تحقيقات وتقارير

بعد قرن من مجازر العثمانيين بحق الارمن.. مازال الصمت سيد الموقف


الاعلام تايم _ رحاب ملحم

وتمر اﻷعوام ...واﻷرمن شعب حي ذو إرادة  ﻻ تموت.. مجزرة اﻷرمن لاتزال جرحاً ﻻيندمل ومرايا التاريخ تنطق مخبرة عن أسوأ الفظائع التي ارتكبت بحقهم بوحشية نكراء.. إنهم طغاة بني عثمان الذين يرتكبون اليوم أفظع الجرائم بحق الشعب السوري التي لا تختلف عما ارتكبوه سابقا بحق الشعوب التي وقعت تحت قبضتهم.

مجازر كثيرة ومسرحيات من الدم ﻹبادة الجنس الأرمني نفذت على فصول عديدة صلبت وجه العدالة اﻹنسانية، وآخر هذه الفصول تشهد به الصحارى السورية ومناطق مابين النهرين، تقر به مياه نهر الفرات مضياً الى رمال دير الزور

والشدادي ومرقدة .. تحت وطأة المعاناة من سياسية التتريك ونير الاستعمار العثماني .

جرمهم فقط أنهم أحرار محبين للحياة.. رفضوا الانسياق للسياسة العثمانية التعسفية الجائرة.

ماهذه إلا ومضات تداولناها أثناء لقائنا -نحن فريق اﻻعلام تايم- مع الباحثة الدكتورة في التاريخ واﻻستشراق المهندسة هوري عزازيان لتمدنا بخلاصة بحثها الجاد الدؤوب في قضية جريمة الجنس الأرمني،  الجريمة الأفظع و الأكثر عرضة للتساؤﻻت منذ وقوعها عام 1915 حتى اليوم في ذكراها الثانية بعد المئة نظراً لما أحيطت به من صمت و إنكار واستنكار.

بدأت الرواية أيام الإمبراطورية العثمانية حيث كان الأرمن مطوقين  وسط عالم متعدد الأديان والقوميات، ولكونهم احدى أقليات الإمبراطورية كان عليهم أن يتحملوا التمييز ويعاملوا كمواطنين من درجات أدنى، رغم ما كان يعرف عن دور الأرمن الهام في التجارة العالمية كمترجمين و وسطاء، و في كل مجال يتطلب المهارة العالية.

وهكذا ظل الأرمن متمسكين بوطنهم التاريخي وعاشوا في سلام نسبي منكبين على حياتهم، ونشاطهم ونجاحهم، إلى أن وجدت أرمينيا نفسها -بحكم موقعها و أهميتها- وسط الصراع الدولي، لتنقسم إلى (أرمينا الشرقية أو الروسية)و إلى (أرمينيا الغربية أو التركية ).. ومن هنا بدأت القضية الأرمنية تاخذ أبعادها الدولية.

في البدايات لم يكتب الكثير عن المذابح الأرمنية التي جرت في الحرب العالمية الأولى.

فهي جريمة ﻻتزال السلطات التركية وحتى يومنا هذا تنكرها و بشده، وتخفي كل المستندات التاريخية الوثيقة الصلة بها،

وﻻ تتوانى عن معاداة كل من يطالب باﻹقرار بها.

إن الدراسات في هذا الخصوص تستند بصورة أساسية الى المصادر الأوربية وبخاصة تقارير المخابرات الإنكليزية بين عامي 1918-و1921 أي فترة احتلالهم لتركيا، وعلى تقارير شهود عيان ألمان .

أما المصادر الأخرى فهي التقارير الأمريكية التي أرسل أكثرها من قبل اﻷطباء والممرضات في تلك الفترة؛ حيث تذكر هذه المصادر أن الأطباء الأتراك لم يكونوا متورطين في المذابح الأرمنية فحسب، بل كانوا مخططين لهذه المجازر أيضاً.

وقد وصف الأطباء الأتراك الذين وقفوا أمام المحكمة العسكرية الكثير من القصص حول زملائهم الذين قاموا بتسميم الأرمن، وإغراقهم في البحر، وتقطيعهم إربا، وإجراء التجارب عليهم.

وعلى رأس هؤﻻء اﻷطباء الجزارين يأتي اسم الدكتور ناظم والدكتور بهاء الدين شاكر الذين أمعنوا في ارتكاب المجازر الطبية المنظمة لصالح حزبهم حزب اﻻتحاد والترقي وبرنامجهم السياسي وكانوا يفاخرون فيما بينهم بما ارتكبوه.

ولعل أكثرهم بطشا الطبيب محمد رشيد الذي هجر أكثر من 120 ألفً أرمني عندما عين حاكماً لمدينة ديار بكر عام 1915، و قد لقب بالجلاد بسبب قتله وتعذيبه آﻻف الأشخاص من شيوخ وأطفال ونساء، وعرف (بالنعال) لأنه كان يأمر بدق حدوات اﻷحصنة على أرجل ضحاياه ثم يجبرهم على المشي بها في الشوارع خلال موكب استعراضي، كما اشتهر بتحطيم الجماجم وصلب الضحايا.. ناهيك عن الروايات العديدة عن ما ارتكب بحق اﻻطفال في مدارس (طرابزون)  في تركيا من تسميم وخنق الأطفال الأرمن بمبيدات الحشرات و الغاز السام وما شابه ، فقد كان يتم تحضير جدول من قبل اﻷطباء بالضحايا الذين سيقتلون وينقلون بعيداً من قبل النساء التركيات العاملات في تلك المدارس.

إن جريمة إبادة اﻷرمن هي أكبر جريمة ارتكبت خلال الحرب العالمية الأولى من وجهة نظر ضحاياها المدنيين الذين بلغ عددهم 1،2 مليون تقريباً.

بذات الوقت حادثة تعتبر حادثة استثنائية في التاريخ العالمي ممثلة بسلسلة من الجرائم و العذابات كالسلب و الذبح و الجرائم الجنسية والسرقة والقوادة والرقيق اﻷبيض.

و الحقيقة المعروفة أن أحدا من مرتكبي تلك الجرائم لم يتعرض للحساب أو العقاب بشكل رسمي. و قد أجهضت كل المساعي لمحاكمة مجرمي الحرب الأتراك من قبل محكمة عسكرية.

إن مذبحة اﻷرمن كانت من أسوأ الفظائع بحق الإنسانية وليس هناك أدنى ريب فيمن تقع عليهم المسؤولية ، إنهم الطغاة العثمانيون مرتكبو المذابح والمجازر وعمليات النفي النكراء والدور المخزي الذي ﻻ تزال تلعبه في يومنا هذا الحكومة التركية بوجهها العثماني الجديد الرافض لكل حضارة مشرقة.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=45000