تحقيقات وتقارير

الموضة.. ما يرضي جيوبنا قبل أذواقنا


الإعلام تايم - رنا الموالدي

 

في عالم الأناقة والموضة وخاصةً فيما يتعلق بالحقائب، من المفضل لا بل من البديهي اقتناء قطع متنوعة.. فرغم شغفنا بالصناعة الراقية كونها فن بحد ذاته، إلا أنّ الأسعار تكون خيالية أحياناً تجعل الكثيرات منّا عاجزات عن شرائها.


ومع ازدياد الضغط الاقتصادي، بدأت أسعار الاكسسوارات  بالارتفاع في الآونة الأخيرة بطريقة غريبة غير مبررة من عدم الاستقرار، حيث تتغير الأسعار بين لحظة وأخرى وتتفاوت من مكان لآخر وكأنها لعبة تديرها "يد الخفى" حيث تسأل الكثير من السيدات لم ترتفع أسعار هذه المقتنيات وتوضع في خانة الترف والرفاهية؟!!!


للإجابة عن هذا السؤال أو بمعنى أدق لمعرفة الأسباب الوجيهة خلف هذا الارتفاع، توجه "الإعلام تايم" إلى بعض الأسواق، لنرى عروضاً عديدة إضافة إلى بعض التنزيلات إلا أن الأسعار ما زالت مرتفعة، وخاصة الجلدية والمستوردة منها، في حين الصناعة المحلية أصبحت خجولة بهذا المجال ومعظم الحقائب النسائية مستوردة من الصين.‏


ففي سوق "الصالحية" عروض الحقائب النسائية تبدأ أسعارها من 4000 ليرة لتصل إلى 13000 والتي تختلف حسب نوعها ومصدرها، فالحقيبة المصنعة من الجلد الطبيعي على حد تعبير أحد التجار تبدأ من 12 ألف ليرة وتصل إلى 30 ألف ليرة سورية.
أما عروض بعض الماركات لتلك الحقائب يبدأ السعر من 7000  ليرة ويصل إلى 15 ألف حسب نسبة العرض، وهي لفترة محددة كما يقول صاحب أحد تلك المحالات لتصريف ما لديه فكساد البضائع سيد الموقف في أسواقنا.‏
بالمقابل فإن أسعار "جذادين"  الجيب سواء أكانت للرجال أو التي توضع في حقائب النساء تبدأ من 1900 ليرة وتصل إلى 3500 ليرة حسب جودتها.‏


أصحاب محلات بيع الحقائب النسائية معظمهم أكدوا أن هناك زيادة في الأسعار من يوم الى آخر، موضحين أن الموردين ارجعوا ذلك إلى ارتفاع سعر الدولار باعتبار أن أغلب البضائع مستوردة، أما بالنسبة لسعر الحقيبة المصنعة محلياً بالجملة سعرها مرتفع أصلاً حسب مكوناتها، والاكسسوار ونوعية الجلد الذي تختلف أسعاره بشكل كبير ..ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي والاعتماد على المولدات كحل بديل في تشغيل معاملنا،  إضافةً إلى بعض الأمور الفنية التي تدخل في صناعتها كالاعتماد على الصمغ بنسبة 90% في انتاجها وارتفاع أجرة العامل فالأجور اختلفت عن سابقتها.


بالمقابل شهدت تجارة الماركات المقلّدة إقبالاً كبيراً في أوساط الباحثات عن متعة اقتناء الأشياء الثمينة بأسعار مقبولة  لا فروق واضحة بينها وبين المنتجات الأصلية، يطلقون عليها اسم "High Copy"، الأمر الذي يتيح للفتاة أن تقتني عدّة حقائب مقلدة بسعر حقيبة أصلية واحدة، هذا ما أوضحته صاحبة احدى المحلات في "الصالحية" أن الزبائن يجدون في تلك البضائع السعر والجودة التي يبحثون عنها ويحرصون عليها على حدّ تعبيرها.


أما المواطنون ألقوا بالكرة في  ملعب جشع التجار واحتكارهم للأسعار مع غياب الرقابة على الأسواق، مؤكدين أن جنون الأسعار أصاب جميع السلع المنتجة محلياً أو المستوردة رغم ثبات الأجور..
في البداية تقول نور "طالبة"  هناك غياب تام للرقابة على الأسواق حتى وصل الأمر إلى تذبذب أسعار السلع من محل لآخر داخل نفس المنطقة وذلك على جميع المنتجات بم في ذلك الحقائب التي نحتاجها بشكل يومي حتى وصلنا لمرحلة أننا نشتري الحقيبة لتتناسب مع جميع الملابس و الأوقات و المناسبات.
وتضيف مها سعد "طالبة" أيضاً أن للشائعات وتداول المعلومات المغلوطة بين العامة حول سعر الصرف  دور كبير في تفاقم أزمة الأسعار، حيث تصل المعلومات للتجار برفع الأسعار لتغطية الخسارة التي قد تقع عليهم حسب الصرف.


غياب الرقابة عن الأسواق تركت علامة استفهام كبيرة لعشوائية الغلاء.. أيادٍ خفية تنفذ سياسات ممنهجة لخلق حالة من عدم الاستقرار تبدأ بالشائعة الدولارية مروراً بارتفاع سعر السلعة وانتهاء بتصريحات الرقابة التي تقف "متفرجة"  فجمعية حماية المستهلك، أبداً تؤكد  أن غلاء الأسعار غير مبرر.. وأن فوضى الأسعار تجتاح الأسواق، بدون ضابط  ما يزيد متاعب المواطنين بعد موجات زيادة سعرية طالت كل شيء.


يبدو أن القاسم المشترك بين المحلات التي تتعامل في بيع الحقائب النسائية يتمثل في ارتفاع أسعار مبالغ فيه هذه الأيام لدرجة، أصبحت معروضات بعضها ربما للعرض فقط و لم يعد في مقدور الجميع اختيار ما يعجبهم.. فالأسعار صاحبة الكلمة العليا وليس ذوق ورغبات المواطنين ليبقى أمامهم مهمة البحث عن المحلات التي ترضي جيوبهم ومن ثم أذواقهم.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=44878