وجهات نظر

سوابق التدخّل الأردني في سورية

موفق محادين


الإعلام تايم- الميادين

 

أيا كانت دقّة المعلومات المُتداولة حول سيناريو أميركي لتوريط الأردن عسكرياً في سورية، ودفع وحدات من قواته إلى الداخل السوري، فإن خط سير العمليات المُقترح في السيناريو الأميركي ينسجم مع فكرة "البافر ستيت" الأميركية لاستبدال "البافر ستيت" الداعشي ( القاطع العازل المُسلّح الداعشي) بقواطع عازلة مُسلّحة لا تثير الرأي العام الدولي...

ومن هذه القواطع الأميركية المُقترحة، القاطع العازل أو "البافر ستيت" الكردي، والجماعات البدوية باسم جيش سورية الجديد المدعوم أردنياً، و محاولة توريط الأردن بشكل مباشر.

وتقوم فكرة "البافر ستيت الأميركية" عموماً على ضرب التواصل بين سوريا وحزب الله والعراق وإيران عبر قواطع طائفية مُسلّحة، بدأت بإمارة القصير ثم القلمون وانتهت بخلافة "داعش" .

وبالعودة إلى التاريخ السياسي لمحاولات المتروبولات زجّ الأردن في مغامرات عسكرية خارج حدوده  وخاصة في سورية، فقد حدثت فعلاً خلال السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية.

فمع اندلاع هذه الحرب أعلن الأمير عبدالله استعداد الإمارة وقواتها آنذاك (وحدات البادية) بقيادة الضابط البريطاني، كلوب، للقتال إلى جانب الحلفاء، ووجّه عام 1939 رسالة بهذا الخصوص إلى ملك بريطانيا جورج السادس.

ومن جملة ما يُخبرنا به كتاب المؤرّخ الأردني، سليمان الموسى (تاريخ الأردن في القرن العشرين) المحطّات التالية:

 

1-  سنّ قانون في الإمارة بتاريخ 16/12/1940 يسمح (بالتدخّل العسكري) خارج الحدود (ص 377).

 

2-  بدأت الترجمة الفعلية لهذا القانون بإشراك وحدات من قوات البادية الأردنية في المعارك البريطانية لإعادة نوري السعيد والأمير عبدالله إلى العراق بعد حركة رشيد عالي الكيلاني المؤيِّدة لألمانيا.  وقد جرت هذه المشاركة في حزيران/جوان 1941 بقيادة الميجر جورج كلارك (ص378).

 

3-  تعديل الاتفاقات الموقّعة مع بريطانيا 1928 باتفاقات جديدة في تموز 1941، وبحيث سمحت لبريطانيا بوجود عسكري (للدفاع عن الأردن وتأييد صاحب السمو الأمير عبدالله بن الحسين في صون السلام والنظام) (ص382).

 

4-  كما جاء في التعديل الثاني الخاص بالاتفاقية (يوافق صاحب السمّو الأمير عبدالله بصفته رأساً لدولة شرق الأردن، وبالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن حلفائه وورثائه، على أن يتبع نصيحة صاحب الجلالة البريطانية حول الوقت الذي يجب فيه اعتبار الحالة خطرة وطارئة.. ) (ص384).

 

5-  وكان توفيق أبو الهدى المُقرّب من السعودية رئيساً للحكومة آنذاك.

 

6-  كما جرت ترجمة (قانون التدخّل العسكري) في العراق، جرت ترجمة الاتفاقات المُعدّلة المذكورة في سورية ضدّ القوات الفرنسية المؤيِّدة لحكومة "فيشي" الفرنسية المتحالفة مع الألمان. وحسب سليمان الموسى، فقد جاء هذا التدخّل بذريعة اتّهام حكومة شرق الأردن للقوات الفرنسية بمهاجمة مخفر أمّ القطين، فتحرّكت قوة البادية الرابعة بقيادة الضابط البريطاني، جوب كلوب، من الأحفور باتجاه تدمر ومنها إلى السخنة في قلب البادية السورية، ومنها إلى دير الزور، وذلك بتاريخ 21/6/1941 (ص 379-380).

وحسب الموسى أيضاً، سعت حكومة شرق الأردن من ترجمة (هذا التدخل العسكري على طول الحدود الجنوبية والشرقية مع العراق) إلى ضمّ (أجزاء من سورية الكبرى) إلى الإمارة ص392.

والجدير ذكره هنا، أن شرق الأردن كان جزءاً من سورية الداخلية، كما كانت فلسطين جزءاً من سورية الجنوبية، وكذلك الحال مع لبنان الذي كان جزءاً من سورية الطبيعية قبل تمزيقها وفق اتفاقية سايكس – بيكو البريطانية – الفرنسية، ووعد بلفور البريطاني للحركة الصهيونية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=45401