نافذة على الصحافة

ما هي فرص نجاح الاتفاق الروسي الإيراني التركي لاقامة "مناطق تخفيف التصعيد"؟


الاعلام تايم _ رأي اليوم


ما هي فرص نجاح الاتفاق الروسي الإيراني التركي لاقامة "مناطق تخفيف التصعيد"؟ ولماذا يتجنبون تعبير "المناطق الآمنة" الأكثر دقة؟ وهل ستقاتل المجموعات المسلحة إرهابيي "داعش" و"النصرة" الى جانب الجيش السوري؟ ولماذا رحب الجعفري وانسحب علوش؟


أسئلة طرحها عنوان افتتاحية لصحيفة رأي اليوم اللندنية وحاولت تسليط الضوء على ماحدث في كواليس استانا قائلة:  الاتفاق الذي وقعه ممثلو روسيا وايران وتركيا في مدينة آستانة ، ونص على إقامة مناطق "تخفيف التصعيد" في سورية تنفيذا لخطة قدمها الرئيس فلاديمير بوتين بعد لقائه رئيس النظام التركي رجب طيب اردوغان، وتلقيه مكالمة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يمكن أن يشكل "خريطة طريق" حقيقية، وفاعلة، للقضاء على تنظيمي "داعش" و"هيئة تحرير الشام" أو النصرة، وتثبيت وقف إطلاق النار، وإعادة الحياة الى منظومة جنيف للتوصل الى حل سياسي، اذا جرى الالتزام به وتطبيقه حرفيا، ولكن هناك شكوك تحول دون إغراقنا في التفاؤل، بالنظر الى ما حدث لاتفاقات مماثلة.


هذا الاتفاق برأ الصحيفة "هو تطبيق عملي لاقامة "مناطق آمنة" في أربع مناطق سورية، هي ادلب وريف دمشق ودرعا ومنطقة الرستن في حمص، فيما اعتبر أهم نقطة في هذه"الوثيقة"، النص حرفيا "على الدول الثلاث الضامنة لهذا الاتفاق، مساعدة القوات الحكومية السورية، والمعارضة المسلحة، على قتال تنظيمي "داعش" و"النصرة" ومن يتبعهما، وكذلك تشكيل فريق عمل لإنشاء المناطق الآمنة في غضون خمسة أيام".


هذه الفقرة تعني أن تقاتل الفصائل المسلحة "المعتدلة" المشاركة في لقاءات منظومة الآستانة في قتال تنظيمي "داعش" و"النصرة"، جنبا الى جنب مع قوات الجيش السوري، وبدعم من ايران وروسيا وتركيا، وهذا انقلاب سياسي وعسكري كبير، وغير مسبوق، في الازمة السورية.


"جيش الإسلام" الفصيل الارهابي في الغوطة بدأ تطبيق هذه الفقرة قبل أن يذهب الى آستانة، عندما خاض معارك دموية ضد "جبهة النصرة" في الغوطة الشرقية طوال الأيام الاخيرة، وهي صدامات دموية أدت الى مقتل حوالي 400 شخص من الجانبين وإصابة المئات، وما زالت مستمرة، وفشلت كل الوساطات في وقفها.


الدكتور بشار الجعفري رئيس الوفد السوري المفاوض سارع فورا الى مباركة هذا الاتفاق، لكن وفد المعارضة المسلحة ورئيسه السيد علوش، غاب عن مراسم التوقيع، إنها ليست المرة الأولى التي تنسحب فيها وفود المعارضة المسلحة، ولا نعتقد أنها ستكون الأخيرة، فقد تلكأت كثيرا في المشاركة في اجتماع "استانة 4"، ولكن تدخل الجنرال هاكان فيدان.. رئيس المخابرات التركية كان كفيلا باعادتها الى غرفة الاجتماعات والمشاركة في المفاوضات.

الاتفاق ليس مثاليا، في أنه ربما يحقق أكثر من 50 بالمئة من حل الازمة السورية اذا قدر له التطبيق بنجاح والتزام جميع الأطراف ببنوده، لانه سيوفر العودة الآمنة والطوعية لعشرات، وربما مئات الآلاف، من اللاجئين السوريين، والايصال الفوري لمواد الإغاثة والمساعدات الطبية، والاهم من كل ذلك، الوقف الفوري لاطلاق النار وحقن الدماء، وتحسين الظروف الانسانية لملايين السوريين في المناطق الأربع.


فرص نجاح الاتفاق معقولة، لان الخيارات البديلة كارثية، والشعب السوري بات يتطلع الى حقن الدماء والتقاط الانفاس بعد ست سنوات من القتل والتدمير، ولكن يمكن القول في الوقت نفسه، ان احتمالات "التخريب" واردة، فهناك قوى عديدة جرى تهميشها، وعدم إعطاء أي دور لها في هذا الاتفاق، ربما تحاول، ومن خلال رجالها، وأموالها، خرق قاع السفينة، ومارست الدور نفسه في اتفاقات سابقة...

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=45276