تحقيقات وتقارير

العملة التالفة.. مشكلة المواطن على "خدها وما باخدها"


الإعلام تايم - لبانة علي


ظاهرة انتشار العملة الورقية البالية أضحت مسألة تؤرق الكثير من المواطنين والتجار وسائقي التاكسي والسرافيس ومحطات الوقود والمخابز وغيرها من الفعاليات الأخرى حيث بدأ الكثير من تلك الجهات تتذمر من التعامل بأي ورقة نقدية مقطّعة وموصولة بأكثر من ثلاث وصلات وكذلك ورقات العملة الممزقة والمغسولة والمنحوتة في الجيوب.‏


تداول العملات الورقية المهترئة في الأسواق وبين المواطنين وصل إلى حد غير معقول فالعملة أضحت غير واضحة المعالم ومعظم الفئات النقدية وخاصة ذات قيمة 200 والـ100 والـ50 ليرة سورية فقدت جزءاً كبيراً من جودتها ومواصفاتها نتيجة الاستعمال ومرور الزمن وأحياناً تجدها ممزقة وفاقدة لجزء من الأرقام.


كما أن ظاهرة انتشار العملة المهترئة أصبحت مسألة مزعجة للكثير من المواطنين والتجار والسائقين لأنهم بدؤوا يتذمرون من التعامل بأي ورقة نقدية مقطعة وموصولة كما أن هذه الظاهرة فرضت نفسها على حركة التداول بين الناس ودفعتهم إلى تقبل التعامل بالعملة المهترئة للمحافظة على استمرار عملهم بشكل جيد. وحول هذه الظاهرة يقول بعض أصحاب المحلات التجارية إنه يضطر للتعامل بالعملة الورقية المهترئة حتى لا يخسر زبائنه مع أن تقبله لهذه العملة يعتبر مصدر إزعاج لأنه يأتيه زبون آخر ولا يقبل أن يأخذ عند الفكة أي ورقة نقدية مهترئة.


فالخمسون ليرة مثلاً أكثر العملات المتداولة لأنها ثمن لتعرفة أكثر وسائل النقل العامة "الميكروباصات" ، مصطفى طالب جامعي يقول :" يعني والله قصه الخمسين ليرة الجديدة لا تصدق فهي لاتدوم على حالها بضعة أيام حتى تكون قد اهترأت وتشققت كأنها "محرمة لا ورقه" وتابع مصطفى وأنا في طريقي للجامعة أضطر لأن استقل وسيلتي نقل، أعطي لشوفير الميكرو الأول ١٠٠ ل.س يعيد إلي خمسين ل.س مهترئة فأقول له: "هي ما بتروح معلم بقلي دبر حالك ايه شو جايبها من عند أمي" وأضاف مصطفى  أعطي للشوفير الثاني نفس الخمسين فيقوم بضرب فرام ، ويحلف مية يمين انو ما بتروح معو واذا ما معك غيرها بإمكانك النزول.


ويقول أحد سائقي السرافيس "إنه لا يمر يوم واحد دون أن يكون هناك مشكلة أو أكثر مع الركاب بسبب الأوراق النقدية المهترئة لأن الراكب الذي يدفع لي نقوداً مهترئة لا يقبل أن تعيد إليه عملة مهترئة وأضاف إننا عندما نذهب إلى محطة الوقود نعاني من نفس المشكلة لكن في النهاية يتم تقبل الأمر.
وتساءل: لماذا أوراق العملة  في بلدنا ومن كل الفئات لا يلبث أن يتم طرحها بالأسواق حتى يبدو عليها الاهتراء والتشقق و كأنها مصنوعة من "ورق الشجر اليابس"، بينما بقية العملات بالعالم ومنها اليورو ومن كل الفئات تبقى محافظة على جودتها ... !

فهل على المواطن أن يقوم بكوي العملة الورقية ليحافظ عليها أو أن يقوم بجمعها والذهاب للبنك المركزي ليتم استبدالها له..
أو أن يكون هناك اقتراح باستبدال العملة الورقية بـ قطع المعدنية أو كما يقول خبراء عالميون: إن العملة الدارجة في العقد الثاني من القرن الحالي ستكون العملة البلاستيكية أي تحتوي "الورق البلاستيكي" ، فلماذا لا تكون سورية من السباقين لاستخدام هذا النوع من الأوراق النقدية؟ سؤال نضعه برسم الجهات التي حددها القانون للنظر بأمور العملة وأوراقها، ومستقبلها. ...!

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=45067