نافذة عالمية

الجيش الأميركي فرض إيديولوجيته العسكرية على المجتمع الأميركي


أكد الكاتب الأميركي "كريس هيدجيز" أن الجيش الأميركي في ظل الإدارات الأميركية المتعاقبة تمكن من فرض ايديولوجيته العسكرية وأسلوب تفكيره على الشعب الاميركي مصورًا المشاكل الإنسانية والاجتماعية على أنها مشاكل عسكرية وحول الأميركيين من محاربين للإرهاب في حربهم المزعومة ضده إلى إرهابيين هم أنفسهم.

وتابع هيدجيز الذي عمل لمدة 20 عاماً كمراسل أجنبي في أكثر من 50 بدًًا في مقال نشره على موقع تروث اوت الأميركي "نحن الأميركيين حصرياً نخاطب العالم بلغة القوة وأولئك الذين يهيمنون على أجهزة الأمن الضخمة ودولة الرقابة يسعون إلى مخاطبتنا بنفس اللغة الجنونية حيث يتم اسكات جميع وجهات النظر الأخرى ويتم الترويج لعقلية أن السلام للضعفاء والحرب للأقوياء".

وأشار الكاتب إلى أن خطورة ما يحدث تستوجب عدم ترك أشخاص مثل جيمس كلابر مدير الاستخبارات الوطنية الأمريكية والجيش وأجهزة الأمن والتجسس والمراقبة المتضخمة دون رقابة على سلطتها في التجسس على جميع المواطنين وقدرتها على الترحيل الاستثنائي وحبس الأمريكيين إلى أجل غير مسمى بزعم أنهم إرهابيون لافتاً إلى أن هذه الممارسات هي سبب كون النظام السياسي الأميركي غارقا في الشلل.

وكانت وكالة الأمن القومي الاميركي تجسست على المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الالكتروني لمواطنين أميركيين ومن خارج الولايات المتحدة عدا عن 35 من قادة العالم بمن فيهم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيسة البرازيل ديلما روسيف ما أدى إلى توتر العلاقات الأميركية مع عدد من دول العالم اثر الوثائق التي كشفها الموظف السابق في الوكالة اداورد سنودن.

وقال هيدجيز إنه "يجب علينا التوقف عن تمجيد القيم العسكرية لأن ذلك أقرب إلى العبودية إذ يسعى كلابر وزملاؤه من الجنرالات ورؤساء الاستخبارات إلى انتقاد أي مواطن أميركي يجروء على التشكيك بالحق المطلق الذي يمتلكه هؤلاء الجنرالات لتحويلنا جميعا إلى مجندين مجانين".

ولفت الكاتب إلى أنه تنقل بين مناطق الحرب كمراسل أجنبي لجيش طغت عليه الثقافة العسكرية من الطاعة العمياء "على غرار النهج المتبع لتدريب الكلب للعمل على أرض المعركة" حيث يمارس الجيش السيطرة الكاملة تقريباً على حياة أفراده ويتم تجريدهم من العديد من ملامح الحياة المدنية كما تتم مكافاتهم على ارتكاب العنف وهو ما يشكل خطرًا كارثيًا على المجتمع بعد عودتهم إلى حياتهم المدنية.

وأكد الكاتب أن الجيش الأميركي هو الأسوا من حيث عدم السماح للأخلاق باعتراض مسار عمله مضيفاً أن "ما يثير دهشته في الجيش الأميركي هو مدى غباء كبار الضباط حيث يعمدون إلى إقصاء الأشخاص الذين يرغبون بالتفكير ولديهم عقلية مميزة قبل أن يتمكنوا من الارتقاء إلى مصاف كبار الضباط كما أن العديد من جنرالات الجيش الذين التقى بهم خلال السنوات الماضية يفتقرون إلى الإبداع واستقلال الفكر وهم يعتبرون الصحافة إضافة إلى الرأي العام عاملا ينتهك حبهم للنظام الصارم والطاعة العمياء التي لا تتزعزع للسلطة والاستخدام احادي الجانب للقوة لحل المشاكل المعقدة".

كما أكد هيدجيز أن العديد من ضباط الجيش الأميركي لا يرون فرقا بين الإرهابيين والصحفيين حيث أن غالبيتهم لا يعترفون بالحاجة إلى الصحافة المستقلة إذ أن الفكرة المسبقة لدى الجنرالات الأميركيين بشأن مهمة الصحافة تنحصر في نشر أكاذيبهم.

وكان المؤرخ الأمريكي خوان كول لفت إلى أن جيمس كلابر مدير الاستخبارات الامريكية ضالع في انتهاكات متعمدة وواسعة النطاق للتعديل الرابع من الدستور الاميركى فقد حنث باليمين أمام الكونغرس عندما نفى قيام وكالة الأمن القومي الأميركية بالتجسس وجمع البيانات الخاصة للأميركيين وقد عذره الرئيس الأميركي باراك أوباما وتغاضى عن سلوكه واكتفى بتوجيه النصح له بأن يكون أكثر حذرًا مضيفا أن "كلابر يريد الآن معاملة الصحفيين الذين نشروا الوثائق المسربة من قبل سنودن واعتبارهم متواطئين في الوقت الذى يجب أن يكون هو نفسه في السجن".

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=4560