نافذة على الصحافة

"كفريا و الفوعة" مجزرة وحشية وصمت مؤلم


الإعلام تايم - صحافة


كتبت صحيفة الوطن العُمانية أن المجزرة الوحشية البشعة التي ارتكبت بحق الأهالي الخارجين من بلدتي كفريا والفوعة، تعبِّر عن وصمة عار في جبين الإنسانية، وتنم عن مدى الوحشية في النفس الإنسانية حين تتجرد من كافة المشاعر والأخلاق، وتتجرد من المبادئ والقيم والضمير الحي، وبالتالي فلا قوانين تردعها ولا عهود ومواثيق تكبحها.


وما بين مزاعم استخدام السلاح الكيماوي بحق المدنيين في خان شيخون بمحافظة إدلب، وما بين مجزرة حي الراشدين (حلب) التي راح ضحيتها أكثر من ثلاثمئة بين قتيل ومصاب مدني سوري بينهم أطفال، تتبدى الازدواجية في التعامل مع القضايا الإنسانية في أوضح صورها، وتتبدى مزاعم دعم الشعب السوري في أنصع صور فضائحها، لتؤكد فائض النفاق المسكوب على الأرض السورية بحجة عدم إرادة التدخل في الشأن السوري لولا "الرغبة" في مساعدة الشعب السوري حتى تحقيق تطلعاته، حيث بدا ذلك من خلال الضمائر التي استيقظت فجأة ومرة واحدة في حادثة خان شيخون؛ الحادثة التي تحتاج إلى تحقيق صادق وأمين وموضوعي وعقلاني وغير منحاز لإثبات حقيقة حدوثها ومصداقية رواة الحادثة، في حين اختفت هذه الضمائر فجأة ومرة واحدة عن مجزرة حي الراشدين التي شاهدها العالم بأجمعه بأُم عينه دون زيادة أو تحريف في حقيقتها، وقد رأى الصورة المؤلمة لجثث الأطفال المتفحمة والمنسدلة على النوافذ والأبواب والمتفحمة مع كساء مقاعد الحافلات، وهو ما يطرح علامات استفهام كثيرة: هل هناك فرق بين الدم السوري؟ وهل هناك فرق بين الدم العربي والمسلم؟


وتابعت الصحيفة "ما لا يقبله كل ذي عقل ومنطق وفهم أن تقوم الحكومة السورية ـ حسب افتراءات وأكاذيب المتآمرين ـ بتفجير الحافلات التي تقل الأهالي الخارجين من كفريا والفوعة؛ لأنه بالنتيجة تضعف الحكومة السورية ذاتها،لكن مثل هذه المزاعم والافتراءات ليست بجديدة، فهي حاضرة على الدوام مع كل مجزرة وجريمة تقوم بها العصابات الإرهابية، بحيث تتكفل هذه العصابات وداعموها وإعلامهم بالفبركة والكذب وشن حملة بذلك لتغيير اتجاه الأصابع عن المجرم الحقيقي المرتكب للمجازر والجرائم، وما أكثرها".


وختمت الصحيفة "إن هذه المجزرة المرتكبة بحق أهالي كفريا والفوعة تشير بوضوح إلى طبيعة المجرم المرتكب لها، وذلك من خلال مدى الاستفادة منها، فهذا المجرم لطالما حاول جاهدًا أن يرتكب هذه المجزرة بحقهم وهم داخل بلدتيهم لكنه لم يستطع وفشل طوال ست سنوات، لاستبسال رجالهما في الدفاع عنهما، وهؤلاء الأهالي كغيرهم من أبناء الشعب السوري الشرفاء عاهدوا الله على عدم خيانة وطنهم، وبالتالي بمواقفهم الوطنية هذه المشهود لها، مصدر قوة إضافي للدولة السورية ولجيشها ولحكومتها مع باقي أبناء شعبها.
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=44860