نافذة على الصحافة

الوطن العمانية.. ضربة استبقت الحقائق


الاعلام تايم_الوطن العمانية

تحت عنوان "ضربة استبقت الحقائق" كتبت صحيفة الوطن العمانية رأيها الصباحي قائلة:..
لا تزال أشكال المخطط التآمري على سورية تواصل تنوعها وفعلها تحت ذرائع شتى، وتساق وفق إطار سونامي صهيوني ـ غربي بدعم إقليمي واضح لكي تكون كفيلة بتحطيم البنى الحيوية للعقل، سواء في سورية أو في الوطن العربي أو في العالم أجمع، واختراق هذا العقل الجمعي والثقافة بأن ما يتم في المنطقة عامة وسوريا خاصة هو تخليص شعوبها من الظلم والفساد والديكتاتورية، ولإحلال الدولة المدنية والديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان مكانها.


والمؤسف أنه باسم هذه الشعارات ووفقها تتم ممارسة أبشع أنواع الجرائم والانتهاكات وإراقة الدماء وتدمير البنى الأساسية لدول المنطقة المستهدفة، بداية من تدمير مقومات قوتها وتماسكها ووحدتها، وذلك بتدمير جيوشها وقدراتها العسكرية، وتفسيخ وحدة نسيجها الاجتماعي على النحو الماثل الآن باستهداف القواعد العسكرية ونشر ثقافة التمرد والانشقاق في صفوف الجيوش، ونشر بذور الفتن الطائفية والمذهبية داخل المجتمع العربي لتفسيخه وتفكيكه، ما يسهل إسقاط الدولة المستهدفة وتفتيتها وتدميرها، وتكوين جيوش بالوكالة تعمل على إنجاز هذا، سواء كانت مأجورة مقابل أوراق خضراء، أو موهومة بمكاسب قيادية، أو مخدوعة بشعارات كاذبة وواهية لا أساس لها على الواقع.


غير أن هذا السونامي لا يزال يصطدم بجدران سورية بعد أن نجح في العراق وليبيا، حيث لا تزال الدولة السورية تواصل النجاح في إحباط مخططات الفتن الطائفية والمذهبية، والانشقاق والتمرد، وذلك بقوة الوعي والفهم لدى مكونات الشعب السوري لحقيقة ما يراد ويبيت لسوريا وإلحاقها ضمن مشروع التفتيت والتقسيم مع العراق وليبيا وغيرهما.


ولذلك، لم يجد معشر المتآمرين وسائل لإحداث الاختراق اللازم والمؤدي إلى تفتيت سورية وتقسيمها وتمزيقها سوى البحث عن وسائل قذرة، بل أكثر قذارة لاستعمال وسائل أكثر فعالية تسرع من عملية التدمير والتفتيت، وتمكين جيوش الإرهاب المنتجة والمستولدة من رحم تنظيم "القاعدة" الإرهابي التي تلوث الأرض السورية بعديدها الهائل الذي يعيث حاليًّا فسادًا في الأرض السورية، وتمكينها من تحقيق الأهداف الدافعة إلى تكوينها وإنتاجها واستيلادها.


ويأتي استخدام السلاح الكيماوي إحدى الوسائل الأكثر قذارة في التوظيف لكي يتم عبرها إحداث النقلة اللازمة نحو التدمير والإيغال في انتهاك سيادة الدولة السورية، واستهداف بناها الأساسية وأبناء شعبها، ولتبرير استخدام القوة الخشنة ولإضفاء الشرعية على الإرهاب المستولد من تنظيم "القاعدة" الإرهابي، ولتبرير دعم هذا الإرهاب بمختلف الأسلحة النوعية. ولهذا لم تكن حادثة خان شيخون في محافظة إدلب إلا واحدة من الوسائل القذرة التي سبق وأن جربت في الغوطة وخان العسل، لتعطيل الجيش العربي السوري عن مواصلة انتصاراته وتقدمه الميداني وضرب فلول الإرهاب المستولَد، ولتبرير شن ضربات عسكرية على مواقع تقدم الجيش العربي السوري، أو إضعافه باستهداف قواعده وأسلحته، ولتمكين وغرس الإرهاب بتنظيماته المعروفة العديدة داخل سورية سعيًا نحو أفغنتها وعرقنتها.


ومن هنا لم تأتِ الضربة العسكرية الأميركية على سورية أمس باستهداف قاعدة الشعيرات العسكرية في حمص بذريعة الرد على مزاعم استخدام السلاح الكيماوي في خان شيخون، والزعم بالانتقام للضحايا المدنيين، وإنما جاءت في إطار إرادة إفشال كل الانتصارات الميدانية التي حققها الجيش العربي السوري، وإعادة الأوضاع إلى مربعها الأول، بدليل أن الضربة استبقت كل القنوات الشرعية التي يجب أن تجرى بداية كتشكيل بعثة تقصي حقائق، والأكثر دلالة حالة الانتشاء والفرح لدى كيان الاحتلال الصهيوني وسكب المديح الهائل على إدارة ترامب، وبالتالي حين نرى ونشاهد الرقص والطرب الإسرائيليين، فإن حادثة خان شيخون ما هي إلا الوسيلة القذرة بقتل الأطفال والنساء للقيام بهذه الضربة، والدليل الآخر هو مباشرة ذراعي تنظيم القاعدة "داعش والنصرة" الإرهابيين شن هجمات إرهابية على المواقع والمناطق السورية مباشرة بعيد الضربة العسكرية.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=11&id=44660