وجهات نظر

الشعيرات يبتلع صواريخ التوماهوك !! ما هي الرسائل؟

عبد الرحيم أحمد


الاعلام تايم_ خاص
أصبح من المعروف أن وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت إطلاق 59 صارخ توماهوك خلال عدوانها على مطار الشعيرات جنوب شرق حمص فجر 7 نيسان الجاري، لكن وزارة الدفاع الروسية أكدت بحسب وسائل المراقبة الإلكترونية الخاصة بها سقوط 23 صاروخا من طراز "توماهوك" فقط على قاعدة الشعيرات!! وأردفت بأنه يجري البحث لتحديد أماكن سقوط الصواريخ الـ36 المتبقية!! هذا الإعلان لا ينفي أطلاق 59 صاروخاً ولكنه لايؤكد أيضاً.. وهو يعني أن هناك 36 صاروخاً إمّا لم تُطلق أساساً، أو هي أُطلقت وضلّت طريقها.. أو أُسقطت قبل وصولها من قبل جهة ما.. وهذه الجهة هنا إما سورية أو روسيا.
فأي التفسيرات أقرب للحقيقة والمنطق؟ ولماذا تُعلن الولايات المتحدة أنها أطلقت 59 صاروخاً وهي تدرك ويجب أن تدرك أن هناك من يتابع ويعد ويحصي هذه الصورايخ، وربما يعترضها بصواريخه؟ هل فعلاً اعترضت الصواريخ السورية والروسية الصواريخ الأمريكية؟ وإذا كان الأمر كذلك هل حدث ذلك دون أن تعلم وزارة الدفاع الأمريكية؟ .. من المستبعد. هل علمت واشنطن وبلعت الأمر. على الأغلب..
ما هو هدف موسكو من إعلان عدد الصواريخ التي أصابت أهدافها (وصلت)؟ هل كانت موسكو تعد الصواريخ وتتفرج فقط؟ أم هي أرادت بهذا الإعلان ..رسالة للأمريكي بأننا اعترضنا هذا العدد من صواريخكم هذه المرة، وفي المرة القادمة...!!؟ أم أرادت موسكو فقط فضح الأمريكي الذي أطلق فقط 23 صاروخ ويريد من بيت المال السعودي دفع فاتورة أكبر بكثير؟
هذه التساؤلات والاحتمالات ربما يرد عليها الخبراء بشكل أفضل .. فبحسب مركز فيريل للدراسات في الولايات المتحدة أكد خبير ألماني مختص بالدفاع الإلكتروني أن واشنطن أبلغت موسكو بالهجوم قبل وقت قصير جداً ربما لتحاشي مواجهة مباشرة بين القوتين العظميتين، الأمر الذي دفع بالروس والسوريين لسحب القوات والمعدات والطائرات الحديثة من المطار، واستعدت الدفاعات السورية التقليدية للتعامل مع الصواريخ وقد أصابت عدداً منها قبل وصوله للمطار، فيما كانت القاعدة الجوية الروسية في حميميم تستخدم الحرب الالكترونية لحرف مسار صواريخ توماهوك وإسقاطها في البحر، وهذا يفسر بحسب الخبير  الألماني عدم وصول سوى 23 صاروخ من أصل 59 .
إبلاغ الروس لتفادي الصدام، تؤكده الرسالة التي وجهتها صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» الروسية في 25 آذار عندما كتبت مقالاً تحدثت فيه أنّ «الطائرات الإسرائيلية تمتحن أعصاب القائمين على وسائل الدفاع الجوي الروسية» في سورية. وقالت الصحيفة يومها إن «صمت منظومات "إس–400" و"بانتسر" الصاروخية الروسية لا يعني أبداً ضعفها وعدم فعاليتها. فإذا استمرت إسرائيل في مهاجمة ليس فقط مواقع "لحزب الله" بل وأيضاً القوات السورية، فإنّ المنظومات الروسية لن تسكت».
ويوضح الخبير لمركز فيريل أن روسيا تمتلك أفضل أنظمة الدفاع الجوي الالكتروني في العالم من نوع 4Krasuha  القادرة على التشويش على رادارات الطائرات الأمريكية وإصابة الصواريخ "بالعمى" وتحويل مسارها وفق موجات كهرومغناطيسية إلى حيث تريد، موضحاً انه تم استخدام هذه التقنيات في شبه جزيرة القرم ضد الناتو وقد تفاجأ المختصون الغربيون بذلك آنذاك واعترفوا به، واليوم في سورية نفس المنظومة عملت على تعطيل نظام GPS الذي يقود صواريخ التوماهوك الأمريكية وساقتها إلى البحر!!
إذاً الولايات المتحدة أطلقت 59 صاروخاً وهي صادقة،.. لم يصل منها سوى 23 صاروخاً وروسيا صادقة.. إنها لعبة الكبار برسائل صاروخية ابتلعها البحر ومعه مطار الشعيرات والإدارة الأمريكية.. فماذا تخبئ لنا الأيام القادمة؟ روسيا تعزز الدفاعات الجوية السورية وتوقف العمل بمذكرة تفادي الحوادث الجوية وتوفير أمن الطيران فوق سورية مع واشنطن.. بيان حاد لغرفة العمليات المشتركة للحلفاء في سورية..إيران وروسيا والقوات الرديفة بشأن العدوان.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=44743