نافذة عالمية

الإرهابيون في سورية ينفذون مخططات قوى خارجية لا رغبات شعبها


أكد الباحث والأكاديمي الأميركي العربي داوود خير الله الأستاذ المحاضر في القانون الدولي بجامعة جورج تاون الأميركية أن الإرهابيين الذين يحملون السلاح وينفذون الأنشطة الإرهابية في سورية ينفذون مخططات بلدان أو أطراف خارجية لا تمثل رغبات الشعب السوري.

وشدد خير الله في حديث مع موقع (برس تي في) الإيراني على أن الشعب السوري ومهما كانت الإصلاحات التي يريدها فإنه بالطبع يرفض الطموحات والخطط التي يسعى لتنفيذها تنظيم القاعدة أو فروعه أو غيرها من المجموعات المسلحة التي تمتلك نفس الخلفية الإيديولوجية ولا تلتزم بأي شكل من أشكال الديمقراطية أو حقوق الإنسان وأي شيئ يريده الشعب السوري.

واستطرد خير الله قائلاً إن "هؤلاء أشخاص ينفذون مخططات قوى خارجية وهم يسهمون بشكل أساسي في تدمير سورية وقتل السوريين."

ورداً على سؤال بشأن رفض الائتلاف المسمى "المعارضة" والمدعوم من الغرب مناقشة موضوع الإرهاب على التراب السوري خلال المؤتمر الدولي حول سورية (جنيف2)  قال خير الله إن "هؤلاء المقاتلين" ليسوا سوى الوقود في مدخنة القوى والأطراف الخارجية وطالما بقيت هذه الأطراف الخارجية تشعر بأن ما يجري في سورية وتدمير بناها ومؤسساتها لا يؤثر عليها فإنها تمتلك ترف الانتظار والقيام بما تريد."

وأكد خير الله أن "الأطراف والدول التي تمول وتعزز وتسلح وترعى هؤلاء المرتزقة وتجلبهم إلى سورية من جميع أنحاء العالم لا تهتم كثيراً لحياة هؤلاء."

وتابع إن "هذا السبب هو الذي يجعلنا نرى هذه العناصر رافضة للتفاوض لأن ما يجري في سورية لا يشكل خطراً عليها وهذا أمر مؤسف للغاية"، مضيفاً "أنا لا أعتقد أن الالتزام بالقانون الدولي وبالمشاعر الإنسانية وبمعاناة الإنسان في سورية هي البوصلة التي توجههم وتحفزهم."

وكان الكاتب الصحفي آلان فراشون أشار فى مقال نشرته صحيفة (اللوموند) الفرنسية إلى أن من يقاتلون فى سورية يأتون من الدول العربية ومن القوقاز وحتى من أوروبا الغربية متسائلًا عن أسباب انضمام هؤلاء إلى "المجموعات المتطرفة" وهم يقاتلون باسم الإسلام المتطرف والبعض منهم برخصة من تنظيم القاعدة الإرهابي لافتاً إلى أن كل دول الخليج ابتداء من السعودية تدعم وتنظم تمول المجموعات المتطرفة في سورية.

وفي سياق متصل، أكد الخبير المصري بالحركات الاسلامية الدكتور إبراهيم عيد الأستاذ بجامعة عين شمس المصرية أن التنظيمات الإرهابية التي تحمل اسم "دولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة وكذلك الجيش الحر" هي جزء من التنظيم الإرهابي العالمي للإخوان المسلمين وعلى علاقة وطيدة بتنظيم القاعدة الذي هو صناعة أمريكية.

وقال عيد في تصريح لصحيفة (الوطن) المصرية إن "التنظيم الدولي للإخوان المسلمين أنشئء في أواخر أربعينيات القرن الماضي بقيادة سعيد رمضان صهر حسن البنا مؤسس الإخوان في مصر وكان مقره الرئيسي في جنيف بسويسرا والغرض من هذا التنظيم وما نتج عنه من تنظيمات إرهابية مثل "دولة الاسلام في العراق والشام" و"جبهة النصرة" وغيرهما هو إرضاء القوى الإستعمارية الممثلة في الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل من أجل أن يظلوا في الحكم إلى الأبد".

ولفت عيد إلى أن "علاقة تنظيم ما يسمى "دولة الاسلام في العراق والشام" والتنظيمات المتطرفة في سيناء شمال شرق مصر وخاصة "أنصار بيت المقدس" تكشف حقيقة الدور الأمريكي لأن علاقة تنظيم "دولة الاسلام" وطيدة بتنظيم القاعدة الذي هو صناعة أمريكية كما قالت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة في تصريحات سابقة لها وكما كشف جون ولسون المفكر الغربي في كتبه أن القاعدة صناعة أمريكية."

واعتبر عيد تصريحات متزعم "دولة الاسلام في العراق والشام" الأخيرة عن سيناء واهتمامهم بها ورغبتهم في فرض السيطرة عليها تأتي من كونها تعد نقطة البداية لهم في فرض سيطرتهم بالكامل على آسيا وأفريقيا بحيث تكون ما يسمونه "إمارتهم الاسلامية" منطلقاً لهم لغزو وإحداث قلاقل في الدول المحيطة بها مثل العراق وسورية ولبنان والأردن.

وأوضح أن برنارد لويس منظر مشروع "الشرق الأوسط الكبير" قال إن البداية لإنشاء "الشرق الأوسط الجديد " هي إشعال حروب إقليمية داخل المنطقة بجوار مصر وخاصة في السودان وليبيا وإنشاء "إمارة إسلامية" في سيناء.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=2&id=4501