغى خاصة في الإنتاجات الدرامية الكبيرة على حساب متانة الحبكة والتشويق في الأحداث الدرامية وغيرها من التجاوزات الأساسية في العملية الإبداعية لتهدم بذلك جوهر ما قامت عليه الدراما السورية.
وتوالت الصيحات المناشدة لإنقاذ الدراما السورية، فكانت الفنانة السورية شكران مرتجى قد أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي من خلال هاشتاغ #أنا_مع_الدراما_السورية، وذلك لمقاطعة القنوات العربية المعادية للإنتاج الدرامي السوري خلال الموسم الرمضاني 2017.. فالكثير من الأعمال السورية لن تُشاهد خلال شهر رمضان المبارك لأنه لم يروج لها كما يجب، وإن تم بيعها فبأجور بخسة.


وكل ذلك نتيجة  ضعف التسويق والاستسهال، كما أنه لا يخفى على أحد ما تعانيه الدراما السورية من اجتياح كبير للدخلاء على المهنة والتي من المُفترض أنها من المهن الإبداعية بالدرجة الأولى.


وتبقى الخيارات لنجاة الدراما السورية من أزمتها بالاهتمام في كل تفاصيل العمل الفني الإبداعي بمعايير فنية وتقنية ومضمون راق، والحرص من كافة الجهات على استمرار هذه الصناعة الهامة وبمستوى يرقى لما قدمته على مدى السنوات الماضية.

 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=45898