تحقيقات وتقارير

عيد الجلاء يتجدد مع كل شهيد يرتقي للسماء


الاعلام تايم_يارا عاصي


نيسان ربيع الكفاح للسوريين، وذاكرة النصر لقلعة استعادة عروبتها وترابها من آخر جندي خرج في مثل هذا اليوم صاغرا منها يجر من ورائه أذيال الهزيمة مصحوبا بالخزي والعار، بفضل مناهضي الاستعمار الفرنسي والرافضين للذل والهوان، وفي طليعتهم يوسف العظمة وسلطان باشا الأطرش وحسن الخراط وصالح العلي وإبراهيم هنانو وأحمد مريود وغيرهم من الأبطال الذين أثبتوا أن الجلاء ليس هبة من المستعمر بل نصر مؤزر صنعته تضحيات شعبنا الذي كان كفاحه البطولي مضرب مثل لشعوب العالم الطامحة لحريتها واستقلالها..


قارع الاجداد المستعمر الفرنسي رغم قلة العدد والعتاد ، وأداروا معارك الشرف بحنكة ، مشتتين قوات المستعمر الفرنسي يخففون الضغط عن بعضهم بإشعال الجبهات على كامل امتداد الاراضي السورية، كما فعل الشيخ صالح العلي والمجاهد ابراهيم هنانو ، ومحمد الاشمر وثوار جبل العرب في معركة المزرعة ، وكانوا يؤمنون الحماية والمؤن لبعضهم، فاحتمى فوزي القاوقجي بعشائر دير الزور ومحمد الاشمر بأبناء حوران، فيما اعتمد المجاهدون في شراء الاسلحة على أموالهم ومنتجات ممتلكاتهم، ويذكر الباحثون والمؤرخون أن المرأة السورية كانت شريكة في مقارعة المستعمر الفرنسي، بل كانت سببا في قيام معارك في وجهه كما جرى مع العيوف زوجة كسار الجراح في دير الزور وكانت وراء معركة قرية المسلخة.


واحد وسبعون عاماً مضت على يوم الجلاء العظيم إلا أن دروسه ما زالت باقية في أذهان كل السوريين، فمدرسة الجلاء رسخت أساسات متينة للوحدة الوطنية الرائعة التي تتميز بها بلادنا، ويوم هب السوريون جميعاً لنصرة بلدهم آنذاك لم يكن في بال أحد منهم أن يسأل عن طائفة أو دين أو مذهب أو انتماء مهما صغر أو كبر، ويومها كان السوريون جميعاً صفاً واحداً وفي خندق واحد، لمواجهة صلف الاستعمار فوحدوا قواهم ورصوا الصفوف وشدوا العزيمة وكان قراراهم الوحيد أن لا مكان للمستعمر على هذه الأرض الطاهرة، فكان لهم ما أرادوا، وحققوا نصراً تاريخياً سُجل بحروف من ذهب في سفر الزمان.. وبذلت لأجله الدماء والتضحيات.‏
واليوم.. ها هو الجلاء يتجدد مع كل انتصار يحققه الجيش العربي السوري، ومع كل شهيد يرتقي إلى السماء دفاعاً عن تراب هذا الوطن الغالي، وتستمر التضحيات ويستمر العطاء لتبقى سورية منيعة حصينة على كل الأعداء، ولتزهر دروب الخير والسلام ويعود الأمن والاستقرار إلى ربوع وطننا الجميل.‏

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=44856