نافذة على الصحافة

"مناطق التهدئة" في سورية بدافع تكتيكي


الاعلام تايم_ترجمة رشا غانم


أكد موقع دويتشه فيله الألماني أنّ  اتفاق كل من  روسيا وإيران وتركيا على إنشاء مناطق "التهدئة" في سورية،  قد يكون خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه لا يمثل نقطة تحول في الحرب السورية.


جاءت موافقة الأطراف المتحاربة المتمثلّة بروسيا ، إيران وتركيا على ما يسمى بـ "مناطق التهدئة" في سورية، والتي كان من المفترض أن تكون خالية من القتال مفاجأة لكثير من المراقبين وانخفض القتال بين المسلّحين والجيش السوري إلى حد ما منذ دخول الاتفاق حيز التنفيذ يوم السبت الماضي، الأمر الذي يدعو إلى التفاؤل الحذر، ولكنه لا يشكل بأي حال من الأحوال نقطة تحول في هذه الحرب.


ينحسر الشر في هذا الاتفاق في بعض "الجماعات الإرهابية" مثل تنظيم داعش والميليشيات الأخرى المرتبطة بالقاعدة والتي لا يشملها وقف إطلاق النار،  حيث  يسمح فقط لروسيا وإيران والحكومة السّورية بتحديد المنظمات "المجموعات الإرهابية" التي تمثل  الإشكالية".


كما أن انعدام وجود خطط للرصد الدولي للمناطق الآمنة من قبل الأمم المتحدة يثير أيضا الشكوك بشأن نجاح الخطة على المدى الطويل. بالإضافة الى ذلك، فإن روسيا قد تم منحها امتياز السماح بتنفيذ ضربات جوية في المناطق الامنة "عند الضرورة".


إدارة ترامب،  قد تجاهلت حتى الآن الاتفاق الجديد، حيث أنّ روسيا تريد إغلاق المناطق الامنة للتحالف الذى تقوده الولايات المتحدة ضد الارهاب، ولكن هذا وعلى الارجح لن يثير إعجاب واشنطن، وسيكون من المهم جدا أن يضع صانعو القرار الأمريكيون استراتيجية متماسكة لسورية لتكون أساسا للمفاوضات مع روسيا، وبعدها سنعرف ما إذا كانت موسكو قد تغيرت بدافع  التكتيكات بشكل مطلق، أو أنها تمثل تغييرا حقيقيا في مسارها.


يمكننا أن نفترض أنه بدون اتفاق روسي-أمريكي مع مراعاة القوى الإقليمية الأخرى في هذا الصراع، فإن اتفاق منطقة التهدئة لن يعقد، وهذا هو السبب في أن الحرب في سورية ومن المرجح ستستمر مع المشقة التي لا مثيل لها.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=45409