تحقيقات وتقارير

في يوم "التوحد" العالمي.. حمية ونظام غذائي وأعشاب طبيعية


الاعلام تايم _ خيرية أحمد


تحت شعار "نحو الاستقلالية الذاتية وتقرير المصير"، يحيي العالم اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد 2017، بمناقشة السياسات التي يجري العمل على تنفيذها في ما يتصل بالوصاية والسبيل أمام المصابين بالتوحد إلى تقرير المصير والأهلية القانونية.


في كانون الأول 2007 بموجب قرارها 139/62، حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 2 نيسان بوصفه اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد لتسليط الضوء على الحاجة إلى تحسين حياة الأطفال والبالغين الذين يعانون من هذا المرض.
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، قال: "إن اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة تشير إلى أن الأهلية القانونية والاعتراف المتساوي أمام القانون هي حقوق متأصلة يتمتع بها الأشخاص المصابون بالتوحد على قدم المساواة مع الأعضاء الآخرين في مجتمعاتنا، وكذلك في ممارسة هذه الحقوق وحريتها في اتخاذ خياراتها الخاصة، دعونا نضمن أن نوفر التسهيلات والدعم اللازمين للأشخاص المصابين بالتوحد".


ومنذ اكتشافه على يد الطبيب النفسي الأمريكي "ليو كانر" عام 1943، بعد ملاحظته عدد من الأطفال الذين يتصفون بعدم قدرتهم على التواصل مع الآخرين، ورفضهم تغيير الروتين بالإضافة الى حركات نمطية مكررة وميلهم إلى العزلة، لم يتمكن العلماء والأطباء من اكتشاف علاج شاف بشكل كامل من مرض التوحد، ولكن يمكن التخفيف من الأعراض، وينبغي على الوالدين أن يسعوا لتأهيل طفلهم حتى يتأقلم مع المجتمع، من خلال التشخيص والتدخل المبكر والعلاج السلوكي والتربوي التعليمي والدوائي والغذائي.


وعن سورية.. لابد أن نذكر في هذا الخصوص أو نسترجع ما نشر على أحد المجلات المتخصصة بالمجتمع في تموز 2009 تحت عنوان "دكتورة سورية تقهر مرض التوحد بالتمر واليقطين والجوز"، قالت المجلة إن دكتورة سورية متخصصة في مجال الكيمياء، تمكنت من قهر مرض التوحد الذي أصاب ابنتها قبل عدة سنوات، كما ساعدت عدة أسر لديها أطفال مصابين بالتوحد، بالشفاء من هذا المرض العصيّ على الطب والأطباء.


وفي وقت لا يزال مرض التوحد من بين الأمراض التي لا تحظى بنصيب وافر من التوعية بها بحيث يكاد الوعي يقتصر على الأطباء والباحثين النفسيين إضافة إلى أصحاب المأساة أنفسهم"، فهناك حالات تم علاجها حيث تحول طفل مصاب خلال عدة أشهر من متوحد عديم التواصل البصري والكلامي إلى طفل يتكلم بلغات ثلاث مندمج مع ومن حوله.


معاناة كبيرة ترافق الاسر التي في أفرادها شخص مصاب، فأول ما تحتاجه تلك الاسر هو الاصرار والعزيمة على تحقيق الشفاء للمصاب بالتوحد، وعلى ذلك المراجعة المستمرة لمدارس وجمعيات رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة والتي قطعت شوطا مهما في سورية، مع التأكيد على عدم الاعتقاد بإمكانية رمي العبء عن كاهلهم والاكتفاء بمدارس الرعاية الخاصة، فمتابعة الأهل لأبنائهم بأنفسهم وخطوة خطوة لها أهمية كبيرة، والأهم من ذلك إيمانهم بأنه لا داء دون دواء".


العلاج بحسب الدكتورة السورية، ووفق ما نشرته المجلة، اقتصر على  اتباع حمية تستبعد الحليب ومشتقاته وكذلك القمح ومشتقاته والسكر ثم باتباع نظام غذائي قوامه التمر والجوز واليقطين، وبعد ذلك بأسبوع بدأت أولى وجبات الأعشاب وخلال أيام قليلة لاحظت أول دلائل التحسن عندما بدأ المصاب يشير بإصبعه إلى الأشياء.


