وجهات نظر

أين هي قواعد اللعبة ؟

نبيه البرجي


الاعلام تايم_الديار

أنا الامبراطور .....!
وأنا اللاعب الاكبر في سورية وفي الشرق الاوسط وفي العالم. روسيا لا شيء ايران لا شيء. ماذا كان تعليق الرئيس الصيني شي جين بينغ على مائدة العشاء في منتجع مارالاغو الفاخر في فلوريدا؟ الخنجر في الصدر لا في الظهر..
حين أطلق الرئيس رونالد ريغان برنامج "حرب النجوم" وخلال مؤتمر صحافي مازح وزير الدفاع كاسبار واينبرغر احد الصحافيين بالقول "عليك ان تكتب الآن أن باستطاعتنا أن نقصف .... جهنم".
الاله أم السوبر اله الاميركي. أين هو ... السيد القضاء والقدر؟
لم يسدل الستار على مسرحية خان شيخون بل رفع الستار على قواعد وحقائق ربما على صفقة أخرى. ليلة الصواريخ وهي ليست ليلة الكريستال ولا ليلة الكونياك ولا ليلة الياسمين أظهرت الوجه الآخر لدونالد ترامب....
في هذه الليلة بدأت ولاية الرجل. خلع ملابس لاس فيغاس وارتدى ملابس الكاوبوي. الذين تساءلوا ولطالما تساءلوا عن الاستراتيجية الاميركية في المنطقة أدركوا الآن أنها فعلا استراتيجية نهش الكلاب. ضربة هنا وضربة هناك. والنتيجة .... الفوضى الخلاقة.
سريعاً عاد رجب طيب اردوغان الى السروال الاميركي. دعا ترامب الى أن يقرن الاقوال بالافعال. هل نسي السلطان العثماني أنه هو من وعد وتوعد بالدخول الى الجامع الاموي في دمشق على حصان سليم الاول؟ آنذاك ذكّره الشيخ محمد سعيد البوطي بأن دمشق ليست القسطنطينية وبأن الجامع الاموي ليس كنيسة آيا صوفيا...
الم تكن ليلة الصواريخ دليلاً كافيا لكي يقتنع اردوغان بأنه هو بالذات على رقعة الشطرنج؟
الذي حدث أظهر كم أن المسرحية كانت ساذجة وهمجية. كل شيء كان مركباً بدقة. كان الرهان على أن تضرب التوماهوك القصر الجمهوري ومبنى هيئة الاركان إضافة الى مؤسسات حساسة أو حساسة جداً في دمشق. أحدهم في لبنان استعاد المأثورة الصينية إياها وانتظر الجثة على ضفة النهر. لم تصل....
اللعبة أكثر تعقيداً بكثير من أن تحيط بها أدمغة الزواحف. غداً تستضيف واشنطن قمة عربية - اسرائيلية. دونالد ترامب يريد أن يدخل التاريخ. هل حقاً أن التاريخ لا يختلف فلسفياً عن الملهى الليلي...
كل ما هو مطلوب من الرئيس بشار الاسد أن يوقع على الصفقة. الصفقة التي تدق الابواب. أخذ العرب والاتراك والايرانيون علماً بأن خط البداية, وخط النهاية, هو هيكل سليمان الذي بني بخشب الارز ويعاد بناؤه الآن بعظام العرب...
ماذا بعد قاعدة الشعيرات؟ دونالد ترامب صدم الاشقاء العرب. المسرحية على حلقات (مفتوحة). أين هي قواعد اللعبة أيها القيصر؟!
ثمة رابح واحد الآن هو دونالد ترامب الذي أنقذ رأسه. منذ أيام جورج واشنطن لم يتعرض أي رئيس للولايات المتحدة لما تعرض له الرئيس الخامس والاربعون. لورنس سالزبرغر (جونيور) دأب على القول لمحرري "النيويورك تايمز" "ابقوا دائماً مستعدين لهذا المانشيت.... السقوط الاخير لدونالد ترامب".
الضربة التي أنقذت الرئيس الاميركي. ولكن هل حقاً أنها زعزعت قواعد اللعبة، وقواعد الاشتباك في سورية؟ لم يعد باستطاعة أي كان القول أن فلاديمير بوتين هو الوحيد على الارض السورية. السؤال الان حول "الشراكة الاميركية – الروسية" أم حول "المواجهة الاميركية – الروسية".
الثابت أن ترامب الذي بالكاد اغتسل من "لوثة الغانيات" لن يجازف ويغرق في الوحول والنيران السورية. لكن ما بعد الشعيرات ليس كما قبلها. بعد الآن لا جنيف ولا استانا اليس كذلك أيها السيد بشار الجعفري؟
فصائل المعارضة أطلقت النار ابتهاجاً. رياض حجاب عاد فجأة الى الشاشات كمحلل استراتيجي. هذا زمن الالواح الخشبية الناطقة. الغرنيكا السورية أكثر تعقيداً بكثير من أن تجد نهاية وشيكة. لا تزال طريق الجلجلة طويلة جداً. هل ما قاله اوبير فيدرين هو الحقيقة "الآن بدأت... اللعبة".
ليلة وتمر. الذي حصل منذ بداية المسرحية وحتى نهايتها إعادة ترتيب قواعد الاشتباك. على الطاولة سيجلس قريباً دونالد ترامب وفلاديمير بوتين. عليكم أن تتذكروا "ليلة البلقنة" بين جوزف ستالين وونستون تشرشل. مهنة التاريخ أن يتقيأ نفسه وأن يتقيأ..... المصائب!
 

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=15&id=44663