تحقيقات وتقارير

بين الرصاصة الطائشة والفيتامينات الداعمة ندرك تأثيرها


الإعلام تايم - خيرية أحمد


هي الجميلة في اللفظ والمعنى، يشتاق إليها السامع ويطرب بها القلب، كلها رقة وأدب وأخلاق، تبعث النشاط والتفاؤل والحب والألفة، تفتح أبواب الخير وتغلق أبواب الشر، تمسح غبار الحقد والانانية، تحول العدو إلى صديق والحزن إلى فرح، السلاح الذي يبني المستقبل ويدعمه، والبلسم المخفف للألم والضغوط، إنها "الكلمة الطيبة".


واستشهاداً بمقولة "من لانت كلمته وجبت محبته "ندرك مدى تأثير استخدام الكلمة الطيبة في العلاقات الاجتماعية سواء كانت في البيئة الأسرية أو الوظيفية أو التعليمية أو الثقافية أو الترفيهية على غرس المحبة وجعلها واجب انساني فيما بين الناس.


وللتأكيد على القدرة العظيمة للكلمة الإيجابية لابد من الوقوف عند بعض الصور الحياتية الواقعية التي تبين الأثر الإيجابي للكلمة الطيبة، فخير صورة نراها في وقتنا الحالي للكلمات الداعمة التي نسمعها من أفواه امهات وذوي الشهداء وجرحى الجيش العربي السوري وجنود الوطن التي تعبر عن الشجاعة والصمود في تحقيق النصر.


والصورة الثانية التي يتكلل من خلالها النجاح والتفوق والابداع، وذلك بالتشجيع والتعزيز والثناء الذي يتبعه المعلمين أو المدراء مع تلامذتهم وطلابهم وموظفيهم كأسلوب محفز داعم، وجعل الحوار المقنع سيد المواقف الذي يعمل على إنهاء الخلافات واحترام الآخر.


وبالانتقال إلى الصورة الثالثة التي هي الأساس في التنشئة الاجتماعية والتكوين النفسي والأخلاقي للطفل بالاعتماد على الكلمات اللطيفة الراقية التي تعبر عن الصحة النفسية، بالإضافة إلى العلاقة بين الأب والأم والأبناء، فبعد العمل والكد بالليل والنهار لتأمين حياة كريمة للأسرة يستحق الزوج أو الزوجة أو الابن حسب أدوارهم كلمة طيبة تشعرهم بتقدير أعمالهم والاحساس بقيمة تعبهم وامتلاك قلوبهم بالود حتى في الغياب.


أما الصور الرابعة فتصف الكلمات السلبية والتي تطلق بغير وقتها المناسب كالرصاصة الطائشة التي قد تودي بحياة الأشخاص، خصوصاً الذين هم على فراش الموت، بالمقابل فإن تأثير الكلمات الإيجابية الداعمة كجرعة دواء تحتوي في تركبيتها على فيتامينات التمسك والتحمل والصبر والإرادة والثبات.


وتأكيداً على ما سبق، فإن دراسة علمية حديثة أوضحت تأثير الكلمات أو الجمل الجميلة على بعض مراكز المخ التي تساعد على افراز مادتي الاندروفين وانكيفالين اللتين تؤثران على مراكز الانفعال تحت المهاد، وتؤثر بدورها على افراز الغدد الصماء وعلى الجسم كله‏,‏ فلا تجعل الفرد يشعر بالألم وتمده بالطاقات المتجددة.


لذا لنرتقي بكلماتنا، لتعود علينا وعلى الآخرين بالحب والألفة والراحة النفسية، لأن بعض الكلمات تستقر في القلوب كرؤوس الابر متى ما تحرك الفرد اوجعته.


فكم من كلمة طيبة إيجابية غيرت الفرد والمجتمع بسماعها وتأثيرها فوصلوا إلى أعلى المراتب، وكم من كلمة سلبية دمرت حياة الفرد وفشلته وأنهت أعظم العلاقات وهدمت مجتمع باكمله.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=44828