عود على بدء.. هناك مفاهيم خاطئة عن مرض التوحد في غاية الضرر، وتحتاج بشدة إلى كشفها، وخاصة المفاهيم الأربعة التالية التي يتناولها الصحفي ستيف سيلبرمان بشيء من التفصيل، الذي يقول: يعد تاريخ التوحد في أحد جوانبه تاريخا من الأساطير، فهي أساطير متوارثة كأنها حقائق منقولة عن خبراء في الطب، كما أنها تشكل رؤية المجتمع تجاه هذه الحالة المعقدة، وأخيراً، هي أساطير كشفت حقيقتها الأبحاث والدراسات المتعمقة.
الأسطورة الأولى: التوحد كان نادراً في الماضي لكنه الآن أكثر انتشارا.
الأسطورة الثانية: المصابون بالتوحد لا يبدون تعاطفا مع الآخرين.
الأسطورة الثالثة: ينبغي أن يكون الهدف هو جعل الأطفال المصابين بالتوحد غير مميزين عن أقرانهم.الأسطورة الرابعة: نحن فقط نبالغ في تشخيص الأطفال غريبي الأطوار ممن لديهم اضطراب عصري.

وحول التوصيف للمرض يتعبر مرض التوحد نفسي وعضوي لوجود خلل بالجهاز العصبي المركزي، يطلق البعض عليه اسم مرض "الذاتوية"، ويظهر خلال الثلاث سنوات الأولى منذ الولادة، ومن أبرز أعراضه: الخوف من الأصوات المزعجة أو المرتفعة، المقاومة أثناء لمسه أو محاولة احتضانه، اضطراب في اللغة والتواصل والتفاعل، اصدار كلام غير مفهوم، العزلة، التعلق بالأحداث بشكل غير طبيعي، كالتعلق بلعبة ما أو بطعام ما أو تكرار حركات روتينية كاللف حول جدران الغرفة أو تحريك يده بطريقة معينة، والاهتمام بتفاصيل الأشياء مثل نقاط في صورة أو حبة على الوجه.


ويرجح العلماء أسباب إصابة الأطفال بهذا المرض إلى العوامل الوراثية التي تؤثر على نمو الدماغ، أو بسبب العوامل البيئية كظروف في الحمل والولادة كنقص الأكسجين أو أخذ بعض اللقاحات أو نقصانها أو من خلال انتقال بعض الفيروسات والأمراض المعدية التي قد تزيد وتتحول إلى توحد أو بسبب تناول بعض المواد الكيميائية السامة، أو خلل في المناعة، وغالبا ما يأتي التوحد بعد الحمى الشديدة وتساهل الأم مع ارتفاع الحرارة التي تتجاوز الأربعين درجة ثم بعدها يصاب الطفل بإعاقة وتخلف أو بتوحد.


وعن أشكال التوحد، أشهرها: طيف التوحد، متلازمة أسبرجر: وتكون في الأطفال الذكور بنسبة أكبر؛ متلازمة ريت: وتكون في الأطفال الإناث بنسبة كبيرة؛ اضطرابات النمو العامة غير المحددة؛ اضطرابات الطفولة الذهنية. ويشخص التوحد بملاحظة سلوك الطفل من قبل الأخصائيين وإجراء الفحوص الطبية بما فيها أشعة تخطيط للمخ.


ويقدر انتشار هذا الاضطراب مع الأعراض السلوكية المصاحبة له بنسبة 1 من 500 طفل، وتزداد نسبة الإصابة بالتوحد بين الأولاد عن البنات بنسبة 1: 4، وتشير احصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن عدد المصابين بالتوحد وصل إلى 67 مليون مصاب ومع تزايد نسبه الإصابة بها حول العالم.

Copyrights © al-elam.com

المصدر:   http://emediatc.com/?page=show_det&category_id=44&id=44540