وجهات نظر

هل رد السوريون على الاعتداء الاسرائيلي؟؟

نارام سرغون


الاعلام تايم


لم تفاجئ الضربات العسكرية الاسرائيلية أحدا وهي تسير في سياسة استعراضية عموما ومفهومة الأهداف .. لأن الاسرائيليين حريصون جدا على تتبع الأخبار ومحاولة تفنيدها .. فبعد ساعات من اعلان العسكريين الروس أنهم قاموا بتأمين كامل للأجواء السورية قام الاسرائيليون بعمل استعراضي واضح وهو تحدي الخبر أو تخريبه أو التشكيك فيه ولكن من غير أن يقامروا بتجريب واختبار الكلام الروسي واخضاعه لاختبار حقيقي .. فالضربات الاسرائيلية تم تنفيذها من فوق الأراضي المحتلة ولم تدخل أي طائرة المجال الجوي السوري .. وكما نعلم فإن الواقف على الجولان فإنه يرى دمشق بكامها تحت ناظريه وهي ليست بعيدة عن مرمى صواريخه أو مدفعيته البعيدة المدى تقريبا .. كما أن اختيار الهدف حول دمشق وخاصة في مطارها حيث خزانات الوقود كان واضخا أنه لإشعال حرائق كبيرة لإظهار الضربة كون انفجار خزانات الوقود سيكون أكثر تأثيرا من الناحية النفسية والمعنوية .. لأن الجيش السوري لن يخزن أسلحة استراتيجية له أو لحزب الله حول مطار دمشق خاصة أن المنطقة مرصودة أميريكا واسرائيليا .. وإن كانت هناك مخازن ذخيرة فهي مخازن تقليدية لذخيرة ناعمة ..


التحدي الكبير أمام الطيران الاسرائيلي هو إن كان قادرا فعلا على تجاوز الحدود والمغامرة بالدخول لأن آخر مغامرة كانت عندما قصفت الطائرات الاسرائيلية أهدافا قرب حمص - تدمر .. وقد استمعت من أحد الضباط السوريين الذين كانوا على اطلاع وثيق بالحادثة الى ماحدث في تلك الغارة التي أكد لي فيها الضباط أنهم أسقطوا الطائرة الاسرائيلية دون أدنى شك .. وفي روايتهم أن الطائرات الاسرائيلية تمكنت من الدخول عبر كوريدور أعمى راداريا .. وبمجرد دخول الطائرات الاسرائيلية الاجواء السورية توقفت أجهزة الرادار عن الرؤية ربما بسبب تشويش من طائرات اواكس أو أجهزة تشويش غربية .. ولكن التشويش فشل في التأثير على الرادارات الروسية المتطورة التي راقبت دخول الطائرات الاسرائيلية وقامت في الحال بتزويد الدفاع الجوي السوري بإحداثيات الطائرات وإشاراتها والتي كانت تريد فقط هذه المعلومات .. واختار الضباط السوريون فورا شبكة اس 200 لأن الطائرات الاسرائيلية كانت قد بدأت رحلة العودة بسرعة .. ولاحقت الصواريخ الطائرات وأسقطت واحدة منها واصابت الثانية التي لايعرف إن كانت قد سقطت أو تمكن طيارها من الهبوط بها جريحة من غير مؤخرة التي يعتقد أنه سقطت في الأردن قرب مؤخرة الملك عبدالله الثاني .. وإسقاط الطائرة الاسرائيلية أكدته شبكات الرادار الروسية التي رصدت الحادثة وأرسلت تهنئة حارة للضباط السوريين الذين احتفلوا بالانجاز ..


وعلى الفور تقرر أن يتم تزويد الرادارات السورية بما ينقصها من أجهزة تكافح التشويش .. وتأمين كافة المعلومات لها بالتكامل مع الرادارات الروسية .. وهو مايفسر قول الروس بأن الاجواء السورية صارت مراقبة بالكامل ومحمية .. ولذلك يمكن أن نفهم سبب ضربة الاسرائيليين وهم خلف الحدود دون أن يقوموا باختبار ذلك فوق الاراضي السورية وخاصة بعد سقوط الطائرة الأخير ..


وحسب موقع فيريل فإن السوريين وجهوا ردهم على ضرب محيط مطار دمشق دون تلكؤ بإطلاق سرب من طائرات من غير طيار أو رشقة صاروخية .. ورغم أن ذلك ينتظر تأكيد الخبر ببيان عسكري سوري فإن البعض يعزي عدم إصدار بيان سوري أنه من أجل استبعاد الحرج الاميركي لان ذلك سيحرج الادارة الامريكية التي ستجد نفسها مضطرة للرد للدفاع عن اسرائيل وتصعيد الموقف بعد عنتريات ترامب الأخيرة وهذا ماسيعني احتكاكا مباشرا مع الروس لايريده الاميركيون .. أما الاسرائيليون فربما يفضلون عدم الاشارة للرد السوري كيلا تذهب نشوة العملية حول مطار دمشق وهيبة الردع وهي الغاية من العملية الاسرائيلية أمام جمهورها .. ولكن المهم أن الاسرائيليين تلقوا الرسالة عبر غارة سورية إما بطائرات من غير طيار أو بصواريخ موجهة حسب موقع فيريل ..


الاسرائيليون قد يفكرون في المستقبل بالتحرش بالشبكات الروسية اذا كانت هناك إرادة حرب بغطاء أميركي .. ولكن تلك اللحظة هي لحظة فاصلة لأنها تقترب من أصابع الحرب العالمية .. كما يظن كثيرون ..

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=45120