تحقيقات وتقارير

مزاجية رمضان أمر طبيعي أم مفتعل


الإعلام تايم - رنا الموالدي


"أنا صايم خلقي ضيق وعصبي.. زوجي برمضان بيعصب كتير ..الله يمضي الشهر على خير.. صايم لا تحاكيني أنا منرفز" كثيراً ما نسمع هذه الجمل في رمضان رغم ما يضفيه من سكينة ورضا في النفس على اعتبار أنه شهر الإيمانيات التي تملأ ساعات الصوم  لتهدئة النفوس وزيادة الألفة بين البشر، لكن ما نجده هو عكس ذلك تماماً، فعصبية الصيام أو بالأصح تهمة العصبية وإلصاقها بالصوم فكرة تتفاقم وتتكرر وتزداد عواقبها خطورتها سنة عن سنة ومن أسره لأسره فجميعنا أو معظمنا عانينا أونعاني منها وتأثرت بها أسرنا وأبنائنا.


من كلام الناس..
يصاب بعض الأشخاص بعصبية في شهر رمضان وخصوصاً في فترة الصيام، وقد يظهر ذلك جلياً على بعض المدخنين.
البعض يؤكد أن ذلك ليست له علاقة بالصيام بل هو بسبب المزاج نتيجة السهر وغيره من العادات التي اعتادها البعض، وليس لها علاقة بالصيام فهل هذه العصبية أمر طبيعي ناتج عن الصيام أم هي مفتعلة؟ وهل لها أسباب أخرى حقيقية وليس لها علاقة بالصيام أصلاً؟


من  الأكثر عصبيةً في رمضان..
تزداد العصبية وحدة التوتر والانفعالات سواء كنا ذكوراً وإناثاً التي قد تتطور لشجار لأتفه الأسباب، وما ينتج جراء ذلك من مشكلات أعظم وأفظع وهو ما يرجعه الغالبية للصيام، السبب الذي يكون في معظم الأحيان بعيداً عن الحقيقة فمن الأكثر عصبية؟
الحقيقة أن النساء أكثر عصبيةً من الرجال، وهذا ما أثبتته الدراسات العلمية، بسبب تغيرات هرمونية تحدث في جسمها وما إلى ذلك من أسباب كلنا نعلمها، ولكن المشهور أن الرجال أكثر عصبيةً من النساء في رمضان بسبب خروجهم واحتكاكهم بالناس بشكل أكبر وتعرضهم لمثيرات وضغوط العمل، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة المدخنين من الرجال فانقاطعهم عن التدخين لمدة لا تقل عن (15) ساعة يومياً يعد سبباً في عصبيتهم ونزقهم.


العصبية.. فطرة أم اكتساب
في هذا السياق تقول  الإختصاصية النفسية الأستاذة خيرية أحمد لموقع "الإعلام تايم"  أن نقص نسبة المياه والجلوكوز في الدماغ من الأسباب التي تؤدي إلى العصبية، فيبدأ الإنسان بالشعور بالتوتر ومن ثم الغضب والانفعال، كما أن  بعض الأشخاص يتبعون عادات غير صحية وسيئة في روتين حياتهم قبل الشهر المبارك، فيعتادون على شرب المنبهات بكثرة كالقهوة والشاي والكولا، بالإضافة إلى التدخين وتناول الطعام بشكل عشوائي غير منتظم بوجبات، وفي رمضان ينقطع هؤلاء الصائمون لساعات عن الاشياء المذكورة سابقاً، فتظهر لديهم أعراض  الحرمان ويشعرون حينها بالتعب والتوتر والقلق ووجع الرأس ومن ثم العصبية، ناهيك عن ضغوط الحياة والواجبات اليومية.


كيف يتخلص الإنسان من عصبيته أثناء نهار رمضان؟
وتابعت "أحمد" موردة بعض النصائح  في هذا الصدد كاالعمل على تخفيف المشروبات المنبهة بمشروبات صحية أكثر كاللبن والحليب والعصائر الطبيعية.
اعتبار شهر رمضان فرصة للتغيير الايجابي والاقلاع عن بعض العادات غير المفيدة كالتدخين، إضافة إلى النوم مبكراً لاخذ وقت كافي من الراحة وتناول السحور بشكل منتظم واختيار أطعمة خفيفة على المعدة وغنية بالسوائل، التذكير الدائم بروحانية هذا الشهر المبارك بكل ما يحمل من خير ومحبة وعطف وتعاطف وإحساس بالآخر.. واتباع أسلوب التجاهل للامور البسيطة.


هناك الكثير من سلبيات أنفسنا وأخطائنا نلصقها بصيامنا في رمضان والصيام بريء منها ومن مشكلاتنا النفسية فهي كلها أعذار إبتدعناها، وهي أقبح من الذنب نفسه الذي نطبقه ونصدقه نحن على أنفسنا قبل غيرنا، فاعتبار أن الصوم يعني العصبية مقولة سوقها  الذين اعتادوا على المنبهات تبريراً لضعفهم وعجزهم عن الالتزام الحقيقي بمعنى الصيام الذي يعني القدرة على التحمل وضبط النفس.. فلم  نفسد الصيام بتوترات عصبية تصاحبها سلوكيات مذمومة تؤدي إلى مشكلات اجتماعية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=45731