وجهات نظر

الإيجابيات والسلبيات في اتفاق المناطق الأربع

عبد الفتاح العوض


الاعلام تايم_صاحبة الجلالة

لا يمكن تناول اتفاق أستنة من جانب واحد و لا يمكن النظر إليه من زواية جانبية ... الذين يؤيدونه يرونه الحل و الذين لا يؤيدونه يرونه تقسيم .


لكن الآراء التي  وافقت أو رفضت لم ترفض لقراءة واقعية و منطقية بل كانت مواقف بدوافع سياسية بحتة .


بينما المواطن السوري يحتاج إلى معرفة الجيد و السيىء في هذا الاتفاق ..ولعله من أهم الخطوات العملية التي ينبغي البناء عليها حتى أنه يكاد يكون نقطة بداية في الحل السياسي .... يمكن وصف اتفاق أستنة بأنه اتفاق " هام و خطير "  هام لأنه يؤسس لخطوات قادمة على غاية من الأهمية في  وضع حد لنهاية الحرب و الحديث عن مستقبل سورية من بوابات الحل السياسي ... و خطير لأنه في التطبيق العملي و في خطواته القادمة قد لا يؤدي إلى ما نريده رغم التطمينات اللغوية التي تصدر على ألسنة السياسين و التي تعودنا على كثير من عدم صحتها.


سأبدأ بالايجابيات :
أول الإيجابيات.. أنها تخفف من إزهاق دماء السوريين و هذه أهم غاية يمكن اعتبارها جوهرية.
ثانيا: أنها تساعد على التخفيف من المعاناة الإنسانية و هي معاناة كبيرة جدا في كثير من المناطق و إيصال الحاجات الإنسانية يساعد على حصول المستضعفين من  الناس عليها باعتبار الأقوياء يجدون حلولهم الخاصة .
ثالثا: ربما تساعد على عودة مهجرين إلى مناطقهم و هذا يخفف استثمارهم واستغلال أوضاعهم.
رابعا:  يتم الفصل بين الذين يريدون الحل و لكن لا يعرفون الوصول إليه وبين من لا يريدون أي حل على الاطلاق و هو بشكل أو بآخر يفتح مجالا لمشاركة الجميع في محاربة الإرهاب .
خامسا: هو امتحان نوايا للدول الفاعلة في الأزمة السورية ... و بعيد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية ربما ستلتحق دول أخرى في هذا القطار الذي لا زال بانتظار الركاب الآخرين .
ما يهم المواطن السوري  أن يكون هذا الاتفاق بداية طريق نحو الحل بعد كل الخيبات التي حصلت سابقا ...
بالمقابل فإن السلبيات خطيرة فيما لو تم استغلال اتفاق وقف التصعيد لأغراض غير وطنية ..


وأولى السلبيات.. أنه قد يصبح خطوة في اتجاه الترويض للتقسيم .. فقد يكون حصان طراودة التقسيم و علينا أن لا نأخذ هذه الأمور بسطحية و أجد من الواجب التحذير من تكرار تجربة شمال العراق فقد بدأ خلق الكيان الكردي في شمال العراق بحظر الطيران العراقي .. هذا للتذكير و التنبيه .
ثاني السلبيات.. أنه قد تخلق مناطق نفوذ  بشكل معلن لدول ؟؟ الآن  ثمة تأثير كبير لمخابرات الدول الفاعلة في الأزمة لكنها و إن كانت معروفة غير معترف بها على الأقل ربما تساعد هذه الخطوة على رؤية مظاهر خطرة من ووجود معلن للتأثير ونحن هنا نتحدث عن الشمال و تركيا و عن الجنوب و اسرائيل و لا يمكن الركون لعدم إرادة السكان فهم مغلوب على أمرهم .


اعتقد جازما أن هذه المخاطر ليست غائبة عن صانع القرار لكن من واجب الدبلوماسية السورية أن تتحدث لمواطنيها عن أجواء وكواليس اتفاق المناطق... لماذا وافقت عليه و هي التي رفضت  فكرة المناطق الآمنة و ما هو الفرق إن كان هناك فرق كبير بين مناطق تخفيف التوتر و المناطق الآمنة .
بكل الحالات نصف حل أفضل من لاحل !!.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=45281